السلام عليكم
* نشعر بالحقد والكراهية الممزوجة بالآلام والقهر اتجاه من يعنفنا و مطلوب من الكبار أن يوجهوننا بطريقة حسنة حتى نحبهم ونحترمهم بدل من إهانتنا .
* الخطيب / التنشئة الغير سليمة سواء من البيت أو المدرسة تخرج جيل طفولى متمرد وعنيف .
يكثر الحديث عن العنف ضد الأطفال سواء كان بالضرب أو اللفظ أو التعرض فعل منافي للآداب للحياء اتجاه الأطفال وتخرج علينا المؤسسات والبيانات المنادية بحقوق الطفل والقوانين المتعلقة به ، فلا خلاف علي ذلك ، ولكن الجديد هو ماذا يقول هؤلاء الأطفال من وجهة نظرهم الخاصة عن العنف ضدهم من قبل الكبار دون تحديد درجة القرابة أو من كبار بشكل عام (أمان) حاورت أطفال من سن تسعة سنوات وحتى الثانية عشر وارتأت أن يروي هؤلاء الأطفال قصص لأطفال معنفين ويطرحون ماذا يجب أن يفعلوا وكان ذلك من خلال مجموعة أطفال من نادي مرح للطفولة التابع لجمعية تطوير المرأة والطفل ومركز الأطفال بنادي خدمات رفح ، فتابعوا معنا ماذا قال الأطفال عن العنف واقتراحاتهم حول ذلك .
**بسمة
الطفلة نسرين الجمل تبلغ من العمر عشرة سنوات روت قصة لطفلة معنفة وقالت :-
لي صديقة تدعي بسمة ، وتلك الصديقة والديها متوفيان وعمرها عشرة سنوات وتقوم عمتها بتولي مسؤولياتها ، إلا أن عمتها تتعامل معها بقسوة كبيرة فتقوم عمتها بضربها دائما وتمنعها من الخروج لزيارة صديقتها والمشاركة في المخيمات الصيفية أو الرحلات التي تنظمها المدرسة ، وتقوم صديقتي دائما بعمل البيت من ( الكنس ، الجلي ، التنظيف ) وغيرها من الأمور ولا تعطيها مصروف إلا ثلاث أغورات ( أقل من نصف شيكل ) ودائما صديقتي تبكي لأنها لا تعامل معاملة حسنة .
تلك قصة من واقع الحياة روتها الطفلة نسرين الجمل أمام الأطفال وقد اعتبر الأطفال ذلك عنف من قبل الكبار اتجاه الصغار وأن الطفلة مضطهدة وحول الاقتراحات لحل أزمة تلك الطفلة كانت لنا العديد من الاقتراحات مثل :-
احترام الأطفال ، العطف علي الطفلة التي تعاني من عنف وسيطرة من قبل عمتها ، الحفاظ عليها من قبل الأطفال ، التبرع لها بملابس جديدة ، عدم تعرضها للضرب ، التربع لها بالمال ، المعاملة الحسنة ، محاولة إيجاد ملجأ لها ، التوجيه الصحيح للفتاة ، يجب علي عمتها أن تعاملها كأنها بنت من بناتها ، علاج الفتاة إذا مرضت .
**قهر وكراهية
الطفلة آلاء الغريب تسعة سنوات ونصف تحدثت عن زميلتها بالمدرسة وقالت :-
في درس من الدروس المدرسية قالت المدرسة سأقوم بالكتابة علي السبورة وعليكم بعدم الكتابة إلا بعد أن أنتهي أنا ، وبعد لحظات جاءت زميلتي التي كانت استأذنت من المعلمة قبل أن تسمع ما قالته لنا وبدأت تكتب فشاهدتها المعلمة وضربتها بشدة حتى بكت زميلتي مع العلم أنها ( شاطرة جدا ) وبعد قليل جاءت المعلمة وقبلتها و قالت لها ( تزعليش) أنا قلت لا يكتب أحد إلا بعد أن انتهي ، ولكن زميلتي كرهت المدرسة .
من وجهة نظر الأطفال اعتبروا أن ذلك أيضا عنف موجه ضدهم من قبل المدرسين والمعلمات ، وفى سؤال لأكثر من خمسة عشر طفل ماذا يشعر الأطفال اتجاه من يقوم بتعنيفهم مع العلم أن سن الأطفال من تسعة أعوام وحتى الثانية عشر فكانت الإجابة نشعر نحن الصغار بالآلام والقهر ... نبادل من يضربنا من الكبار الحقد والكراهية ولا نحبه ... يزيدنا ذلك عناد ونكرر نفس الخطأ .
