الدبل يسلم الروح بعد 5 دقائق فقط من محاولة إسعافه
عيسى الجوكم:
ساد الوسط الإعلامي الخليجي في العاصمة الإماراتية أبوظبي حزن شديد لوفاة عبد الله بن خالد الدبل -رحمه الله- الذي وافته المنية في أبوظبي بعد مرور ساعة ونصف الساعة فقط بعد لقاء المنتخبين السعودي والإماراتي في الدور نصف النهائي لدورة الخليج الثامنة عشرة، حيث حضر -رحمه الله- المباراة وهو بكل عافيته وشوهد عقب انتهاء المباراة في المنصة مع الوفد السعودي عبر شاشات التلفاز·
وقد تناول الوسط الإعلامي في ''خليجي ''18 يوم أمس في المركز الإعلامي سيرة الدبل -رحمه الله- وخدمته للرياضة في وطنه المملكة العربية السعودية والوطن العربي والقارة الآسيوية ومساهماته في الاتحاد الدولي لكرة القدم ''الفيفا''·
واتفق الجميع على أن الدبل واحد من الرياضيين العرب الذين سجلوا حضورهم القوي في أروقة الاتحاد الدولي والآسيوي وأحد الكفاءات العربية التي يفخر بها الرياضيون والإعلاميون العرب لما له من ثقل على المستوى القاري والدولي·
وساهم الدبل في مشواره الإداري الرياضي في اعتراف الاتحاد الدولي لكرة القدم ببطولة القارات على كأس الملك فهد عندما كان مديرا للبطولة وكذلك إبراز الرياضة العربية والخليجية على المستوى الدولي، وللدبل أيضا اسهامات في الاتحاد العربي لكرة القدم وسبق في سنوات ماضية أن شغل منصب رئيس لجنة المسابقات في الاتحاد الآسيوي وكان عضوا في المكتب التنفيذي في الاتحاد الدولي ''الفيفا''، ثم غادر المنصبين وعاد بعد سنوات لمنصب رئيس لجنة المسابقات في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم مع عودة رئاسة بن همام للاتحاد الآسيوي·
وكان آخر منصبين عمل فيهما هما رئيس لجنة المسابقات في الاتحاد الآسيوي ورئيس لجنة الاحتراف في الاتحاد السعودي لكرة القدم· وكان الدبل قبل وفاته قد قدم لسمو الرئيس العام لرعاية الشباب خطة تطوير وتعديل بعض لوائح الاحتراف المعمول به في الاتحاد السعودي لكرة القدم·
والدبل -رحمه الله- كان له علاقات واسعة على المستوى الدولي سواء مع رئيس الاتحاد الدولي السابق هافلانج أو الحالي سيب بلاتر أو عمالقة كرة القدم السابقين بيكنباور وبلاتيني، والأول زار الدبل بمنزله في مدينة الدمام قبل ما يقارب الأربع سنوات·
عمل الدبل عضوا في مختلف لجان الاتحاد الدولي لكرة القدم وذاع صيته، وبحكم موقعه في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم رئيسا للجنة المسابقات أطلق الدبل بعض البطولات الجديدة في القارة الصفراء ومنها كأس التحدي وكأس رئيس الاتحاد الآسيوي وإعادة هيكلة دوري أبطال آسيا·
وبدأ الدبل مشواره مع المناصب الرياضية رئيسا لنادي الاتفاق في الدمام في السبعينات من القرن الماضي قبل أن يختاره الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- عضوا في الاتحاد السعودي لكرة القدم، ومنه انطلق الدبل الذي يحمل كفاءة إدارية كبيرة للعمل في السلك الإداري العربي والآسيوي والدولي· وتعد بطولة القارات التي أصبحت بطولة دورية معترفا بها من الاتحاد الدولي أبرز إنجازاته، حيث أطلق الفكرة الأمير فيصل بن فهد وحمل ملفها الدبل لأروقة الاتحاد الدولي وأقيمت في المملكة ثلاث مرات ثم بدأت بالتداول بين قارات العالم، وآخر مرة أقيمت بطولة القارات في ألمانيا 2005 وحصل المنتخب البرازيلي على لقبها·
