بسم الله الرحمن الرحيم
حبيت اتكلم عن عيد الام....
تاريخ عيد الأم
يزعم بعض المؤرخين أن عيد الأم بدأ عند الإغريق في احتفالات عيد الربيع وكانت هذه الاحتفالات مهداة إلى الإله الأم (ريا) زوجة (كرونس) الإله الأب وفي روما القديمة كان هناك احتفال مشابه لهذه الاحتفالات كان لعبادة أو تبجيل (سيبل) أماً أخرى للالهة وقد بدأت الأخيرة نحو 250 قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام وهذه الاحتفالات الدينية عند الرومان كانت تسمى (هيلاريا) وتستمر لثلاثة أيام من 15 إلى 18 آذار الأحد في انكلترا.
يوم شبيه باحتفالات عيد الأم الحالية ولكنه كان يسمى أحد الأمهات أو أحد نصف الصوم لأنه كان يقام في فترة الصوم الكبير عندهم والبعض يقول إن الاحتفالات التي كانت تقام لعبادة وتكريم سبيل الرومانية بدلت من قبل الكنيسة باحتفالات لتوقير ولتبجيل مريم عليها السلام وهذه العادة بدأت بحث الأفراد على زيارة الكنيسة التابعين لها والكنيسة الأم محملين بالقرابين, وفي عام 1600 بدأ الشباب والشابات ذوو الحرف البسيطة والخادمون على زيارة أمهاتهم في أحد الأمهات محملين بالهدايا والمأكولات وفي الولايات المتحدة فهناك قصة أخرى.
آنا.م جارفس: (1864- 1948): هي صاحبة فكرة ومشروع جعل يوم عيد الأم إجازة رسمية في الولايات المتحدة فهي لم تتزوج قط وكانت شديدة الارتباط بوالدتها وكانت ابنة للدير وتدرس في مدرسة الأحد التابعة للكنيسة النظامية (أندور) في جرافتون غرب فرجينيا وبعد موت والدتها بسنتين بدأت حملة واسعة النطاق شملت رجال الأعمال والوزراء ورجال الكونغرس لإعلان يوم عيد الأم عطلة رسمية في البلاد وكان لديها شعور أن الأطفال لا يقدرون ما تفعله الأمهات خلال حياتهم وكانت تأمل أن يزيد هذا اليوم من إحساس الأطفال والأبناء بالأمهات والآباء وتقوي الروابط العائلية المفقودة.
- قامت الكنيسة بتكريم الآنسة آنا جارفس في جرافتون غرب فرجينيا وفيلادلفيا وبنسلفانيا في 10 أيار 1908 وكانت هذه بداية الاحتفال بعيد الأم في الولايات المتحدة.
وكان القرنفل من ورود والدتها المفضلة وخصوصاً الأبيض فهو يعبر عن الطيبة والنقاء والتحمل الذي يتميز به حب الأم ومع مرور الوقت أصبح القرنفل الأحمر إشارة إلى أن الأم على قيد الحياة والأبيض أن الأم رحلت عن الحياة, وأول إعلان رسمي عن عيد الأم في الولايات المتحدة كان غرب فرجينيا ولاية أوكلاهوما عام 1910 ومع عام 1911 احتفلت الولايات المتحدة كلها بهذا اليوم ثم دخلت هذه الاحتفالات المكسيك- كندا- الصين- اليابان- أميركا اللاتينية وإفريقيا ثم وافق الكونغرس الأميركي رسمياً على الإعلان عن الاحتفال بيوم الأم وذلك في العاشر من أيار 1913 وقد اختير الأحد الأول من شهر أيار للاحتفال بيوم الأم.
بدأت فكرة الاحتفال بعيد الأم العربي في مصر على يد الأخوين مصطفى وعلي أمين مؤسسي دار أخبار اليوم الصحفية فقد وردت إلى علي أمين رسالة من أم تشكو جفاء أولادها وسوء معاملتهم لها وتتألم من نكرانهم للجميل وتصادف أن زارت إحدى الأمهات مصطفى أمين في مكتبه وحكت له قصتها وكيف توفي زوجها وأولادها صغار وكرست نفسها لتربيتهم ثم كافؤوها بالنكران والقطيعة فكتب مصطفى وعلي أمين في عمودها الشهير (نكرة) يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة تذكرة بفضلها وأشارا إلى أن الغرب يفعل ذلك وإلى أن الإسلام يحض على الاهتمام بالأم فانهالت الخطابات المشجعة للفكرة واقترح البعض أن يخصص أسبوع للأم وليس مجرد يوم ورفض آخرون الفكرة بحجة أن كل أيام السنة للأم وليس يوماً واحداً وشارك القراء في اختيار 21 آذار ليكون عيداً للأم وهو أول أيام فصل الربيع ليكون رمزاً للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلة واحتفلت مصر بهذا اليوم ومن مصر خرجت الفكرة إلى البلاد العربية, لكنك يا أمي لا تحتاجين لعيد فكل لمسة حنان على شعري هي عيد وكل دقيقة ألم لأجلي هي عيد وكل لحظة معك هي عيد.
حكم الاحتفال بعيد الام
ما حكم الاحتفال بما يسمى عيد الأم ؟
الجواب : إن كل الأعياد التي تخالف الأعياد الشرعية كلها أعياد بدع حادثة ، ما كانت معروفة في عهد السلف الصالح ، وربما يكون منشؤها من غير المسلمين أيضا فيكون فيها مع البدعة مشابهة أعداء الله سبحانه وتعالى . والأعياد الشرعية معروفة عند أهل الإسلام وهي عيد الفطر وعيد الأضحى وعيد الأسبوع ( يوم الجمعة ) وليس في الإسلام أعياد سوى هذه الأعياد الثلاثة ، وكل أعياد أحدثت سوى ذلك فإنها مردودة على محدثيها وباطلة في شريعة الله سبحانه وتعالى لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) . أي مردود عليه غير مقبول عند الله . وفي لفظ ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) . وإذا تبين ذلك فإنه لا يجوز في العيد الذي ذكر في السؤال والمسمى ( عيد الأم ) لا يجوز فيه إحداث شيء من شعائر العيد كإظهار الفرح والسرور وتقديم الهدايا وما أشبه ذلك . والواجب على المسلم أن يعتز بدينه ويفتخر به وأن يقتصر على ما حدّه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في هذا الدين القيم الذي ارتضاه الله تعالى لعباده ، فلا يزيد فيه ولا ينقص منه والذي ينبغي للمسلم أيضا ألا يكون إمعة يتبع كل ناعق ، بل ينبغي أن يكون شخصيته بمقتضى شريعة الله تعالى حتى يكون متبوعا لا تابعا ، وحتى يكون أسوة لا متأسيا ، لأن شريعة الله والحمد لله كاملة من جميع الوجوه كما قال الله تعالى : (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام). والأم أحق من أن يحتفى بها يوما واحدا في السنة ، بل الأم لها الحق على أولادها أن يرعوها ،وأن يعتنوا بها ، وأن يقوموا بطاعتها في غير معصية الله عز وجل في كل زمان ومكان.
فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله
نسأل الله الهداية لنا ولجميع المسلمين