الإهداءات
عازف العود : ونيت ونت من مشى بالطلوعي= لفة ورملة والمواهيف حرة دقر ودبلة عنيد الطبوعي= عندة هواية يطلعة لو يضرة نزلة البلوى بقلب قطوعي= مع الدبل في ترس واحد يزرة


الغيرة حصن الأسرة

منتدى الحياه الزوجيه


 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-16-2007, 01:08 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مميز
نعناعي ذهبي

إحصائية العضو







وليد العنيد is an unknown quantity at this point

 

وليد العنيد غير متصل

 


المنتدى : منتدى الحياه الزوجيه
Post الغيرة حصن الأسرة

الغيرة حصن الأسرة


عناصر الموضوع

1) معنى الغيرة .


2) أنواع الغيرة .

3) أقسام الناس في الغيرة .

4) من مظاهر ضعف الغيرة .

5) أسباب ضعف الغيرة .

6) من مواقف الغيورين (أحداث ووقائع ).



1 ) معنى الغيرة :

الغيرة هي الحمية والأنفة يقال : رجل غيور وامرأة غيور بلا هاء لأن فعولاً يشترك فيه الذكر والأنثى ، وفي رواية امرأة غيرى هي فعلى من الغيرة ، والمغيار الشديد الغيرة ... والعرب تقول أغير من الحمّى أي أنها تلازم المحموم ملازمة الغيور لبعلها .
المرجع : لسان العرب ج: 5 ص: 41

• الغيرة صفة من صفات الله عز وجل :عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يا أمة محمد ما أحد أغير من الله أن يرى عبده أو أمته تزني يا أمة محمد لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً .
رواه البخاري ج: 5 ص: 2002 ح 4923
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إن الله يغار وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله .
رواه البخاري ج: 5 ص: 2002 ح 4925

وقد قرر شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى [ 6 / 120 ] اتصاف الله تعالى بهذه الصفة ، والأدلة على ذلك ، وأنها صفة كمال ، كما رد على من زعم أنها انفعالات نفسية .

وعن المغيرة رضي الله عنه قال : قال سعد بن عبادة رضي الله عنه : لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : تعجبون من غيرة سعد والله لأنا أغير منه والله أغير مني ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا أحد أحب إليه العذر من الله ومن أجل ذلك بعث المبشرين والمنذرين ولا أحد أحب إليه المدحة من الله ومن أجل ذلك وعد الله الجنة . صحيح البخاري ج: 6 ص: 2698 ح 6980
قال ابن القيم : فجمع في هذا الحديث بين الغيرة التي أصلها كراهة القبائح وبغضها وبين محبة العذر الذي يوجب كمال العدل والرحمة والاحسان والله سبحانه مع شدة غيرته يحب إن يعتذر اليه عبده ويقبل عذر من اعتذر إليه وأنه لايؤاخذ عباده بارتكاب ما يغار من ارتكابه حتى يعذر إليهم ولأجل ذلك أرسل رسله وأنزل كتبه إعذاراً وإنذاراً . وهذا غاية المجد والاحسان ونهاية الكمال فإن كثيراً ممن تشتد غيرته من المخلوقين تحمله شدة الغيرة على سرعة الإيقاع والعقوبة من غير إعذار منه ومن غير قبول العذر ممن اعتذر اليه بل قد يكون له فى نفس الامر عذر ولاتدعه شدة الغيرة أن يقبل عذره ، وكثير ممن يقبل المعاذير يحمله على قبولها قلة الغيرة حتى يتوسع في طريق المعاذير ويرى عذراً ما ليس بعذر حتى يعذر كثيراً منهم بالعذر ، وكل منهما غير ممدوح على الاطلاق . وإنما الممدوح اقتران الغيرة بالعذر فيغار في محل الغيرة ويعذر في موضع العذر ومن كان هكذا فهو الممدوح حقاً .
المرجع : الجواب الكافي ج: 1 ص: 43ـ 45


2 ) أنواع الغيرة :

• عن جابر بن عتيك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن من الغيرة ما يحب الله ومن الغيرة ما يبغض الله فأما الغيرة التي يحب الله فالغيرة في الريبة ، وأما الغيرة التي يبغض الله فالغيرة في غير ريبة . رواه أحمد (5/445) وأبو داود(2659) والنسائي ( 1/356) وصححه الألباني في إرواء الغليل ( 1999 )
• عن علي بن أبي طالب قال : الغيرة غيرتان غيرة حسنة جميلة يصلح بها الرجل أهله ، وغيرة تدخله النار تحمله على القتل فيقتل . رواه الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة ج: 2 ص: 226 وقال : إسناده صحيح .
• عن يحيى بن أبي كثير قال : قال سليمان لابنه : لا تكثر الغيرة على أهلك ولم تر منها سوءً ، فتُرمى بالشر من أجلك وإن كانت منه بريئة .
المرجع : حلية الأولياء ج: 3 ص: 71

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : فالغيرة المحبوبة هي ما وافقت غيرة الله تعالى وهذه الغيرة هي أن تنتهك محارم الله وهي أن تؤتى الفواحش الباطنة والظاهرة . لكن غيرة العبد الخاصة هي من أن يشركه الغير في أهله فغيرته من فاحشة أهله ليست كغيرته من زنا الغير لأن هذا يتعلق به وذاك لا يتعلق به إلا من جهة بغضه لمبغضة الله ولهذا كانت الغيرة الواجبة عليه هي في غيرته على أهله وأعظم ذلك امرأته ثم أقاربه ومن هو تحت طاعته ، ولهذا كان له إذا زنت أن يلاعنها لما عليه في ذلك من الضرر بخلاف ما إذا زنا غير امرأته ، ولهذا يحد قاذف المرأة التي لم يكمل عقلها ودينها إذا كان زوجها محصناً في أحد القولين وهو إحدى الروايتين عن أحمد .اهـ

ثم ذكر رحمه الله أنواعاً من الغيرة يمكن إجمالها في الأنواع التالية :
1) الغيرة الواجبة : وهي ما يتضمنه النهي عن المخزي .
2) الغيرة المستحبة : وهي ما أوجبت المستحب من الصيانة .
3) الغيرة المنهي عنها : وهي الغيرة في مباح لا ريبة فيه فهي مما لا يحبه الله بل ينهى عنه إذا كان فيه ترك ما أمر الله . ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن ".
4) الغيرة الطبعية : كغيرة النساء بعضهن من بعض فتلك ليس مأموراً بها لكنها من أمور الطباع كالحزن على المصائب .
المرجع : الاستقامة ج: 2 ص: 7