اللحظات الأخيرة
عبد الله الدبل -رحمه الله- حضر الى استاد نادي الجزيرة الذي أقيم فيه لقاء المنتخبين السعودي والإماراتي لكرة القدم مع الدكتور صالح بن ناصر وكيل الرئيس العام لرعاية الشباب· وحضر المباراة مع الوفد السعودي الرسمي في المنصة، ومعروف عن الدبل حبه وعشقه للأخضر لا سيما أنه قريب جدا من هذا المنتخب لأنه كان يكلف من الأمير سلطان بن فهد بتولي بعض ملفات المدربين، وآخر مدرب أحضره للمنتخب كان كالديرون الأرجنتيني الذي قاد المنتخب في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم الأخيرة والتي تأهل فيها الأخضر لمونديال ألمانيا وأقيل كالديرون بعدها، وكان تواجد الدبل في المنصة مع الوفد السعودي طبيعيا جدا، ولم يشعر بأي شيء، وحتى مع انتهاء المباراة كان الوضع طبيعيا للغاية، ورغم أن هناك أقاويل بأن الدبل شعر بالآلام بعد المباراة أو أثناء المباراة أو بعد هدف الإمارات فإنها أمور غير صحيحة· وعندما شاهدنا الدبل -يرحمه الله- على شاشات التلفزة عقب انتهاء المباراة مع الوفد الرسمي السعودي كان طبيعيا ولم يظهر عليه أي تعب، ولكن هناك من أكد أن الدبل كان شعر بضيق كبير جراء الخسارة ولكنه شعور طبيعي جدا لأي شخص رياضي سعودي لخروج منتخب بلده من البطولة·
وعاد الدبل وصالح بن ناصر إلى مقر إقامتهما في فندق قصر الإمارات، وذهبا إلى مقر الوفد الرسمي للعشاء، حينها قال الدبل: لا أرغب في العشاء هذه الليلة وسأكتفي ببعض الحلوى، وكان الحديث بين الحضور طبيعيا للغاية عن المباراة وعن الدورة وفي أمور اعتيادية بين أعضاء الوفد، بعدها وقف الدبل وقال للحضور: أشعر بدوخة وتعب، فقال له بعض الحضور ممكن أن يكون هناك ارتفاع في الضغط، ثم فتحوا أزرار ثوبه وتناول كأسا من الماء إلا أن التعب زاد عليه وشعر بدوخة وجاء أطباء العيادة في الفندق وأسعفوه وطلبوا سيارة الإسعاف وذهب معه في سيارة الإسعاف كل من موفق السنيد عضو الاتحاد السعودي لكرة السلة ومدير المنتخب السابق في نفس اللعبة الذي كان متواجدا مع الوفد السعودي الرسمي في العشاء آنذاك والدكتور اسحاق، والمسافة بين الفندق ومستشفى الشيخ خليفة بن زايد مدتها 15 دقيقة، ولكن الدبل -رحمه الله- توفي بعد خمس دقائق فقط من نقله لسيارة الإسعاف، أي أن الوفاة حدثت أثناء الذهاب إلى المستشفى·
ويروي موفق السنيد الذي كان مع الدبل في سيارة الإسعاف أن الفقيد كان يتنفس بصعوبة وأنه شعر أن الدبل لاقى وجه ربه قبل الوصول للمستشفى·
ورافق سيارة الإسعاف بسيارة أخرى الأمير نواف بن سعد نائب رئيس وفد المملكة في ''خليجي ''18 والذي تواجد في المستشفى في غرفة الإنعاش، وبعد التأكد من الوفاة في المستشفى حمل جثمان الدبل في سيارة الإسعاف لوضعه في الثلاجة لنقله إلى طائرة الإخلاء الطبي التي أقلعت من مطار أبوظبي ظهر أمس· ورافق جثمان الدبل -رحمه الله- الدكتور صالح بن ناصر وأمين عام الاتحاد السعودي فيصل العبد الهادي وشقيق الدبل نبيل الذي قدم فجر أمس إلى أبوظبي، حيث كان متواجدا في دبي وسمع الخبر في قناة العربية وقدم على الفور إلى أبوظبي والتقى بالأمين العام فيصل العبدالهادي·