الحق يبدأ من محمد مثلما فاض الضياء بروحة فى الغار

لمجدُ يبدأُ مـن مـحـمـد شــامخاً و بــوجــهـهِ يــزدانُ كــل نـهـــارِ
والحقُ يبدأُ مـن مـحـمـد مـثلـمــا فــاض الضيـاء بروحـه في الغـارِ
والعدلُ يبدأُ مـن مـحـمــــد مـعلنــاً للنــاس حـق مـكـانــة الأحــرارِ


سنتحدث عن
حكمة الرسول
عليه أفضل الصلاة والسلام
السياسية والعسكرية
وبراعته فى حكم وإدارة البلاد
بطريقة سلسة وراقية,
تجنب بلاده أى فوضى أو حروب
مراعيا فى المقام الأول والأخير
مصلحة الأسلام والمسلمين
، محافظا على أرضه وشعبه وكرامتهم
, حاقنا لدمائهم



فالكتاب الذي ألفه المفكر والمؤرخ الأمريكي
(ميتشل هارت)
وترجم فيه
لأعظم الشخصيات في التاريخ
وضع الرسول محمداً صلى الله عليه و آله و سلم
الأول في ترتيب العظماء،
وحجته في ذلك أنه الوحيد
الذي نجح نجاحاً لا نظير له
على المستوى الديني والدنيوي،
وأنه نشأ في محيط بسيط،
بعيد عن الفنون والعلوم،
واستطاع في زمن قصير
أن يستقطب جميع القبائل العربية
في جزيرة العرب،
ويجعلها بحكمته وسياسته
تدخل في الإسلام عن قناعة
وايمان مستعيناً في ذلك ببلاغة القرآن
ويضيف هارت قائلاً:
لأول مرة يتوحد العرب على يديه ل
يكونوا صفاً واحداً
تحت كلمة الله،
إنه أعظم سياسي وجد في العالم،
فقد وضع سياسة الفتوح
التي سار عليها المسلمون
وأنشأوا على أسسها امبراطورية
واسعة تدين شعوبها بالإسلام
وتتكلم لغة القرآن
ثم ينتهي بقوله:
إن الأحداث التاريخية يمكن أن تحدث دون قائد
أو زعيم
ولا يمكن القول أن العرب
كان يمكنهم أن يقوموا بتلك الفتوحات
دون وجود
محمد رسول الله علية الصلاة والسلام





فلا بد لأى دوله فى العالم من التعامل الخارجى
مع الدول المحيطة بها
وتحسين العلاقات الخارجية
ووضع قوانين للسياسة الخارجية
وتبادل الزيارات وتعيين السفراء
لتقريب وجهات النظر
وقد تكون العلاقات بين دولة وأخرى علاقة عداء وقطيعة وأحيانا حروب تمتد لسنوات

والرسول باعتباره صاحب الرسالة الإسلامية
العالمية الأولى
كان لزاماً عليه أن يعرف بما يجري حوله في البلدان المجاورة،
وبالتالي دعوتها إلى الإسلام،
وفعلاً أثبت الرسول صلى الله عليه و آله و سلم
مقدرته وبراعته في التحرك الخارجي
والتقدير المناسب للأمور
والقدرة الفائقة في عملية الكسب
إلى الإسلام ولهذا فقد دخل العديد
من الشعوب إلى الإسلام دون غزوات
او حروب فقط
بأقتناعهم وحبهم للإسلام وهذا من سياسته البارعه
صلى الله عليه وسلم

فقد بعث صلواات الله عليه وسلم
الرسل الى الملوك والرؤساء لدعوتهم
إلى الإسلام بطريقة سلمية
فبعث الى النجاشى ملك الحبشة
وملك الروم وغيرهم
من الملوك والعظماء

فما أعظمك يا رسول الله سياسى عظيم بارع ومحنك




كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يحرص على أن لا يواجه الأعداء جميعا
في وقت واحد ،
فإذا تجمعوا لقتاله حرص على التفريق فيما بينهم
بكل الوسائل ،
حتى إذا أمكنته الفرصة بطش بأقواهم
ثم بمن بعدهم حتى يتم له النصر
، ولم يكن عليه الصلاة والسلام
حين يريد الأمر فيحال بينه
وبين ما يريد،
تأخذه حمية المقاتل الذي يصر على أن ينتصر،
بل كان يقدر الظروف المحيطة به