وقد جاء في هذا النوع الأخير جملة من الحوادث في سيرته صلى الله عليه وسلم مع أزواجه منها :
• عن أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحفة فيها طعام فضربت التي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها يد الخادم فسقطت الصحفة فانفلقت فجمع النبي صلى الله عليه وسلم فلق الصحفة ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة ويقول غارت أمكم ثم حبس الخادم حتى أتى بصحفة من عند التي هو في بيتها فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كسرت صحفتها وأمسك المكسورة في بيت التي كسرت .
رواه البخاري ج: 5 ص: 2003 ح 4927

• ونقل الذهبي في السير عن عائشة أنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر خديجة لم يكد يسأم من ثناء عليها واستغفار لها فذكرها يوماً فحملتني الغيرة فقلت : لقد عوضك الله من كبيرة السن . قالت : فرأيته غضب غضباً أسقطت في خلدي وقلت في نفسي اللهم إن أذهبت غضب رسولك عني لم أعد أذكرها بسوء فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما لقيت قال :كيف قلت والله لقد آمنت بي إذ كذبني الناس وآوتني إذ رفضني الناس ورزقت منها الولد وحرمتموه مني . قالت : فغدا وراح علي بها شهراً .

وقالت عائشة : ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة من كثرة ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرها.
قلت [ والقائل الذهبي ]: وهذا من أعجب شيء أن تغار رضي الله عنها من امرأة عجوز توفيت قبل تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بعائشة بمديدة ثم يحميها الله من الغيرة من عدة نسوة يشاركنها في النبي صلى الله عليه وسلم فهذا من ألطاف الله بها وبالنبي صلى الله عليه وسلم لئلا يتكدر عيشهما ولعله إنما خفف أمر الغيرة عليها حب النبي صلى الله عليه وسلم لها وميله إليها فرضي الله عنها وأرضاها . سير أعلام النبلاء ج: 2 ص: 112 و ج: 2 ص: 165
• بل وأعظم من هذا أن تعمي الغيرة المرأة فترى الأمور على غير حقيقتها . فعن عائشة قالت : لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم أم سلمة حزنت حزناً شديداً لما ذكروا لنا من جمالها فتلطفت حتى رأيتها فرأيتها والله أضعاف ما وصفت لي في الحسن ، فذكرت ذلك لحفصة - وكانتا يداً واحدة - فقالت : لا والله إن هذه إلا الغيرة ما هي كما تقولين وإنها لجميلة . فرأيتها بعد فكانت كما قالت حفصة ولكني كنت غيرى . سير أعلام النبلاء ج: 2 ص: 209
• وإذا استعانت المرأة المؤمنة بالله تعالى فإنه بلطفه ورحمته يخفف عنها ما تجد من آثار الغيرة فلا تتجاوز حدود الطبيعة البشرية . فعن حبيب بن أبي ثابت قال : قالت أم سلمة : أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمني وبيننا حجاب فخطبني . فقلت : وما تريد إلي ، ما أقول هذا إلا رغبة لك عن نفسي إني امرأة قد أدبر من سني ، وإني أم أيتام وأنا شديدة الغيرة وأنت يا رسول الله تجمع النساء . قال : أما الغيرة فيذهبها الله وأما السن فأنا أكبر منك وأما أيتامك فعلى الله وعلى رسوله ، فأذنت فتزوجني . سير أعلام النبلاء ج: 2 ص: 204 ـ205
• وعن عبد الرحمن بن الحارث قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره ومعه في ذلك السفر صفية بنت حيي وأم سلمة ، فأقبل رسول الله إلى هودج صفية بنت حيي وهو يظن أنه هودج أم سلمة وكان ذلك اليوم يوم أم سلمة ، فجعل رسول الله يتحدث مع صفية . فغارت أم سلمة وعلم رسول الله بعد أنها صفية فجاء إلى أم سلمة فقالت : تتحدث مع ابنة اليهودي في يومي وأنت رسول الله !! قالت : ثم ندمت على تلك المقالة . فكانت تستغفر منها . قالت : يا رسول الله استغفر لي فإنما حملني على هذا الغيرة . الطبقات الكبرى ج: 8 ص: 95
تأمل هذا الموقف . فالمرأة المؤمنة وإن مسها طائف من الغيرة بحكم الجبلة الإنسانية فإنها ما تلبث أن تطرد هذا الطائف بإيمانها بالله تعالى واستعانتها به عز وجل .


3 ) أقسام الناس في الغيرة :

وهنا انقسم بنو آدم أربعة اقسام :
1] قوم لا يغارون على حرمات الله بحال ولا على حرمها . مثل الديوث والقواد وغير ذلك ومثل أهل الاباحة الذين لا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق . ومنهم من يجعل ذلك سلوكاً وطريقاً } واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله امرنا بها قل ان الله لا يأمر بالفحشاء
{ سورة الاعراف 28

2] وقوم يغارون على ما حرمه الله ، وعلى ما أمر به مما هو من نوع الحب والكره يجعلون ذلك غيرة ، فيكره أحدهم من غيره أموراً يحبها الله ورسوله . ومنهم من جعل ذلك طريقاً وديناً ويجعلون الحسد والصد عن سبيل الله وبغض ما أحبه الله ورسوله غيرة .

3] وقوم يغارون على ما أمر الله به دون ما حرمه . فتراهم في الفواحش لا يبغضونها ولا يكرهونها بل يبغضون الصلوات والعبادات كما قال تعالى فيهم } فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً
{ سورة مريم 59

4] وقوم يغارون مما يكرهه الله ويحبون ما يحبه الله . هؤلاء هم أهل الإيمان . الاستقامة ج: 2 ص: 7


4 ) من مظاهر ضعف الغيرة :

يوم أن تتنكب البشرية طريق ربها ، وتنحرف عن مبادئها فإنها تفقد كرامتها وعزتها ، حتى إنها لتلحق بالبهائم التي لا تراعي خلقاً ولا تؤمن بمبدأ .