**مشاركة للطفل
بعد ذلك دار الحوار والنقاش مع الأطفال حول الأسباب التي تدفع الكبار دون تحديد درجة قرابة هذا الكبير لأن يقوم بضرب الطفل وتعنيفه فكانت إجابات الأطفال ( عدم سماء كلام الكبار ، عدم تنفيذ الأوامر اتجاه بعض الأعمال مثل الواجب المدرسي وعم اللعب بالشارع والإهمال من جهة النظافة ، والتلفظ بألفاظ قبيحة وغيرها من الأمور ) إلا أن هؤلاء الأطفال اعتبروا تلك الأمور لا تعطي الكبير الحق بأن يعنف الطفل ، لذا يجب علي الكبار أن يقوموا بما يلي :- تعريف الطفل بالخطأ الذي قام بعملة... التوجيه الصحيح من قبل الكبار وخاصة المدرسين... أن يحترموا ما نقوم بفعله بدلا من الضرب والشتم .
**واجب الطفل
وحول الواجبات التي يجب أن يقوم بها الصغير اتجاه الكبار لكي لا يقوم هؤلاء الكبار بتعنيفهم سواء بالضرب أو التلفظ كانت الإجابات التالية :-
أ – يجب أن نسمع كلام الشخص الكبير .
ب - عدم عصيان كلام الوالدين والمدرسين .
ج – أن نحترم من هو أكبر من ولا نتلفظ بألفاظ قبيحة .
د – أن نعتذر عند الخطأ ونستأذن قبل أخذ شيء أو فعله .
**أين المكان التربوي
الناشطين يوسف أبو عمرة من مؤسسة تطوير الطفل والمرأة برنامج مرح الطفولي وعماد الخطيب من نادي خدمات رفح منشط بقسم برامج الأطفال ومحسن الجمل من معهد كنعان الإنمائي برنامج أطفال المستقبل أوضحوا بأن أهم الأسباب التي أدت إلي استفحال ظاهرة العنف ضد الأطفال تتمثل بالتالي :-
عدم وجود التنشئة الاجتماعية السليمة ، الاتجاه إلي التربية التقليدية ، الوضع الاقتصادي أو الظروف الاقتصادية السيئة التي يعاني منا الجميع ، الوضع السياسي المتأزم مثل كثرة الحروب التي تعرض لها أبناء شعبنا الفلسطيني والتمييز بين الأطفال داخل البيت والمدرسة إذ يولد ذلك الحقد والكراهية بين الأطفال ، التقليد الأعمى للكبار عدم وجود مكان تربوي يتيح للطفل اللعب والترفيه وتفريغ العنف المتراكم بداخله ، عدم احترام حقوق الطفل واتباعها في التعامل معه .
**آثار سيئة
وحول أهم الآثار والنتائج المترتبة علي استخدام العنف ضد الأطفال أوضح المنشطين عماد الخطيب ويوسف أو عمرة ومحسن الجمل بأن الأسباب تعود إلي عدم استقرار الوضع النفسي للطفل فالطفل الذي يتعرض للعنف وكتم رأيه من البداية نجده في المستقبل إنسان ضعيف الشخصية ، التشرد والضياع نتيجة العنف الذي يتعرض له الأطفال داخل الأسرة فأين يمكن لهذا الطفل أن يجد الأمن و الأمان إذ لم بجدهم داخل أسرته التي هي بالأصل منبع الأمن و الأمان لهذا الطفل ، غير ذلك الكره والحقد بين الأطفال نجده دوما بين الأقران في الشارع ويكون هذا نتيجة العنف ولن يجد الطفل إلا أخيه أو صديقه الذي يلعب معه ليفرغ هذا العنف الذي بداخله اتجاهه وهناك قضية أخرى يهمه هي ظاهرة التسرب من المدرس والتي بدورها تؤدي إلي ضعف التحصيل الدراسي فقد أصبحت المدرسة اليوم في نظر الطفل عبارة عن عصا في يد المدرس وذلك مما يلاقيه الطفل من إهانات وضرب داخل المدرسة .
