الكل لا يعرف ربما المقصود من العنوان .. لكن يعرف مضمون الموضع ولا يخفى عليه
وربما هو اعلم مني بما ذكر ..
الصدق الحرام .. المقصود به .(((( النميييييييييييييييمة )))
والكل يعرف انها من كبائر الذنوب .. وهي اكثر ما يقع فيه الناس ... ضنا منهم انهم يعملون الخير عندما ينقلون الكلام
من شخص لأخر ... ويحتج من يفعل ذلك أن ما يقوله حق وصحيح وصدق ..
ولا يعلم أن هذا الصدق (( محرم ولا يجوز ))
منقول من احد الخطب ::
فالنمُّ خلق ذميم ، لأنه باعث للفتن ، وقاطع للصلات ، وزارع للحقد والخصومات ، ومفرق للجماعات ، يجعل الصديقيْن عدوّيْن ، والأخَوَين أجنبيين ، والزوجين متنافريْن .
ونهى الله عن طاعة النمام : فقال تعالى (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ . هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ ) .
وقد جاء التحذير الشديد من النميمة :
فعقابه عدم دخول الجنة : عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله : (لا يدخل الجنة نمام ) م ق
وهو من أسباب عذاب القبر : فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله مر بقبرين فقال: ( إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان يمشي بين الناس بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستنزه من بوله )
وهو من شر الناس : وفي الحديث الآخر: (ألا أخبركم بشراركم؟ قالوا: بلى، قال: المشاؤون بالنميمة المفسدون بين الأحبة ) .
والنمام مساعد للشيطان في التفريق بين المسلمين ، فإن التفريق بين المسلمين من عمل الشيطان .
عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً يجيء أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا فَيَقُولُ مَا صَنَعْتَ شَيْئاً قَالَ ثُمَّ يجيء أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ - قَالَ - فَيُدْنِيهِ مِنْهُ وَيَقُولُ نِعْمَ أَنْتَ » .
حكم النميمة، فهي محرمة بإجماع المسلمين وقد تظاهرت على تحريمها الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة وإجماع الأمة وهي كبيرة من كبائر الذنوب.
قال الحافظ المنذري: (أجمعت الأمة على تحريم النميمة وأنها من أعظم الذنوب عند الله عز وجل)، وقد حرمت النميمة لما فيها من إيقاع العداوة والبغضاء بين المسلمين وأما أدلة التحريم فقوله تعالى: ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم ، وأما الأدلة من السنة فقد ذكرناها قبل قليل.
أقوال وآثار :
جاء رجل إلى وهب بن منبه ؟ فقال له : إن فلاناً يقول فيك كذا وكذا ؟ فقال له : أما وجد الشيطان بريداً غيرك .
قال يحي بن أكثم: النمام شر من الساحر ويعمل النمام في ساعة ما لا يعمل الساحر في سنه.
ويقال: عمل النمام أضر من عمل الشيطان، لأن عمل الشيطان بالخيال والوسوسة، وعمل النمام بالمواجهة والمعانية.
وروي أن بعض السلف زار أخاً له ، وذكر عن بعض إخوانه شيئاً يكرهه فقال له:يا أخي أطلت الغيبة،وأتيتني بثلاث جنايات،بغَّضتَ إلى أخي،وشغلتَ قلبي بسبه،واتهمتَ نفسك الأمينة
ويقال: إن ثلث عذاب القبر من النميمة، وإذا كانت النميمة مما يوجب عذاب القبر أولا، ثم العذاب بعد الحشر ويوم القيامة، كان من الواجب علينا أن نحذر منها وأن نهيب بالذين لا يعلمون ما في ذلك من الضرر الكبير والخطر العظيم على المجتمع وعلى الإنسان نفسه أن يتجنب هذا الخلق المهين، فالنمام يفسد ذات المبين ويفعل بالناس فعل النار في الهشيم، يدخل بين الصديقين فيصيرهما عدوين، وينقل إلى كل منها عن أخيه ما يسوؤه ويكدّره.
والنمام هو إنسان ذو وجهين يقابل كل من يعاملهم بوجه، فهو كالحرباء يتلون بحسب الموقف الذي يريده وقد حذر النبي من أمثال هؤلاء فقال: ((ذو الوجهين لا يكون وجيها عند الله)) وقال في الحديث الآخر: ((من كان ذا وجهين في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار)) رواه البخاري،
وأما النميمة بين النساء في البيوت وبين العائلات فحدث ولا حرج ويا لهول ما تنمّ به المرأة عن صديقتها وجارتها وجليستها أو أقارب زوجها أو نساء أصدقائه أو زوجها …
وقد يدخل النمام بيوت الله ومساجده فيخرج مأزوراً غير مأجور يبدل ما سمع من الخطابة والتدريس بما شاءت له نفسه الخبيثة وأوحى به إليه إبليس فهو لا يسمع إلا غلطا ولا يرى إلا خطأ، سيئ الظن لا يحسن الظن بكلام الناس ولا يحمله على أحسن المحامل.
وقد وصف الله النمام بتسع صفات كلها ذميمة:
فقال:(وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ) هكذا وصفه الله في كتابه بهذه الصفات :
أولاً : كثرة الحلف .
الثانية: أنه مهين لا يحترم نفسه ولا يحترم الناس في قوله.
الثالثة: أنه هماز يهمز الناس ويعيبهم بالقول والإشارة في حضورهم أو في غيبتهم على حد سواء.
الرابعة: أنه مشاء بنميم يمشي بين الناس بما يفسد قلوبهم ويقطع صلاتهم ويذهب بمودتهم.
الخامسة: أنه مناع للخير يمنع الخير عن نفسه وعن غيره.
السادسة: أنه معتدٍ أي متجاوز للحق والعدل إطلاقاً.
السابعة: أنه أثيم يتناول المحرمات ويرتكب المعاصي.
الثامنة: أنه عتل وهي صفة تجمع خصال القسوة فهو شخصية مكروهة غير مقبولة.
التاسعة: أنه زنيم فهو شرير يحب الإيذاء ولا يسلم من شر لسانه أحد.
أيها المسلمون انقوا الله تعالى – واتقوا النميمة فإنها ذنب عظيم تساهل فيه الكثير.
فينبغي للمكلف أن يحفظ لسانه فقد قال صلى الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ) .
وعلى المسلمين أن يتساعدوا في رد النمام ونصحه وعدم قبول كلامه
م/ن