**365**وتغرق في المحيط ،،،،،،!
1**هناك غنيٌ في اوروبا يبحث عن اصدقاء للعيش معه في جنته ،،لإكمال سعادته ،،!! قلت له : وهل تكمل السعادة وأنت يلاحقك الموت ،،! وكيف تسعد وأنت تركض فوق جليد رقيق ،،سينكسر تحتك في أيّ خطوة قادمة وتغرق في المحيط ،،،،،،!
.
،،وكيف تسعد وأنت جمعتَ المال ونسيت أن تجمع المعلومة الصحيحة عن هذا العالَم الذي نسكنه ،،! هل يدخل أحدٌ غابة ولا يفكّر بما فيها ولا يبحث في حدودها ولا يرصد أخطارها ووحوشها ،،،! كيف تسعد وأنت خالي الذهن ،،،تمشي في ضباب لا تدري ماذا يخبِّىء خلفه،،!
.
،،بل أنت تبحث عن الأصدقاء لتنشغل بهم ،،عن قلقك الدفين ،،! السعادة حبور وسكينة واطمئنا ن كما يطمئنُّ مسافر أنّه في الطريق الصحيحة ، التي ستوصله إللى تلك الجنّة الخالدة ،،! وليس الإطمئنان أن تظن بيتك جنّة وأنت تفنى فيه وتذوب كلّ ساعة حتى تخرج منه ،، !!
.
2**،،،،،قلت لعمر بن عبدالعزيز :اسمتع بملكك ،،فأنت تغامر مغامرة كبيرة ،،فأنت تحرم نفسك وعندك ملك واسع تقربا الى الله ،،ألا تخاف أن تموت ولا تجد بعد الموت من يكافئك ،،!! وتكون خسرت نعمة كبيرة كان الأغنياء فيها فاكهين ،،،،،،قال: هل يجهل أحدٌ آثار صانعه في وجهه ،،،! هل تُرسَم رسمة بلا رسّام ،،! هل تُكتَبُ قصيدة شعر بلا شاعر ،،،! لقد عرفته يوم خرجتُ في الصحراء ورأيتُ ملكه الواسع وسماءه العميقة ،،،،! ويوم رأيت زهرة برّية مليئة بالعطر رغم الثلج الذي يغمرها ببرده ،،
،،
،،إنّك إذا رأيْتَ إيّ شيء بلا عقل أو تدبير ،،،تسأل من يدّبّر أمره ،،،،،ومن صنعه ،،،،،،،،،،!أنا أثِقُ بمعلوماتي التي جعلتني مؤمنا ،،،فحياتي هي ايماني وبيتي هو معتقدي ،،وإذا عِشْتُ خارج معتَقدي فكأني أمشي في ضباب لا أدري ما يخبِّىء خلفه ،،،!
….قلت : ولقد رأيتُ أبا عبيدة يسكن في غرفة طين ،،ما عنده إلاّ جلد غزال يجلس عليه ،،أنتم لا وقتَ لديكم للنظر في الأرض ،،أنتم تنظرون الى السماء ،،وتنتظرون أن تُفتَح بيوتكم هناك ،،ولا تخشون فإيمان كلّ واحد منّا هو عيونه التي تقوده في هذه الحياة ،،،ما يرى عقلك أكبر ممّا ترى عينك ،،،،،،
.
،،،قلت : وهذا الذي لا ينتظر شيئا بعد الموت ،، ،،لن يدخلوا بيوتا مثل بيوتكم ،،،لن يلقى كلّ منّا إلاّ ما آمن به،،،فلو أيقنوا مثلكم ،،لأسرعوا إلى الخلود ،،ولكرهوا هذا العُمر الذي يملؤه الموت في كلّ شبر ،،،فإن لم تمتْ أنت بعد ساعة يمتْ رفيقك أو حبيبك ،،،،،،،،فطريقنا مليئة بالأموت قبل أن نموت ،،،نتخطّاهم بأعيننا وقلوبنا ،،،نحن أموات ننظر الى الحياة ولسنا أحياء ننسى الموت !!
3**زرته بعدما فقد ذاكرته ،،إنّه لا يعرف شيئا ولا يذكر شيئا ،،هو وجهٌ ينظر في الحياة لأوّل مرّة ،،،،،،،،،،،،هو مات اليوم وولِد اليوم ،،،،،ما ترى في لوحٍ خلا من الكتابة فجأة ،،،هل تقرأ شيئا !!! قلت في نفسي ،،،ربما كان عالِما يعرف كلّ شيء ،،،وهو اليوم بلا ذاكرة ،،كالجاهل ،،،،،،،،فالجاهل بلا كتابة ،،وهذا عالِم بلا ذاكرة ،،،بلا باب تدخل منه إلى تلك الخزانة من المعلومات ،،،،،،!! يا للخسارة ،،كيف يموت العلماء وكيف يفقدون الذاكرة ،،،،!،،كأنّك أفرغْتَ ألف كتاب في المحرقة ،،وصار اليوم فارغا لا يُفيد نفسه ولا يُفيد أحدا ،،،،،،،!ما نحن إلاّ كلمات وحروف ،،مكتوبة في الذاكرة ،،،!هي تعريفٌ لكلّ ما نرى ونسمع ،،،،،،،،والجاهل هو ذلك الذي يمرّ مثلنا عن كلّ شيء ،،ولا يسأل: ماهو
الكاب / عبد الحليم الطيطي