بسم الله الرحمن الرحيم
تمكن باحثون في كلية الطب البيطري بجامعة زيورخ من العثور على أنزيم جديد قالو إنه يعمل كدرع واق طبيعي ضد عمليات الأكسدة الزائدة عن الحد والتي تتعرض لها الخلايا نتيجة الإرهاق والضغط العصبي.
ويقلل هذا الأنزيم المعروف باسم "الحامض الأميني النووي بوليميريز" (λ-DNA polymerase)، من تأثير هجوم الفائض من ذرات الأكسجين المحملة بالشحنات الكهربائية العالية، على الحامض الأميني النووي (DNA) داخل الخلية، وبالتالي يحول دون الإصابة بالسرطان.
ويقول البروفيسور أولريش هوبشر من معهد الكيمياء الحيوية البيطرية والبيولوجيا الجزيئية بزيورخ، إن الإرهاق والضغط العصبي يولدان كميات كبيرة للغاية من الأكسجين المحمل بالشحنات الكهربائية، تكون ذات طبيعة هجومية حادة تدمر الحامض الأميني النووي، مشيرا إلى أن عمليات الأكسدة الناجمة عن الإرهاق والضغط العصبي أصبحت أحد أهم العوامل التي تتسبب في أمراض خطيرة للغاية، مثل السرطان وفقدان الذاكرة وتراجع القدرة على التركيز، والشيخوخة المبكرة، وضعف جهاز المناعة والالتهابات العضوية والسكر.
وقد تمكن فريق البحث السويسري بالتعاون مع علماء من إيطاليا وفرنسا من التوصل إلى أن عدد جزيئات الأكسجين المحملة بالشحنات الكهربائية العالية يمكن أن يصل إلى ألف في الخلية، وهو أمر عادي، بينما يصل إلى مائة ألف في الخلايا المصابة بالسرطان.
التوتر العصبي
وتوصل البروفيسور هوبشر إلى أن أنزيم "الحامض الأميني النووي بوليميريز–λ" يمكن أن يتفاعل مع جزيئين من البروتينات المرتبطة بالأكسجين المشبع بالشحنات العالية، ليحبط تأثيرها المدمر للخلية، وهو ما يوصف بالآلية الميكانيكية للقضاء على الجزيئات ذات الشحنات العالية.
ويعتقد هوبشر أن هذا الأنزيم الجديد يمكن أن يتم تطويره لتزويد الخلايا به، فيقوم بالتفاعل مع جزئيات الأكسجين العالية الشحنة داخل الخلية وبشكل يقي الحمض الأميني النووي من التدمير. ويرى أن نتائج هذا البحث تمثل خلفية جيدة جدا لتطويرها لعلاج السرطان.
وتتكون جزيئات الأكسجين ذات الشحنة الكهربائية العالية في الجسم بشكل عادي من خلال عمليات التنفس أو التمثيل الغذائي المختلفة، لكن الضغط العصبي الزائد والمجهود البدني الشديد والمتواصل لفترات طويلة من العوامل التي تساعد على تولد كميات كبيرة منها في الجسم، فضلا عن التعرض للأشعة فوق البنفسجية أو الأشعة السينية بمعدلات غير عادية، أو التدخين وتعاطي الخمور.
ويقول العلماء إن زيادة نسبة الأكسجين ذي الشحنة الكهربائية العالية تهدد جهاز المناعة في الجسم أيضا، كما أنها تهاجم الجينات الوراثية.