وقد حفل التاريخ البشري بصور مخزية من مظاهر ضعف الغيرة ، هي في الواقع صفحات سوداء في التاريخ ، ووصمة عار في جبين الإنسانية .

فمن ذلك ما رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : أن النكاح في الجاهلية كان على أربعة أنحاء: فنكاح منها نكاح الناس اليوم يخطب الرجل إلى الرجل وليته أو ابنته فيصدقها ثم ينكحها .

ونكاح آخر كان الرجل يقول لامرأته إذا طهرت من طمثها أرسلي إلى فلان فاستبضعي منه ويعتزلها زوجها ولا يمسها أبدا حتى يتبين حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه فإذا تبين حملها أصابها زوجها إذا أحب وإنما يفعل ذلك رغبة في نجابة الولد فكان هذا النكاح نكاح الاستبضاع .

ونكاح آخر يجتمع الرهط ما دون العشرة فيدخلون على المرأة كلهم يصيبها فإذا حملت ووضعت ومر عليها ليال بعد أن تضع حملها أرسلت إليهم فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع حتى يجتمعوا عندها تقول لهم قد عرفتم الذي كان من أمركم وقد ولدت فهو ابنك يا فلان تسمي من أحبت باسمه فيلحق به ولدها لا يستطيع أن يمتنع به الرجل .
ونكاح الرابع يجتمع الناس الكثير فيدخلون على المرأة لا تمتنع ممن جاءها وهن البغايا كن ينصبن على أبوابهن رايات تكون علما فمن أرادهن دخل عليهن فإذا حملت إحداهن ووضعت حملها جمعوا لها ودعوا لهم القافة ثم ألحقوا ولدها بالذي يرون فالتاط به ودعي ابنه لا يمتنع من ذلك فلما بعث محمد صلى الله عليه وسلم بالحق هدم نكاح الجاهلية كله إلا نكاح الناس اليوم .
رواه البخاري 5127

وقال ياقوت الحموي في كلام عن إحدى القبائل ، قال : والزنا بينهم كثير غير محظور وهم أصحاب قمار يقامر أحدهم غيره بزوجته وابنه وابنته وأمه فما دام في مجلس القمار فللمقمور أن يفادى ويفك فإذا انصرف القامر فقد حصل له ما قمر به يبيعه من التجار كما يريد . والجمال والفساد في نسائهم ظاهر وهم قليلو الغيرة فتجيء ابنة الرئيس فمن دونه أو امرأته أو أخته الى القوافل اذا وافت البلد فتعرض للوجوه فإن أعجبها إنسان أخذته إلى منزلها وأنزلته عندها وأحسنت إليه وتصرف زوجها وأخاها وولدها في حوائجه ولم يقربها زوجها مادام من تريده عندها إلا لحاجة يقضيها ثم تتصرف هي ومن تختاره في أكل وشرب وغير ذلك بعين زوجها لا يغيره ولا ينكره .
المرجع : معجم البلدان ج: 3 ص: 443

وقال ابن بطوطة في وصف ( إيوالاتن ) : ولنسائها الجمال الفائق وهن أعظم شأنا من الرجال وشأن هؤلاء القوم عجيب وأمرهم غريب فأما رجالهم فلا غيرة لديهم ... وأما نساؤهم فلا يحتشمن من الرجال ولا يحتجبن مع مواظبتهن على الصلوات ... والنساء هنالك يكون لهن الأصدقاء والأصحاب من الرجال الأجانب وكذلك للرجال صواحب من النساء الأجنبيات ويدخل أحدهم داره فيجد امرأته ومعها صاحبها فلا ينكر ذلك .
دخلت يوما على القاضي بايوالاتن بعد إذنه في الدخول فوجدت عنده امرأة صغيرة السن بديعة الحسن فلما رأيتها ارتبت وأردت الرجوع فضحكت مني ولم يدركها خجل وقال لي القاضي لم ترجع إنها صاحبتي فعجبت من شأنهما فإنه من الفقهاء الحجاج وأخبرت أنه استأذن السلطان في الحج في ذلك العام مع صاحبته لا أدري أهي هذه أم لا فلم يأذن له .
دخلت يوما على أبي محمد بن يندكان المسوفي الذي قدمنا في صحتبه فوجدته قاعدا على بساط وفي وسط داره سرير مظلل عليه امرأة معها رجل قاعد وهما يتحدثان فقلت له ما هذه المرأة فقال هي زوجتي فقلت وما الرجل الذي معها فقال هو صاحبها فقلت له أترضى بهذا وأنت قد سكنت بلادنا وعرفت أمور الشرع فقال لي مصاحبة النساء للرجال عندنا على خير وحسن طريقة لا تهمة فيها ولسن كنساء بلادكم فعجبت من رعونته وانصرفت عنه فلم أعد إليه بعدها واستدعاني مرات فلم أجبه .
المرجع : رحلة ابن بطوطة ج: 2 ص: 776ـ777

وبعد هذه القرون السالفة حل هذا الزمن زمن التقدم والحضارة بفتنه وشهواته ليضيف فجاره وأشقياؤه إلى صفحات التاريخ الغابر صوراً أبشع مما سطره أسلافهم وأشنع ، ففشت الفاحشة واستُمرِئت ، وانتشرت الرذيلة وقُـنِّـنت ، وانطفأت نـار الغيرة في قلوب أشباه الرجال وخبت .

نعم .. لقد بلغت فئام من البشر اليوم دركاً منحطاً من اللا أخلاقية والبهيمية لم تبلغه المجتمعات الجاهلية الأولى . فلا يمكن أن نحصي صور الانحلال الخلقي المشين والانتكاس البهيمي المهين التي عم عارها واستعرت نارها في عامة المجتمعات ، وبالأخص في المجتمعات الغربية الكافرة .
والأسرة المسلمة - حرسها الله - لم تكن بمعزل عن هذه المجتمعات المأفونة . فقد أجلب عليها أعداؤها بخيلهم ورَجِلهم ليفسدوا أخلاقها ، ويصدوها عن دينها ، حتى ظهرت في مجتمعات المسلمين مظاهر شتى من الفساد الخلقي فمُقِلٌّ ومستكثر .
وإن تعجب من تفشي هذه المظاهر في البلاد المسلمة ، فالعجب الأكبر من قبول كثير من المسلمين ورضاهم بها حتى أصبحت الغيرة على حرمات الله في قلوبهم نسياً منسياً .

