كان المصريون يعبدون آلهة متعددة, وكان فرعون يضع نفسه علي رأس الآلهة الوثنية التي تعبد, وكان الفساد في تصوره هو عبادة الله وحده..
من هنا جاء قرار فرعون في اجتماع علي أعلي المستويات.
اجتماع حضره خاصة الخاصة من الأمراء والوزراء وقادة الجيش.
وفي هذه اللحظات الحاسمة ظهر علي مسرح الأحداث رجل مؤمن من آل فرعون.. رجل كان يحضر الاجتماع, وهذا وحده يشير إلي أهميته.
كان الرجل يكتم إيمانه.. ولكنه لم يستطع أن يكتم كلمة الحق التي صعدت من قلبه وظهرت علي فمه.. ومن ثم فقد تكلم أخيرا.. وقص علينا القرآن الكريم ما قاله: وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه, أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله, وقد جاءكم بالبينات من ربكم, وإن يك كاذبا فعليه كذبه, وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب..
.............
وقعت كلمة الرجل المؤمن كالصاعقة في هذا الاجتماع, لم يكن الرجل موضع شك في ولائه لفرعون.. فهو من آل فرعون كما حدثنا القرآن.. ويبدو أن مقامه الرفيع وعقله الراجح أوقفا فكرة قتل موسي علي الفور.
وتحولت إليه الأنظار كلها وتركزت عليه العيون مصعوقة من الدهشة.. كان منطق الرجل القوي يتمثل في سؤال يقول:
ـ أتقتلون رجلا يقول إن الله ربه, أتقتلونه وقد جاء من ربكم بالبينات وأثبت لنا أنه رسول بعثه الله وليس ساحرا كذابا.. إن هناك احتمالين.. أن يكون موسي كاذبا أو يكون صادقا.. إن كان كاذبا فعليه كذبه.. وإن كان صادقا كان معني هذا أننا في خطر.
...............
كانت كلمات الرجل المؤمن تحمل كل هذه المعاني.. وتحمل تهديدا خفيا إلي فرعون.