طفلك قلق أم لا مبال أم خلي البال؟
الطفل القلق ومشغول البال:
طفلك من النوع القلق ومشغول البال باشياء كثيرة منها الابتعاد عنك، والذهاب لملاقاة اطفال آخرين، والخوف من الا يكون عند حسن الظن. ومن النادر ان يقدم طفل كهذا على الحديث عن القلق الذي يسكنه، ولكن يمكن ان نكتشف امره حيث يكثر من الشكوى من اوجاع في بطنه او رأسه او غيرها، ويضع الخطط والحيل للتهرب من مسابقة مثلا فيغير رأيه في اللحظة الاخيرة متذرعا بحجج واهية.
كيف تساعدينه:
لا جدوى من شد أزره بكلام من قبيل: «بلى، بامكانك ان تفلح في الامر، تماما كالآخرين». فهذا يضاعف من شعوره بالقلق، اذ يشعر ان خوفه غير مقبول، ومن الافضل ان نتوصل الى اسباب قلقة. وتجدر الاشارة هنا الى ان مشاعر القلق لدى الاهل معدية، فهم احياناً من يخشى ابتعاد الابناء او ان يكونوا دون المستوى، وفي هذه الحالة، ينصح بتخفيف التوتر والضغط الذي يشكل عبئاً على كاهل الطفل.
طفل لا مبال غير منشغل:
طفل لا مبال لا يشغل باله بما يحمله الغد، ويجد صعوبة في التخطيط لذلك، ومواجهة الاحداث المهمة، ولكنه لا يتحمل مسؤولية ذلك وحده. فربما تعود على ان ينجز الآخرون كل شيء بالنيابة عنه، ولذلك لا بد من تدارك الامر قبل فوات الاوان.
كيف تساعدينه:
ان تجعليه يعي عواقب افعاله، فاذا لم ينجز فرضه مثلا لا تكتبي كلمة اعتذار لمدرسته بل اتركيه يتحمل المسؤولية. وتجنبي ان ترتبي كل شيء بدلاً منه والافضل ان تطرحي عليه السؤال لحمله على فعل ما ينبغي فعله، كأن تقولي له: «لماذا تملك دفتر الفروض؟»، وسيأتي جوابه كالتالي: «لتسجيل الفروض الواجب انجازها». وهكذا ربما يخطر في باله فتح الدفتر.
طفل صافي البال:
طفلك من النوع الخلي البال. ومعنى ذلك ان لا شيء يكدر صفوه، وان كانت تنتابه من حين الى آخر حالات من القلق البسيطة. وهو شيء مفيد له اذ يجعله في كامل الاستعداد لمواجهة امر صعب مثلاً، ويدفعه الى ان يستجمع كل قوته. وفي حال فوجئ بأمر جديد عليه لا يجزع ولا يضطرب بل يحاول ان يفهم ما يجري، فيطرح الاسئلة، وهو يفكر في ما يمكنه فعله لتحقيق النجاح.
كيف تساعدينه:
بألا تطلبي منه ان يجيد اكثر من دون انقطاع، فله الحق في لحظات يتعرف فيها بلا مبالاة من حين الى آخر، فطفل الثامنة او التاسعة من العمر لا بد ان ينسى انجاز فروضه، او ينام متأخراً يوما ما.