ولعلنا نعرض في مايلي طرفاً من المظاهر المتعلقة بهذا الموضوع والتي تبين مدى ضعف الغيرة في قلوب فئام من المسلمين . والله المستعان .

1 ) فمن أعظم مظاهر ضعف الغيرة ما يقع من فعل الفاحشة بالمحارم أو المتاجرة بأعراضهن .
وقد جاء من الوعيد الشديد على الدياثة ما يطير منه فؤاد المؤمن خوفاً ورهبة .
فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة مدمن الخمر ، والعاق ، والديوث الذي يقر في أهله الخبث .
رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع ( 3052 )
وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ثلاثة لا يدخلون الجنة أبداً الديوث ، والرَّجُلة من النساء ، ومدمن الخمر .
رواه الطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع ( 3062 )
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة : العاق لوالديه ، والمرأة المترجلة المتشبهة بالنساء ، والديوث .
رواه احمد والنسائي والحاكم وصححه الألباني في صحيح الجامع ( 3071 )
قال المناوي : والديوث فيعول من ديثت البعير إذا دللته ولينته بالرياضة فكأن الديوث ذلل حتى رأى المنكر بأهله فلا يغيره . ورجلة النساء بفتح الراء وضم الجيم وفتح اللام أي المتشبهة بالرجال في الزي والهيئة لا في الرأي والعلم فإنه محمود . وقال الذهبي فيه أن هذه الثلاثة من الكبائر ، قال : فمن كان يظن بأهله الفاحشة ويتغافل لمحبته فيها فهو دون من يعرس عليها ولا خير فيمن لا غيرة فيه ، والقوادة التي لا تزال بالحرة حتى تصيرها بغياً عليها وزران .ا.هـ
المرجع : فيض القدير ج: 3 ص: 327

2 ) تهافت الناس زرافات ووحداناً على السفر إلى بلاد العهر والفجور ليعرضوا أزواجهم وبناتهم للفتن . فما إن تقلع الطائرة من بلاد المسلمين ألا ويكون الحجاب نسياً منسياً إما بإقرار الزوج وتلك عظيمة ، وإما بأمره وهذه أعظم .

3 ) إدخال كثير من الناس آلات الفساد كالتلفاز وأجهزة استقبال البث الفضائي إلى منزله حيث تبث الرذيلة ،وتهيج الشهوة ،وتدعو إلى الفاحشة ، وتفسد النساء في الخدور .
• نزل الحطيئة برجل من العرب ومعه ابنته مليكة فلما جنه الليل سمع غناء فقال لصاحب المنزل :كف هذا عني فقال : وما تكره من ذلك فقال : إن الغناء رائد من رادة الفجور ولا أحب أن تسمعه هذه يعني ابنته فإن كففته والإ خرجت عنك .
المرجع : إغاثة اللهفان ج: 1 ص: 246
• عن خالد بن عبدالرحمن قال : كنا في عسكر سليمان بن عبد الملك فسمع غناء من الليل فأرسل إليهم بكرة فجىء بهم فقال : إن الفرس ليصهل فتستودق له الرمكة وإن الفحل ليهدر فتضبع له الناقة وإن التيس لينب فتستحرم له العنز وأن الرجل ليتغنى فتشتاق إليه المرأة ثم قال : اخصوهم فقال عمر بن عبد العزيز : هذه المثلة ولا تحل فخل سبيلهم .قال: فخلى سبيلهم .
إغاثة اللهفان ج: 1 ص: 246

4 ) تساهل كثير من الرجال في ركوب نسائه متبرجات متعطرات مع السائق أو سيارة الأجرة بلا محرم ، أو سفرهن بدون محرم .

5 ) انتشار الخدم والسائقين في البيوت واختلاطهم بالمحارم مما يكون سبباً في الفتنة .
• كان سيف الدين غيوراً شديد الغيرة ، لم يترك أحداً من الخدم يدخل دور نسائه إذا كبر ، إنما يدخل عليهن الخدم الصغار .
كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية ج: 3 ص: 62

6 ) استقدام بعض الأسر الخادمات إلى بيوتهم بلا محرم واختلاطهن بالرجال في البيوت لاسيما الشباب . وهذا باب من الفتنة عظيم ، وكم حدث بسببه من أمور يندى لها الجبين .

7 ) تساهل بعض الرجال في ذهاب نسائه إلى الطبيب الرجل ليكشف على عوراتهن - بل وأحياناً العورة المغلظة - بدعوى الحاجة إلى العلاج مع عدم مراعاة الضوابط الشرعية ، ومنها : الحاجة إلى التداوي ، ألا يلجأ إلى الطبيب الرجل إلا إذا عدمت الطبيبة ، ألا يلجأ إلى الطبيب الكافر إلا إذا عدم المسلم ، أن يكون الكشف بحضور محرم المرأة لعموم تحريم الخلوة والأمر هنا أشد ، أن يقتصر الكشف على موضع الحاجة فقط دون غيره .

8 ) ظاهرة إنتشار محلات التصوير النسائية فيأتي الرجل بمحارمة إلى هذه الأماكن وهن في أبهى حلة لتلتقط لهن الصور ويطلع عليها من شاء من العاملات اللواتي قد لا يكون عندهن من الخوف من الله أو من الخلق ما يمنعهن من أن يطلعن أحـداً من الرجال على هذه الصور أو نشرها .

9 ) تصوير النساء في الأعراس . فيقوم ذوو الزوجين بتصويرهما في ليلة زواجهما ، وتتنقل هذه الصور بين الرجال والنساء . فتباً لها من بداية مخزية للحياة الزوجية أن يرضى الرجل أن تتنقل صورة زوجته بين أيدي الرجال .

10 ) انتشار الألبسة الفاضحة المخلة بالحياء في أوساط النساء ، كالألبسة العارية والبنطلونات التي تصف جسد المرأة ، بل وحتى العباءة وغطاء الرأس لم يسلما من الحملة الشرسة على شخصية المرأة المسلمة في لباسها وحشمتها وعفافها .
وإن تعجب من امرأة تمشي أمام الناس بهذه الملابس أو العباءة أو النقاب فالعجب كله من رجل يمشي بجوارها لا يحرك ساكناً ولا ينكر منكراً ، وإذا نوصح أزبد وأرعد واتهم الناصح الغيور بالتدخل في شئونه الخاصة . والله المستعان .
بل قد وجد من بعض ضعفاء الايمان وأتباع كل ناعق ممن بهرتهم حضارة الغرب فانطفأت نار الغيرة في قلوبهم أن أحدهم والعياذ بالله يأمر أهله بارتداء هذه الملابس وعدم الالتزام بالحجاب لأنه ـ كما يزعم ـ من التخلف والرجعية .

