بسم الله الرحمن الرحيم
حب الخير للغير
قال أحد العارفين بالله: اعملوا بالحديثِ الصحيحِ: "لا يُؤمنُ أحدُكُم حتى يحبَّ لأخيهِ ما يحبُّ لنفسهِ منَ الخيرِ"، فَمنْ صِفةِ المؤمنِ الكاملِ أنْ يحبَّ لأخيهِ الخيرَ كما يحبُ لنفسهِ ويكرهَ الشرَّ لأخيهِ كما يكرهُ لنفسِهِ، فمن أرادَ الإيمانَ الكامِلَ فهذا سَبيلُهُ والذي يَعِينُ على ذلك مخالَفَةُ النَّفسِ في هَوَاها، وتحملُّ الأذىَ مِنَ الغيرِ ودَفْعُ الشَّخصِ أَذَاهُ عَنْ غَيرِه، وهذا هو السبيلُ الموصِلُ إلى ذَلِك.
كما يحبُّ الوَاحِدُ منَّا أنْ يُعَامِلَه النَّاسَ بالصِدقِ والوَفَاءِ وَالأَمَانَةِ فَليُعَامِلْ هو الناسَ بذلك، وَمَن أرادَ الوصولَ للمعالي فَعَلَيْهِ بقهرِ نفسِهِ حتى يكونَ عامِلا بهذا الحديثِ فيكون من أهلِ الدرجاتِ العُليا والمقاماتِ السَنيةِ.