موقف أبي بكر من رحلة الإسراء والمعراج
بعدَ أنْ عادَ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- من رحلة الإسراء والمعراج إلى مكة المكرمة، كان قد زال عنه كلُّ همٍّ وغمٍّ ونصب رغم الرحلة الطويلة التي قام بها،
وبعد أن رجع أخبر أهله بما حدث معه في هذه الرحلة الطويلة،
فاشتد تكذيب المشركين له، وارتد عدد من الناس الذين أسلموا ولم يكن الإيمان قد ترسخ في قلوبهم
، واستغل بعض الناس هذا الموقف،
فذهبوا إلى أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- ليخبروه بما يقول رسول الله، وجاء هذا في الحديث الذي روته السيدة عائشة -رضي الله عنها- قالت: “لما أُسرِيَ بالنبيِّ إلى المسجدِ الأقْصى، أصبح يتحدَّثُ الناسُ بذلك
، فارتدَّ ناسٌ ممن كانوا آمنوا به، و صدَّقوه، و سَعَوْا بذلك إلى أبي بكرٍ، فقالوا: هل لك إلى صاحبِك يزعم أنه أُسرِيَ به الليلةَ إلى بيتِ المقدسِ؟ قال: أو قال ذلك؟ قالوا: نعم، قال: لئن كان قال ذلك لقد صدَقَ، قالوا: أو تُصَدِّقُه أنه ذهب الليلةَ إلى بيتِ المقدسِ وجاء قبل أن يُصبِحَ؟ قال: نعم، إنِّي لَأُصَدِّقُه فيما هو أبعدُ من ذلك، أُصَدِّقُه بخبرِ السماءِ في غُدُوِّه أو رَوْحِه، فلذلك سُمِّي أبو بكٍر الصِّديقَ”. 8)، ولهذا سُمِّي أبو بكر بالصديق،