11 ) ما يحدث في بعض المجتمعات والأسر من أختلاط الأقارب وعدم احتجاب المرأة عن أقارب زوجها .

12 ) ما يحدث في بعض برامج القنوات الفضائية من اللقاءات مع الفنانين واللاعبين وتلقي اتصالات المعجبين والمعجبات التي لا تخلو من الخضوع بالقول والميوعة وإثارة الشهوة .

13 ) ما تقوم به بعض المجلات الساقطة بما يسمى ( ركن التعارف ) أو ( المراسلة ) حيث العلاقات المشبوهة بين الجنسين و رسائل الحب والغرام .

14 ) قيام بعض الأسر بإرسال أبنائها وبناتها بمفردهم إلى بلاد الكفر والفساد بدعوى الدراسة . وأعظم من هذا ما يعرف بنظام المعيشة في أسرة كافرة بدعوى تعلم اللغة .
تلكم هي بعض الأسباب ، وما لم نذكره كثير . والله المستعان .


5 ) أسباب ضعف الغيرة :

1 ) ضعف الإيمان ( المعاصي ) :
الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، وبقدر إيمان العبد تكون غيرته وتعظيمه حرمات ربه ، ومثل المعصية والغيرة كمثل الماء والنار ، فكلما هاجت أمواج المعصية خبت نار الغيرة في القلب .
قال ابن القيم : " فصل : ومن عقوباتها [ أي المعاصي ] أنها تطفيء من القلب نار الغيرة التي هى لحياته وصلاحه كالحرارة الغريزية لحياة جميع البدن ، فإن الغيرة حرارته وناره التي تخرج ما فيه من الخبث والصفات المذمومة كمال يخرج الكير خبث الذهب والفضة والحديد وأشرف الناس وأعلاهم قدراً وهمة أشدهم غيرة على نفسه وخاصته وعموم الناس ولهذا كان النبي أغير الخلق على الأمة والله سبحانه أشد غيرة منه .
..... فالغيور قد وافق ربه سبحانه في صفة من صفاته ومن وافق الله في صفه من صفاته قادته تلك الصفة إليه بزمامه ، وأدخلته على ربه وأدنته منه وقربته من رحمته وصيرته محبوباً له .
ولو لم يكن في الذنوب والمعاصي إلا انها توجب لصاحبها ضد هذه الصفات وتمنعه من الاتصاف بها لكفى بها عقوبة ... والمقصود أنه كلما اشتدت ملابسته للذنوب أخرجت من قلبه الغيرة على نفسه وأهله وعموم الناس وقد تضعف في القلب جداً لا يستقبح بعد ذلك القبيح لا من نفسه ولا من غيره وإذا وصل إلى هذا الحد فقد دخل في باب الهلاك ، وكثير من هؤلاء لا يقتصر على عدم الاستقباح بل يحسن الفواحش والظلم لغيره ويزينه له ويدعوه إليه ويحثه عليه ويسعى له فى تحصيله ، ولهذا كان الديوث أخبث خلق الله والجنة عليه حرام ، وكذلك محلل الظلم والبغي لغيره ومزينه لغيره . فانظر ما الذي حملت عليه قلة الغيرة وهذا يدلك على أن أصل الدين الغيرة ومن لا غيرة له لا دين له فالغيرة تحمي القلب فتحمي له الجوارح فتدفع السوء والفواحش ، وعدم الغيرة تميت القلب فتموت الجوارح فلا يبقى عندها دفع البتة .
المرجع : الجواب الكافي ج: 1 ص: 43ـ 45

2 ) الغزو الفكري بوسائله المتعددة : فقد انخدع كثير من المسلمين بحضارة الغرب فأملى لهم الشيطان أن لاحضارة ولا تقدم إلا بنقل أنماط الحياة الغربية على كافة المجالات إلى المجتمعات الاسلامية ، يؤيدهم في هذا ما تسعى إليه الأمم الكافرة من عولمة المجتمعات على الطريقة الغربية .

3 ) ضعف قوامة الرجل ، والحب المفرط الذي يضعف سلطته على أهله .
فمن المؤسف حقاً ما تشهده بعض بيوت المسلمين من انهيار مبدأ قوامة الرجل على أهل بيته ، فالأمر والنهي بيد الزوجة التي لا تسأل عما تفعل ، أما الزوج المحترم فالويل ثم الويل له إن سأل فضلاً عن أن يأمر أو ينهى .
• قال شيخ الاسلام ابن تيمية : وقوله { السجن أحب إلي مما يدعونني إليه } بصيغة جمع التذكير وقوله } كيدهن { بصيغة جمع التأنيث ولم يقل مما يدعينني إليه دليل على الفرق بين هذا وهذا وأنه كان من الذكور من يدعوه مع النساء إلى الفاحشة بالمرأة ، وليس هناك إلا زوجها وذلك أن زوجها كان قليل الغيرة أو عديمها وكان يحب امرأته ويطيعها ، ولهذا لما اطلع على مراودتها قال { يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين } فلم يعاقبها ولم يفرق بينها وبين يوسف حتى لا تتمكن من مراودته وأمر يوسف أن لا يذكر ما جرى لأحد محبة منه لإمرأته ولو كان فيه غيرة لعاقب المرأة .
المرجع : مجموع الفتاوى ج: 15 ص: 119
ونقل ابن القيم عن بعض أهل العلم قولهم :" الرجال أغير على البنات من النساء فلا تستوي غيرة الرجل على ابنته وغيرة الأم أبداً ، وكم من أم تساعد ابنتها على ما تهواه ويحملها على ذلك ضعف عقلها وسرعة انخداعها وضعف داعي الغيرة في طبعها بخلاف الأب ولهذا المعنى وغيره جعل الشارع تزويجها إلى أبيها دون أمها ولم يجعل لأمها ولاية على بضعها ألبتة ولا على مالها ".
المرجع : زاد المعاد ج: 5 ص: 474

4) الترف والانغماس في شهوات الدنيا . ومن ذلك ماتقدمت الإشارة إليه في قصة يوسف u معى امرأة العزيز ضعيف الغيرة .

