#1
|
|||||||||
|
|||||||||
![]()
وقفات مع الدعاء في هَدي وحياة النبي صلى الله عليه وسلم:
1 ـ الأمر والحث النبوي على الدعاء: نبينا صلى الله عليه وسلم كان يحثنا على الدعاء دائماً، ويبين لنا فضله، ويحذرنا من تركه. عن النعمان بن بشير رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الدعاء هو العبادة، ثم قال:{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}(غافر:60)) رواه الترمذي. وقال صلي الله عليه وسلم: (إن ربكم تبارك وتعالى حيِيٌّ كريم، يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا (خاليتين ليس فيهما شيء)) رواه أبو داود.. وقال صلى الله عليه وسلم: (من لم يسأل الله يغضب عليه) رواه الترمذي. قال ابن القيم في "الجواب الكافي": "مَنْ أراد الله به خيرا فَتح له باب الذل والانكسار، ودوام اللجأ إلى الله تعالى والافتقار إليه".. 2 ـ آداب الدعاء: لما كان الداعي يسأل ربه سبحانه ويناجيه، كان لزاما عليه أنْ يتأدب بآدابٍ ليكون دعاؤه أقرب للقبول، فبُحْسن الأدب يُلبَّى الطلب، وبتتبع أقوال وهدْي النبي صلى الله عليه وسلم يظهر لنا الكثير مِن آداب الدعاء، ومِن جُملةِ آدابِ الدُّعاءِ التي جاءَتْ في الأحاديث النبوية: تَحَرِّي الأوقاتِ الفاضِلة، كالسُّجود، وعِند الأذان، ومنها تقديم الوضوء، واستِقبال القِبلة، ورَفع الأيدي في خشوع وتذلل وخفض الصوت، وتَقديم التوبة والاعتِراف بالذَّنب، وافتِتاح الدعاء بالحَمد والثناء والصلاة على النبي صلى اللهُ عليه وسلم، والسُّؤال بأسماء الله الحُسنى، والإلحاح في الدعاء وتكراره مع اليقين بالاستجابة، ويبدأ الداعي بنفسه في الدعاء، ولا يُضَّيِّق في دعائه فرحمة الله وسعت كل شيء، وعدم الاستعجال في تحقق المدعو به، أو الدعاء بإثم أو قطيعة رحم، والدعاء في السراء والضراء، والدعاء بالمأثور، فلا أحسن مما ورد في الأدعية القرآنية والنبوية فهي أولى ما يُدْعى به، لأنها شاملة للخير كله، في أفضل العبارات وأجمعها.. 3 ـ الإكثار من الدعاء، وعدم الاستعجال في تحقق المدعو به: إذا اشتمل دعاؤك على الآداب التي علمنا إياها نبينا صلى الله عليه وسلم، ولم تر أثراً للإجابة فاعلم أن الله صرف عنك من السوء ما هو أنفع لك، أو ادَّخر لك في الآخرة ما تكون أحوج إليه. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما مِن مسلِمٍ يَدعو، ليسَ بإثمٍ و لا بِقطيعةِ رَحِمٍ إلَّا أَعطَاه إِحدَى ثلاث: إمَّا أن يُعَجِّلَ لهُ دَعوَتَه وإمَّا أن يَدَّخِرَها له في الآخرة، وإمَّا أن يَدْفع عنه من السُّوء مثلها، قال (أحد الصحابة): إذًا نُكثِرَ، قال: اللهُ أَكثَر) رواه أحمد. وفي الحديث أنَّ الاستِجابة للدعاء غير مُقيَّدةٍ بنزول وحدوث المطلوب، فقد يُكفَّر عن الداعي من ذنوبه بدَعوتِه، أو يُدَّخَر له أجرها في الآخِرة. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يُسْتَجَاب لأَحَدِكُم ما لَمْ يَعْجَلْ، فيَقول: قدْ دَعَوْتُ رَبِّي فَلَم يَسْتَجِبْ لي) رواه مسلم. وفي رواية: (لا يزال يُسْتَجَاب لِلْعَبْد ما لَمْ يَدْع بإثْمٍ أَوْ قَطِيعَة رَحِم، ما لَمْ يَسْتَعْجِل، قيل: يا رسول الله، ما الاسْتِعْجَال؟ قال: يقول: قدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ، فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيب لي، فَيَسْتَحْسِر عِنْدَ ذلك وَيَدَع (يترك) الدُّعَاء).. وقد ذكر النووي في كتابه "الأذكار" عن سفيان بن عُيينة أنه قال: "لا يمنعنّ أحدَكم مِن الدعاء ما يعلمُه من نفسه (من ذنوب)، فإن الله تعالى أجاب شرّ المخلوقين إبليس إذ: {قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ}(الأعراف:15:14)".. 