مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ

كنت أفرح لما يتفق معي شخص آخر، وأحيانا أغضب عند الخلاف!

ولكن مع الأيام اكتشفت بأن الاختلاف إحدى سمات الكمال والتطور الحضاري للبشر!

حيث أنه لا يوجد اثنان في العالم يتفقان في كل شيء!

فلا أحد يتفق معك تماما إلا أنت فقط الآن!

والأدهى من ذلك أنه حتى أنت لا تتفق مع نفسك مع اختلاف العوامل!

فأنت لست أنت قبل بضع سنين، فما كان يثير إعجابك بالأمس أمسى مثار سخريتك اليوم!

فيا لتقلب الدهر، وتقلبك معه بغير وعي!

فخذ من هذا عبرة ولا تقل مثل الطاغية:
قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ (29) سورة الزخرف.

فسبيل الرشاد ليس ما أرسمه أنا ولا أنت، وإنما من رب العالمين، وإذا تغايرت الأفهام فليس ذلك بمحل خلاف.

احترامك للرأي الآخر هو عين العقل!

حتى لو كنت أنت موقن بصحة أقوالك، فلا بد من احترام آراء الآخرين من منطلق تقبل الطرف الآخر ومحاولة فهم طريقة تفكيره.

وحوار الأقران مؤذن بتحرير الأذهان!

حتى في الفتاوي كثيرا ما نسمع عبارة اختلف العلماء.
بل هناك نوع من أنواع الفقه يسمى فقه الخلاف أو أدب الاختلاف.

وسؤال للمتابعين:
- كيف يكون شعورك عندما يتبنى أحد آراءك؟
- كيف نظرتك للمخالف لك في أي مجال؟

••

‏تربية الإنسان نفسه مسيرةٌ شاقّة، ولكنّها قرار النّفوس الكبار. أن تكون واعظ نفسك، وطبيبها، ومرشدها، وتكون عينك أبصر ما تكون بعيبك، وحسّك أرهف ما يكون في خواطرك، فتكون المُربّيَ والمُربّى.

«وما المرءُ منفوعًا بتجريبِ واعظٍ
إذا لم تعظه نفسُهُ وتجاربُهْ»