5 ) تحول الغيرة إلى تقاليد وعادات قابلة للتغير لا سيما مع طول الأمد وتغير أحوال الناس .
عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الغيرة من الايمان والمِذاء من النفاق قال قلت ما المذاء قال الذي لا يغار .
رواه البزار وفيه أبو مرجوم وثقه النسائي وغيره وضعفه ابن معين وبقية رجاله رجال الصحيح مجمع الزوائد ج: 4 ص: 327 وضعفه الألباني في الضعيفة (1808)

6 ) اقتراف الفواحش :
فإن أهل الفواحش من أضعف الناس غيرة ، وذلك لأن القلب إذا قبل أمراً زينه لصاحبه فيرى مساوئه في قالب من الحسن . قال تعالى { أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً } .
أما أهل الغيرة فهم من أبعد الناس عن الفواحش .
قال بعض حكماء العرب : ( ما فجر غيور قط ) يعني أن الغيور هو الذي يغار على كل أنثى .
مجمع الأمثال ج: 2 ص: 292

7 ) تفريط المسلمين في شريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مما أدى إلى انتشار الفواحش والمنكرات ، وتحولها إلى أمر عادي لا غضاضة فيه عند كثير من الناس ، حتى إن الغيور ليعد غريباً في بعض المجتمعات . وكما قيل : كثرة الإمساس تذهب الاحساس .
يقول ياقوت في وصف إحدى البلدان : أهلها عرب وزيهم زي العرب القديم وفيهم صلاح مع شراسة في خلقهم وزعارة وتعصب وفيهم قلة غيرة كأنهم اكتسبوها بالعادة ، وذلك أنه في كل ليلة تخرج نساؤهم إلى ظاهر مدينتهم ويسامرن الرجال الذين لا حرمة بينهم ويلاعبنهم ويجالسنهم إلى أن يذهب أكثر الليل فيجوز الرجل على زوجته وأخته وأمه وعمته وإذا هي تلاعب آخر وتحادثه فيعرض عنها ويمضي إلى امرأة غيره فيجالسها كما فعل بزوجته وقد اجتمعت بكيش بجماعة كثيرة منهم رجل عاقل أديب يحفظ شيئا كثيرا وأنشدني أشعاراً وكتبتها عنه فلما طال الحديث بيني وبينه قلت له بلغني عنكم شيء أنكرته ولا أعرف صحته . فبادرني وقال : لعلك تعني السمر . قلت : ما أردت غيره . فقال : الذي بلغك من ذلك صحيح وبالله أقسم إنه لقبيح ولكن عليه نشأنا وله مذ خلقنا ألفنا ولو استطعنا أن نزيله لأزلناه ولو قدرنا لغيرناه ولكن لا سبيل إلى ذلك مع مر السنين عليه واستمرار العادة به .
معجم البلدان ج: 5 ص: 97

6) من مواقف الغيورين ( أحداث ووقائع ) :

• غيرة النبي صلى الله عليه وسلم على النساء :
عن عائشة قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي رجل قاعد فاشتد ذلك عليه ورأيت الغضب في وجهه . قالت : فقلت : يا رسول الله إنه أخي من الرضاعة . قالت : فقال : انظرن إخوتكن من الرضاعة فإنما الرضاعة من المجاعة .
رواه البخاري (2647) ، ومسلم ( 1455 ) واللفظ لمسلم .

قال أبو نواس :
جواد إذا الأيدي قبضن عن الندى *** ومن دون عورات النساء غيور
وفيات الأعيان ج: 1 ص: 138

@ غيرة النبي صلى الله عليه وسلم على الشباب :
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أنه قال : كان الفضل بن عباس رضي الله عنه رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءته امرأة من خثعم تستفتيه فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصرف وجه الفضل إلى الشق الآخر . قالت : يا رسول الله ان فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخاً كبيراً لا يستطيع أن يثبت على الراحلة أفأحج عنه ؟ قال :نعم . وذلك في حجة الوداع .
رواه مسلم ج: 2 ص: 973

@غيرة داود عليه السلام :
كان داود عليه السلام فيه غيرة شديدة فكان إذا خرج أغلق الأبواب فلم يدخل على أهله أحد حتى يرجع . قال : فخرج ذات يوم وغلقت الدار ، فأقبلت امرأته تطلع إلى الدار فإذا رجل قائم وسط الدار . فقالت لمن في البيت : من أين دخل هذا الرجل والدار مغلقة ؟ والله لنفتضحن بداود . فجاء داود فإذا الرجل قائم في وسط الدار ، فقال له داود : من أنت ؟ قال : أنا الذي لا أهاب الملوك ولا أمنع من الحجاب . فقال داود : أنت والله إذن ملك الموت ، مرحباً بأمر الله ، ثم مكث حتى قبضت .
البداية والنهاية ج: 2 ص: 17

@ في قصة موسى عليه السلام مع المرأتين :
روى ابن جرير بإسناده عن ابن عباس قال : { قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين } . قال : فأحفظته الغيرة أن قال : لا ، وما يدريك ما قوته وأمانته ؟ قالت : أما قوته فما رأيت منه حين سقى لنا لم أر رجلاً قط أقوى في ذلك السقي منه ، وأما أمانته فإنه نظر حين أقبلت إليه وشخصت له فلما علم أني امرأة صوب رأسه فلم يرفعه ولم ينظر إلي حتى بلغته رسالتك ، ثم قال امشي خلفي وانعتي لي الطريق ولم يفعل ذلك إلا وهو أمين . فسري عن أبيها وصدقها وظن به الذي قالت .
تفسير الطبري ج: 20 ص: 63

@ غيرة الصديق :
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن نفراً من بني هاشم دخلوا على أسماء بنت عميس رضي الله عنها ، فدخل أبو بكر الصديق رضي الله عنه وهي تحته يومئذ فرآهم فكره ذلك . فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لم أر إلا خيراً . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله قد برأها من ذلك . ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال : لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان .
رواه مسلم ج: 4 ص: 1711ح 2173