**دعوة للبناء
لذا بعد التعرف علي أهم الآثار والنتائج المترتبة علي استخدام العنف تجاه الأطفال ندعوا إلي التكاتف معا يدا بيد للإسهام في القضاء علي هذه الظاهرة الخطيرة التي أصبحت تهدد أطفالنا ودعونا نقف سويا للنهوض بأطفالنا والوصول لهم إلي جيل قوي ولنعمل سويا من اجل ان يكون طفل اليوم رجل الغد الذي يكون عمادا وارتكازا لهذا الوطن العملاق فدعونا نبتعد عن شيء اسمه عنف ضد الطفل من أجل جيل اليوم رجال لمستقبل أفضل .
**الاستماع لرغبة الأطفال
في مرحلة الطفولة المبكرة يتساءل الطفل كثيرا عن كل ما يدور حوله وهو في هذه المرحلة يكون محب للاستطلاع وأحيانا كثيرة يضيق صدر الأهل بهذه الأسئلة فيقوموا بقمع الطفل وإسكاته هذا ما جاء ذكره من خلال نشرة للمركز الفلسطيني ضد العنف حول طريقة التعامل مع الأطفال وتوضح النشرة بأن الطفل يمكن أن يقوم بالعبث بدولاب الملابس ويلقي بها علي الأرض وذلك يعود للرغبة الجامحة للطفل للاستطلاع والتعلم من محيط الأسرة حوله و أحيانا يتساءل الطفل عن أشياء تكون محرجة بالنسبة للأهل فلا يعرف الأهل كيف يردون علي تساءل أطفالهم وأحيانا يجيب الأهل بعبارات قصيرة مثل عيب وحرام وهذا يغضب الطفل لأنه لم يحصل علي المعلومات والإجابات التي يمكن أن تشبع تفكيره العقلي ونموه الاجتماعي والنفسي وبالتالي يجب أن نعطي إجابات منطقية تقنع عقلية الطفل وتتناسب مع سنه .
**المشاكل العائلية
وحول المشاكل العائلية هل تؤثر علي الطفل توضح النشرة بأن الكثير من الآباء يخطئون عندما تحصل خلافات عائلية بين الزوجين وبالتالي تنشب الخلافات والمناقشات الحادة وأحيانا يقوم الزوج بضرب زوجته أمام الأولاد وكل هذه المسلكيات شأنها أن تعكس بشكل سلبي علي نفسية الأطفال وتجعله يهرب من جو الأسرة المشحون دائما ويقضي معظم وقته خارج البيت دون رقابة من الأهل عليه ومن هنا مهم كانت الخلافات العائلية يجب عدم إثارتها أمام الأفعال لأنهم في النهاية هم الذين سيدفعون الثمن غاليا .
**التعامل السليم
وحول السلوك الصحيح والخاطئ في التعامل مع الأطفال توضح النشرة بأنه سلوك الطفل دائما ينحصر في دائرة الصح والخطأ والمحاولة والتجربة إذ لم يجد التوجيه الصحيح والمناسب من قبل الأهل وهو بذلك يعتمد علي ذاته للحصول علي المعلومات في اكتساب الخبرات وهذا يجعله يخطأ دائما وفي هذه الحالة عند إحداث الطفل لأي خطأ نجد الرد المباشر علي ذلك وهم الضرب وتركيز الأهل هنا لا يكون علي السلوك أو علي نتائجه بقدر ما ينحصر الاهتمام في كيفية معاقبة الطفل وهنا يجب أي يفهم الطفل قبل محاسبته علي هذا السلوك الخطأ الذي ارتكبه بأنه عوقب لأنه ارتكب هذا الخطأ وبعد العقاب أيضا يجب أن يفهم الطفل أن هذا السلوك خطأ ويجب عدم تكراره ويجب التركز هنا علي أنه لا يجب طلاقا أن يكون الضرب مباشر للطفل لأنه غير نجد في تعلم سلوك جديد .
**طرق العلاج
وحول طرق الوقاية تشير الدراسة بان توفير جو أسري يسوده التفاهم والمحبة والاطمئنان والحنان لأطفالنا داخل الأسرة من شأنه أن يساهم بشكل كبير في بناء وخلق الثقة في نفوسهم ويولد لديهم الاعتزاز والثقة بالنفس وأيضا يجب أن نفهم مشاكل أولادنا ونحاول إشراكهم في حياتنا اليومية ومراعاة ميولهم ورغباتهم بجانب التوجيه التربوي والأسري الصحيح والتعامل بحكمة سويه صحيحة قادرة في الاعتماد علي ذاتها وقادرة علي إكتساب الطفل شخصية قوية وصحيحة نفسيا واجتماعيا وعقليا وقادرة علي التفاعل مع الآخرين بشكل جيد