ثِــــق بربــك
ثِــــق بربــك
لما أخرج الله يوسف من السجن لم يرسل صاعقة تخلع باب السجن . . و لم يأمر جدران السجن فتتصدّع . . بل أرسل رؤيا تتسلل في هدوء الليل لخيال الملك و هو نائم
فَثِـــق بربـــك
أطبقت الظلمات على يونس . . و اشتدت الهموم . . فلما اعتذر و نادى :
(لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )
قال الله تعالى : فاستجبنا له و نجيناه من الغم
فَثِــــق بربــك
جاع موسى و صراخه يملأ القصر لا يقبل المراضع الكل مشغول به
آسيه . . المراضع . . الحرس . .
كل هذه التعقيدات لأجل قلب امرأة خلف النهر مشتاقة لولدها رحمة و لطفآ من رب العالمين لها و لإبنها
فَثِـــق بربـــك
لما كان موسى يسري ليلاً
متجهاً إلى النار يلتمس شهاباً قبساً . .
لم يدر بخُلده و هو يسمع أنفاسه المتعبة أنه متجهٌ ليسمع صوت رب العالمين
فَثِـــق بربـــك
لما دعا نوح ربه :
” أني مغلوب فانتصر”
لم يخطر بباله أن الله سيغرق البشرية لأجله
و أن سكان العالم سيفنون إلا هو و من معه في السفينة
فَثِـــق بربــك
طرح إبراهيم ولده الوحيد
و استلّ سكينه ليذبحه ..
و إسماعيل يردد : افعل ما تؤمر
وكِلاهما لا يعلم أن كبشاً يُربى بالجنة تجهيزاً لهذه اللحظة
فَثِـــق بربــك
و ارفع أكف الخنوع و التضرع و اعلم أن فوق سبع سماوات
رب حكيم كريم
معطي رازق ما قدر الا ليشدك اليه جابر لكسرك منعك ليعطيك
انت في نعمة وبلاء منحه ان ذلك رزقك
فلا تري الله منك الا ما يحب*
اجعله يراك بقربه متبسماً سعيدا مطمئنا
وتأمل وتدبر انه بقربك
فما أوجعك الا ليعيدك اليه ولتكون ممن يتوب عليهم
*