4 ـ الدعاء يردُّ القضاء ويرفع البلاء: جعَل اللهُ سبحانه وتعالى بحِكمَتِه لكلِّ شيءٍ في هذه الدُّنيا سَببًا؛ فجعَل الولَدَ يأتي بالزَّواج، والمريض يُشْفى بالدَّواء، وكذلك جعل القَضاء يُرَدُّ بالدُّعاء، والعُمر يَزيد بالبِرِّ. عن سلمان الفارسي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يردُّ القضاءَ إلَّا الدُّعاء، ولا يزيدُ في العمرِ إلَّا البرُّ) رواه الترمذي. قال ابن القيم: "والدعاء من أنفع الأدوية، وهو عدو البلاء، يدافعه ويعالجه، ويمنع نزوله، ويرفعه، أو يخففه إذا نزل، وهو سلاح المؤمن.. وله مع البَلَاء ثَلَاث مَقامَات:أحدها: أَنْ يكون أَقْوى مِنَ البلاء فَيَدْفَعُه. الثاني: أَنْ يكون أَضْعَف مِنَ الْبَلَاء فَيَقْوَى عليه البلاءُ فَيُصَاب بِهِ الْعَبْدُ، وَلَكِنْ قَدْ يُخَفِّفُه، وَإِنْ كان ضَعِيفًا. الثالث: أَنْ يَتَقَاوَما وَيَمْنَع كُل وَاحِدٍ منهما صَاحِبَه. وقد روى الحاكِم في صحيحه مِنْ حَدِيث عائشة رضي اللَّه عنها قالت: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: (لَا يُغْنِي حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ، وَالدُّعَاءُ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ، وَإِنَّ الْبَلَاءَ لَيَنْزِلُ فَيَلْقَاهُ الدُّعَاءُ فَيَعْتَلِجَان إِلَى يوم القيامة). وَفِيهِ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَر عَنِ النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وسلم قال: (الدعاء يَنْفع مِمَّا نَزَل ومِمَّا لَمْ يَنْزِل، فعليكم عِباد اللَّه بالدعاء). وفِيه أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ ثَوْبَان عَنِ النبِي صلى اللَّه عليه وسلم: (لا يَرُدُّ الْقَدَر إِلَّا الدُّعَاءُ، وَلَا يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ إِلَّا الْبِرُّ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبه)".. 5 ـ الدعاء والتفاعل مع الآيات الكونية: النبي صلى الله عليه وسلم كان يتفاعل مع الآيات الكونية التي تقع من حوله ويدعو الله تعالى بما يناسبها، فمع الريح كان يسأل الله خيرها ويستعيذ به مِنْ شرها. عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال: اللهم إني أسألك خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أُرْسِلَت به، وأعوذ بك من شرها، وشرِّ ما فيها، وشرِّ ما أرسلت به) رواه مسلم. ومع الرعد كان يقول: (اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك) رواه أحمد. ومع الغَيم والريح بالخوف والدعاء. عن عائشة رضي الله عنها قالت: (وكان صلى الله عليه وسلم إذا رأَى غَيْماً أو ريحاً عُرِفَ في وَجْهِه، قالت: يا رسول الله، إن الناس إذا رأَوْا الغيمَ فرحوا، رجاء أن يكون فيه المطر، وأراك إذا رأيتَه عُرِفَ في وجهك الكراهيَة (الخوف)؟ فقال: يا عائِشَة، ما يُؤَمَّنِّني أن يكون فيه عذاب؟ عُذِّبَ قومٌ بالريح، وقد رأَى قومٌ العذاب فقالوا: هذا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا) رواه البخاري. ومع خُسوف الشمس وكُسوف القمر بصلاة الخسوف والكسوف، ومع حدوث الجدْب والقحط، وتأخر نزول المطر بصلاة الاستسقاء والدعاء.. ![]() |
![]() |
#2 |
.:: المشرفة العامه ::.
![]() ![]() |
![]()
جزاك المولى الجنه
وكتب الله لك اجر هذه الحروف كجبل احد حسنات وجعله المولى شاهداً لك لا عليك لاعدمنا روعتك ولك احترامي وتقديري |
![]() |
![]() |
![]() |
|
, |
|
|