@غيرة الفاروق :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما أنا نائم رأيتني في الجنة ، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر . فقلت : لمن هذا ؟ قالوا : هذا لعمر ، فذكرت غيرته فوليت مدبراً . فبكى عمر وهو في المجلس ثم قال : أو عليك يا رسول الله أغار .
رواه البخاري ج: 5 ص: 2004 ح 4929

@ غيرة الزبير :
عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت : تزوجني الزبير وما له في الأرض من مال ولا مملوك ولا شيء غير ناضح وغير فرسه فكنت أعلف فرسه وأستقي الماء وأخرز غربة وأعجن ولم أكن أحسن أخبز وكان يخبز جارات لي من الأنصار وكن نسوة صدق ، وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسي وهي مني على ثلثي فرسخ . فجئت يوماً والنوى على رأسي فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نفر من الأنصار فدعاني ، ثم قال : أخ أخ ليحملني خلفه فاستحييت أن أسير مع الرجال ، وذكرت الزبير وغيرته ، وكان أغير الناس فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أني قد استحييت فمضى . فجئت الزبير فقلت : لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسي النوى ومعه نفر من أصحابه فأناخ لأركب فاستحييت منه وعرفت غيرتك .فقال : والله لحملك النوى كان أشد علي من ركوبك معه قالت حتى أرسل إلي أبو بكر بعد ذلك بخادم يكفيني سياسة الفرس فكأنما أعتقني .
رواه البخاري ج: 5 ص: 2002 ح 4926

• غيرة سعد :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال سعد بن عبادة رضي الله عنه : يا رسول الله لو وجدت مع أهلي رجلاً لم أمسه حتى آتى بأربعة شهداء ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم . قال : كلا والذي بعثك بالحق إن كنت لأعاجله بالسيف قبل ذلك . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اسمعوا إلى ما يقول سيدكم ، إنه لغيور وأنا أغير منه والله أغير مني .
صحيح مسلم ج: 2 ص: 1135 ح 1498

وقد يبدو في هذا الحديث إشكال من حيث حلفه رضي الله عنه على مخالفة الأمر وعدم إنكار النبي صلى الله عليه وسلم عليه هذا القول لَـمَّـا سمعه منه .

وقد أجاب ابن القيم عن هذا الإشكال بأن الحديث يحتمل معنيين :

1] أحدهما : إقراره وسكوته على ما حلف عليه سعد أنه جائز له فيما بينه وبين الله ، ونهيه عن قتله في ظاهر الشرع ، ولا يناقض أول الحديث آخره .

2] والثاني أن رسول الله قال ذلك كالمنكر على سعد فقال : ألا تسمعون إلى ما يقول . يعني أنا أنهاه عن قتله وهو يقول : بلى والذي أكرمك بالحق . ثم أخبر عن الحامل على هذه المخالفة وأنه شدة غيرته ، ثم قال : أنا أغير منه والله أغير مني وقد شرع الشهداء الأربعة مع شدة غيرته سبحانه فهي مقرونة بحكمة ومصلحة ورحمة وإحسان .

@ غيرة أبي حذيفة :
عن عائشة رضي الله عنها أن سالماً مولى أبي حذيفة كان مع أبي حذيفة وأهله في بيتهم فأتت - تعني ابنة سهيل - النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إن سالماً قد بلغ ما يبلغ الرجال وعقل ما عقلوا وإنه يدخل علينا وإني أظن أن في نفس أبي حذيفة من ذلك شيئاً . فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : أرضعيه تحرمي عليه ، ويذهب الذي في نفس أبي حذيفة . فرجعت فقالت : إني قد أرضعته فذهب الذي في نفس أبي حذيفة .
رواه البخاري (6906) ، ومسلم ( 1453 ) واللفظ لمسلم .

@ غيرة عروس :
عن أبي السائب مولى هشام بن زهرة أنه دخل على أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في بيته قال : فوجدته يصلي فجلست أنتظره حتى يقضي صلاته فسمعت تحريكاً في عراجين في ناحية البيت ، فالتفت فإذا حية فوثبت لأقتلها فأشار إلي أن اجلس فجلست ، فلما انصرف أشار إلى بيت في الدار فقال : أترى هذا البيت ؟ فقلت : نعم . قال : كان فيه فتى منا حديث عهد بعرس ، قال : فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق فكان ذلك الفتى يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنصاف النهار فيرجع إلى أهله . فاستأذنه يوماً فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : خذ عليك سلاحك فإني أخشى عليك قريظة . فأخذ الرجل سلاحه ثم رجع فإذا امرأته بين البابين قائمة فأهوى إليها الرمح ليطعنها به وأصابته غيرة . فقالت له : اكفف عليك رمحك وادخل البيت حتى تنظر ما الذي أخرجني . فدخل فإذا بحية عظيمة منطوية على الفراش فأهوى إليها بالرمح فانتظمها به ثم خرج فركزه في الدار فاضطربت عليه فما يدرى أيهما كان أسرع موتاً الحية أم الفتى . قال فجئنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له وقلنا : ادع الله يحييه لنا . فقال : استغفروا لصاحبكم ثم قال : إن بالمدينة جناً قد أسلموا فإذا رأيتم منهم شيئاً فآذنوه ثلاثة أيام ، فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه فإنما هو شيطان .
رواه مسلم (4150 )

@ الغيرة كأس مسموم :
عن ابن القداح قال : كانت للربيع جارية يقال لها أمة العزيز فائقة الجمال ناهدة الثديين حسنة القوام فأهداها إلى المهدي . فلما رأى جمالها وهيئتها قال : هذه لموسى أصلح فوهبها له فكانت أحب الخلق إليه وولدت له بنيه الأكابر . ثم إن بعض أعداء الربيع قال لموسى إنه سمع الربيع يقول ما وضعت بيني وبين الأرض مثل أمة العزيز . فغار موسى من ذلك غيرة شديدة وحلف ليقتلن الربيع . فلما استخلف دعا الربيع في بعض الأيام فتغدى معه وأكرمه وناوله كأساً فيها شراب عسل . قال فقال الربيع : فعلمت أن نفسي فيها وأني إن رددت الكأس ضرب عنقي مع ما قد علمت أن في قلبه علي من دخولي على أمه وما بلغه عني ولم يسمع مني عذراً فشربتها ، وانصرف الربيع إلى منزله فجمع ولده وقال لهم إني ميت في يومي هذا أو من غد فقال له ابنه الفضل : ولم تقول هذا جعلت فداك . فقال : إن موسى سقاني شربة سم بيده فأنا أجد عملها في بدني . ثم أوصى بما أراد ومات في يومه أو من غده ثم تزوج الرشيد أمة العزيز بعد موت موسى الهادي فأولدها علي بن الرشيد .
تاريخ الطبري ج: 4 ص: 617