فما أعظمك يا رسول الله سياسى عظيم بارع ومحنك



وكذلك أثبت الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
براعته فى سياسته الداخلية
فعمل عليه الصلاة والسلام على تسيير أمور البلاد
والعمل على مصلحتها العليا
وكذلك عمل المشاريع المطورة
فقد كانت المدينة المنورة
حين ذاك من أكبر المدن
وأفضلهاوتفوقت اقتاديا
على جميع البدان التى عاصرتها
فقد كان عليه الصلاة والسلام
يوزع الغنائم على المسلمين
ولا يأخذ شئ لنفسه ولايبخل عليهم أبدا,

أنظرو الآن الى حال حكامنا حكام العرب
وما وصل إليه حال المسلمين
فى مشارق الأرض ومغاربها
كل يريد أن يجمع فى خزائنه
ليزيدوا أموالهم ويشبعو طمعهم
ولكنهم لا يشبعون أبدا زاد جشعهم
وظلمهم لشعوبهم
ولكن الله هو المنتقم الجبار

فما أعظمك يا رسول الله سياسى عظيم بارع ومحنك





وهو أول من عرف الناس اتفاقيات الصلح
وأخذ الهدن من أجل استقرار
الأمور فعلى سبيل المثال لا الحصر
ما حدث فى صلح الحديبية
بين المسلمين وقريش
وذلك بوضع شروط اتفق ووافق عليها الطرفان
مع انه بأمكانه الدخول
معهم فى حرب وقتال
وكان عدد المسلمون وقتها
فى جيش محمد 10 آلاف
وقوة لا يستهان بها.
وذكر الله تعالى ذلك فى كتابه العزيز:


(ولو قاتلكم الذين كفروا لولّوا الأدبار ثم لا يجدون ولياً ولا نصيراً ) (الفتح: 22).

فعلى القائد،
أن يجنب الدعوة المتاعب الكثيرة
بأقل التضحيات ،
وأن يخضع للظروف مع حسن الاستعداد
والاستفادة، كما فعل رسول الله
صلى الله عليه وسلم
حين رأى إصرار قريش
على أن لا يدخل الرسول ذلك العام مكة أبداً ،
فرجع عنها هو وصحبه
بعد أن أوشكوا على وصولها ،
وكان قادراً على أن يدخلها عنوة واقتداراً
، ولكن المعركة يومئذ ستكلف المسلمين
كثيراً من التضحيات ،
وما كسبه الإسلام من صلح الحديبية
، كان أعظم سياسياً ودينياً وعسكرياً
مما كان يكسبه لو دخل المسلمون
آنئذ مكة عنوة،
وما هو إلا انتظار سنتين
بعد ذلك حتى دخل الرسول مكة فاتحاً ،
وقد استسلمت قريش ،
ثم دخلت في دين الله أفواجاً

قال تعالى فى سورة النصر:
(إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ
يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا)



جهود رائعة وفوائد شتى جناها
المسلمون بعد هذا الصلح
واتسعت دائرة الأسلام
وأقبل الناس على الدخول فيه
وبعده أعترفت قريش بالمسلمين
كقوة وكيان لا يستهان به

فما أعظمك يا رسول الله سياسى عظيم بارع ومحنك







ومن الأمثلة التى تدل على سياسته العظيمة
وأسلوبه الراقى فى الحكم على الأمور
الصحيفة التى أعدها الرسول
عليه أفضل الصلوات والسلام
بين المهاجرين والأنصار فى المدينة المنورة
للتعايش بينهم بدون مشاكل أو فتن.
فالصحيفة كانت تعبر عن مدى بعد النظر
الذي يتحلى به الرسول
وهو يدوّن بنود الصحيفة التي تعتبر نظاماً
داخلياً متكاملاً لحكومة الرسول
صلى الله عليه و آله و سلم
آنذاك ، فهو يرتب أحوال المهاجرين والأنصار
ويستعرض احتمالات الغزو على المدينة
وما يجب أن يحتمله المسلمون وكذلك إنصافه
ليهود المدينة في الحقوق والواجبات
إلى غيرها من الأمور العامة التي تضمنتها الوثيقة.
فما أعظمك يا رسول الله سياسى عظيم بارع ومحنك



هو سيد العظماء ما مـن سيدٍ إلا لــه يــعـنـو بـكل وقـارِ
هو فجـرُنا هو نورُنا هو فخرُنـا هـو ذخرُنا في البدوِ و الحضَّار
خفقاتُ أرواح الشعوب بحبِّـه و دموعهـم كالهاطل الـمــدرارِ

اللهم صلي وسلم عالحبيب المصطفى
جزاك الله خير عالجلب
يعطيك العافيه

’,

اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى ال بيته الطيبيين الاطهار
جزاك الله خير
ويعطيك العافيه