إنه يجتاح العالم. لم يرَ أحد شيئاً كهذا. متى آخر مرة اشتعل فيها وباء بهذه السرعة؟ تتبادر إلى الذهن مشاهد تاريخية للطاعون الأسود الذي انتشر بسرعة هائلة وأباد 200 مليون إنسان في أوروبا وآسيا قبل 600 سنة، أو أوبئة أقرب تاريخياً مثل الجدري (الطاعون الأحمر) والحصبة، وفيروسات لا تزال موجودة سببت اجتياحات كارثية مثل فيروس إيبولا وفيروس زيكا. لكن فيروس كورونا المعروف أيضاً باسم كوفيد 19 مختلف: لقد أصاب كل القارات وكل طوائف المجتمع، أصاب كل الأعراق والجنسيات، الأوروبيين والأفارقة والعرب والآسيويين، أصاب الممثل توم هانكس ومايكل أرتيتا مدرب فريق أرسنال ولاعب السلة دونوفان ميتشل وسياسيين في إيران وكندا والبرازيل، ضرب قطاع السياحة (طيران، فنادق، تاكسي.. إلخ) بعنف، أغلق المدارس والتجمعات والمباريات.
لكن له فوائد. لا يوجد شر خالص في هذه الدنيا، وكما أن الأخبار تمتلئ بما يخيف فلماذا لا نرى الجانب الطيب؟ من فوائد فيروس كورونا:
جَعَل الأرض تتنفس والبيئة ترتاح. مع انخفاض السياح انخفض عدد الرحلات مما قلل الانبعاثات الملوثة للبيئة.
أرغم أنوف الكثيرين في الغرب خاصة ممن ظنوا أن البشر وصلوا لأعلى مراحل العلم وصاروا أشبه بالآلهة من البشر، يتبجحون بإنجازات العلم وأن البشر لا يحتاجون إلهاً ولا ديناً. الآن عرفوا مقدار ضعفهم وعجزهم.
أجبر شركات أن تجعل الكثير من الموظفين يعملون من البيت. لو أن الفكرة طُرِحت لعارضها مديرون كثيرون لكن بين يوم وليلة اتضح أنها ممكنة.
وضّح أهمية النظافة التي يتهاون فيها البعض. حتى شيء أساسي مثل غسل اليدين بالماء والصابون اتضح أنه أقوى وأفضل من استخدام معقمات اليد، من كان يتوقع ذلك؟
ظهر خبر أن بعض الأثرياء فروا إلى ملاجئ ريثما ينقشع الفيروس. هؤلاء كانوا لا يكترثون بمعظم الأوبئة والأمراض لأنها تصيب الفقراء ومن ليس لديهم أموال يصرفونها على أفضل الأطباء، لكن الآن صار الفيروس عامل مساواة بين البشر، لا يفرق بين قوي وضعيف ولا غني وفقير.
يثبت أهمية الحياة الصحية. يقول علماء إن الرياضة المستمرة والغذاء الصحي والبعد عن التدخين من العوامل الفعالة في مقاومة آثار الفيروس لمن أصيب به. يمكنك أن تجعل هذا دافعاً لتبدأ اليوم!
++++++++++++++++++++
ألإحــــــــ1441/8/5هجري ــــــــــــــــد