@ غيرة ملك على نساء رعيته :
كان زنكي من خيار الملوك وأحسنهم سيرة وشكلاً ، وكان شجاعاً مقداماً حازماً خضعت له ملوك الأطراف ، وكان من أشد الناس غيرة على نساء الرعية ، وأجود الملوك معاملة وأرفقهم بالعامة .
البداية والنهاية ج: 12 ص: 221

@ وهل من الطير غيرة ؟
وفد المرزبان على كسرى ومعه ابنه شاهان مرد ، فبينما هما واقفان بين يديه إذ سقط طائران على السور فتطاعما كما يتطاعم الذكر والأنثى فجعل كل واحد منقاره في منقار الآخر فغضب كسرى من ذلك ولحقته غيرة ، فقال للمرزبان وابنه : ليرم كل واحد منكما واحداً من هذين الطائرين فإن قتلتماهما أدخلتكما بيت المال وملأت أفواهكما بالجوهر ، ومن أخطأ منكما عاقبته . فاعتمد كل واحد منهما طائراً منهما ورميا فقتلاهما جميعا فبعثهما إلى بيت المال فملئت أفواهما جوهراً .
الأغاني ج: 2 ص: 93

@ يموت غيظاً من الوصف فحسب :
كان عمر بن عبيد الله من أشد الناس غيرة فدخل يوماً على عائشة وقد ناله حر شديد وغبار فقال لها : انفضي التراب عني فأخذت منديلاً تنفض به عنه التراب ، ثم قالت له : ما رأيت الغبار على وجه أحد قط كان أحسن منه على وجه مصعب قال فكاد عمر يموت غيظاً .
الأغاني ج: 11 ص: 192

@ الغيرة ألزمته البيت :
لما قدم عبد الله بن طاهر نيسابور والياً على خراسان ونزل بها ضاقت مساكنها من جنده فنزلوا على الناس في دورهم غصباً فلقي الناس منهم شدة . فاتفق ان بعض أجناده نزل في دار رجل ولصاحب الدار زوجة حسنة وكان غيوراً فلزم البيت لا يفارقه غيرة على زوجته . فقال له الجندي يوماً : اذهب واسق فرسي ماء . فلم يجسر على خلافه ولا استطاع مفارقة أهله . فقال لزوجته : اذهبي أنت واسقي فرسه لأحفظ أنا أمتعتنا في المنزل . فمضت المرأة وكانت وضيئة حسنة ، واتفق ركوب عبد الله بن طاهر فرأى المرأة فاستحسنها وعجب من تبذلها فاستدعى بها وقال لها : صورتك وهيئتك لا يليق بهما أن تقودي فرساً وتسقيه فما خبرك ؟ فقالت : هذا فعل عبد الله بن طاهر بنا قاتله الله ثم أخبرته الخبر . فغضب وحوقل وقال : لقد لقي منك يا عبد الله أهل نيسابور شراً . ثم أمر العرفاء أن ينادوا في عسكره من بات بنيسابور حل ماله ودمه وسار إلى الشاذياخ وبنى فيه داراً له وأمر الجند ببناء الدور حولـه فعمرت وصارت محلة كبيرة واتصلت بالمدينة فصارت من جملة محالها ، ثم بنى أهلها بها دوراً وقصوراً .
معجم البلدان ج: 3 ص: 305

@ الغيرة من وسائل رفع الروح المعنوية للجند :
خرج مسيلمة وبنو حنيفة حين سمعوا بخالد فنزلوا بعقرباء ، فحل بها عليهم وهي طرف اليمامة دون الأموال وريف اليمامة وراء ظهورهم . وقال شرحبيل بن مسيلمة : يا بني حنيفة اليوم يوم الغيرة ، اليوم إن هزمتم تستردف النساء سبيات ، وينكحن غير خطيبات ، فقاتلوا عن أحسابكم وامنعوا نساءكم . فاقتتلوا بعقرباء .
تاريخ الطبري ج: 2 ص: 278

@ ومن الغيرة ما قتل الأب :
روي عن الشريف الطليق أبي عبد الله الملك مروان ابن عبد الرحمن بن مروان بن الناصر أنه كان يتعشق جارية كان أبوه قد رباها معه وذكرها له ثم بدا له فاستأثر بها ، وأنه اشتدت غيرته لذلك فانتضى سيفاً وانتهز فرصة في بعض خلوات أبيه معها فقتله .
المغرب ج: 1 ص: 191

@ ومن الغيرة ما أحرق :
قال ياقوت عن إحدى القبائل : ولا تتزوج المرأة أكثر من زوج واحد فإذا مات لم تتزوج بعده ، ولهم رأي وتدبير ، ومن زنى في بلدهم أحرق هو والتي يزني بها .
معجم البلدان ج: 3 ص: 443

@ وللطيور غيرة :
قال التوحيدي : ويعيش الحجل عشر سنين ، ويعمل عشين يجلس الذكر في واحد والأنثى في واحد ، وهو من أشد الطيور غيرة على أنثاه حتى إن الذكرين ربما قتل أحدهما الآخر بسبب الأنثى فمن غلب منهما دانت له .
صبح الأعشى في صناعة الإنشا ج: 2 ص: 81






رد مع اقتباس
إضافة رد
مواقع النشر (المفضلة)
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(إظهار الاعضاء الذين قاموا بقراءة الموضوع : 1 (تعيين)
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الغيرة خلق الكرام اميره بحلاتي :: المنتدى الاسلامي :: 9 04-08-2013 03:50 PM
الغيرة بين الاخوان بشاير منتدى الحياه الزوجيه 5 12-03-2012 12:17 PM
خطر السحر والشعوذة على الأسرة نهى منتدى السحر والعين 2 11-30-2008 02:33 PM
نظام الأسرة في الإسلام ...! باقي احبك :: المنتدى الاسلامي :: 6 04-05-2006 10:12 PM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir