[frame="4 80"]بسم الله الرحمن الرحيم
لكل مجتمع عاداته وتقاليده وأعرافه التي يحافظ عليها ويطورها مع تطور الحياة على مر السنين، وفي المجتمع السعوديه عادات بعضها يخص الرجال، والآخر يخص النساء. وأبرز عادات النساء التي فرضتها ظروف الحياة في قطر قديماً جلسة "شاي الضحى"
ولقد كان مشهد النسوة وهن يحملن مجموعة من السلال وقد وضعن بها حافظات الشاي والقهوة وبعضاً من الحلوى والمأكولات الشعبية مشهداً مألوفاً في أزقة "الفرجان" أوالأحياء القديمة صباحاً في "وقت الضحى" أو بعد صلاة العصر حيث تكون الحافظات وقتها مليئة بما لذ وطاب، ونفس المجموعة من النساء تجدهن عائدات إما قرابة الظهر أو وقت أذان المغرب كوقت متعارف عليه لانتهاء الزيارة.
سيدتان تستمتعان بشرب شاي الضحى في البيت
وسبب تسمية هذه الجلسة النسائية "بشاي الضحى" يعزى إلى أن النسوة في قطر في مرحلة ما قبل اكتشاف النفط كن يجتمعن في فترة وقت الضحى كل يوم، في بيت إحداهن، حيث كن يتناوبن واحدة تلو الأخرى على استضافة الجارات، فتعد المضيفة الشاي والقهوة وبعض المأكولات الشعبية كالنخي والباجيلا وبعض الحلويات لهن.
الشاي لحظة تجهيزه على النار
وقد عرفت السعوديات "شاي الضحى" منذ القدم، فقد كان الأزواج يخرجون إلى الغوص خصوصاً في رحلات الغوص الطويلة إذ يغيبون أكثر من أربعة أشهر، الأمر الذي كان يشعر الزوجات بالوحدة والضجر، فوجدت المرأة القطرية في جلسة شاي الضحى الفرصة للترويح عن نفسها مع جاراتها وصويحباتها وكسر الروتين اليومي، والتعرف على أحوال أهل الحي، وحل المشاكل، والحديث في أمور الحياة اليومية
وكانت جلسات شاي الضحى تبدأ عادة في الساعة التاسعة صباحاً وتستمر حتى ساعة الغداء، وفي بعض الأحيان يتأخر الاجتماع النسائي ليبدأ في السابعة مساء ويستمر لساعات متأخرة بعد منتصف الليل.
كانت النسوة في السابق يجهزن وجبات شعبية خفيفة ليتناولنها في جلسة شاي الضحى
وتستجمع السيدة أم ناصر -وهي إمرأة على مشارف السبعين من عمرها – ذكرياتها عن "شاي الضحى" قائلة: "كنا في السابق نجتمع كل يوم في منزل إحدى الصديقات أو الجارات وتحضر صاحبة البيت "دلال" الشاي والقهوة ووجبة الضحى ففي الماضي كانت وجبتنا صحية وبسيطة نعدها بأنفسنا بما يتوفر لدينا ولم نكن نسمع عن الأمراض الشائعة في هذا العصر كالسكر والضغط، ولم نعرف الكبت والاكتآب لأننا كنا نجتمع يومياً تقريباً ونتحدث".
ولقد لعبت جلسات شاي الضحى النسائية اليومية دوراً هاماً وكبيراً في ترابط وتلاحم وتماسك المجتمع القطري آنذاك والمعروف بالود والتواصل، وتضيف أم ناصر قائلة:"عندما كنا نجتمع كنا نتحدث عن أحوالنا وهمومنا وأمنياتنا، ونحل مشاكل بعضنا بعضاً، وقد جعلتنا جلسة شاي الضحى أكثر قرباً وتماسكاً فإذا غابت الواحدة منا تجدنا نسأل عنها وعن أسرتها ونزورها ونقدم لها العون".
وبعد ظهور النفط، ظلت عادة "شاي الضحى" سائدة بين النساء في السعوديه حتى منتصف السبعينات، حيث خرجت المرأة إلى العمل، الأمر الذي لم تعد تتمكن معه من عقد جلسة شاي الضحى واستضافة الجارات كما كانت تفعل في السابق.
كثير من العادات السابقه مع الاسف اندثرت في مجتمعنا الخليجي والسبب النفط والتطور ودخول مستجدات على الحياة لم تكن معروفه فيما سبق
تطورنا .. تغيرنا .. حدثنا بعض العادات القديمه
لكن للماضي شذى ووقع في القلب لايمكن ان ننساه او نغفله [/frame]