بسم الله الرحمن الرحيم
اكتشف فريق بحث دولي تركيبا جينيا (وراثيا) مرتبطا بزيادة ملموسة في مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية، ويوجد هذا التركيب الجيني في كروموزوم الخلية المعروف بـ"9p21"، وفقاً لبيان جامعة إيموري الأميركية بأتلانتا.
أجرى الدراسة باحثون من مؤسسة "ديكود جينيتكس" للأبحاث الجينومية بأيسلندا، ومن كليات الطب بجامعات إيموري وديوك وبنسلفانيا الأميركية. وستنشر نتائجها بمجلة "سيانس".
وقد وجد الباحثون أن الأفراد الذين يحملون هذا التركيب الجيني هم أكثر عرضة بنسبة 164% للإصابة بنوبة قلبية (إخلال عضلي قلبي)، كما أنهم أكثر تعرضاً بمقدار الضعفين للإصابة بنوبة قلبية في وقت مبكر من حياتهم (قبل الخمسين للرجال وقبل الستين للنساء)، مقارنة بالأفراد الذين لا يحملون هذا التركيب الجيني.
أصول أوروبية
ويقدر العلماء أن 21% من الأفراد المنحدرين من أصول أوروبية يحملون نسختين من هذا التركيب الجيني، نسخة واحدة من الأب وأخرى من الأم، وهما يوجدان في كروموزوم 9p21.
والمعلوم أن الإخلال العضلي القلبي (myocardial infraction) هو عطب أو موت لأنسجة القلب، وينجم عن انقطاع وصول الدم إلى القلب. وهو السبب الرئيسي للوفاة في دول العالم الصناعي.
وتشير التقديرات إلى أن نحو نصف الرجال وثلث النساء الذين يصلون سن الأربعين، يصابون بنوبات قلبية خلال حياتهم.
وكانت مؤسسة "ديكود جينيتكس" قد اكتشفت أول تركيب جيني شائع، ووجد بشكل مطرد مرتبطاً بزيادة ملموسة في مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية، لدى دراسة مجموعتين (من أصول أوروبية) لمشاركين مرضى أصيبوا بالنوبات، ومشاركين أصحاء لم يصابوا بها.
على مدى ثماني سنوات، استعان الباحثون في إجراء هذه الدراسة بـ4587 مشاركاً من مرضى النوبات القلبية، و12769 مشاركاً من الأصحاء لأجل الضبط والمقارنة.
ووجد الباحثون زيادة بنسبة 21% في مخاطر الإصابة بنوبات القلب على المستوى السكاني العام، وزيادة بنسبة 31% في الإصابة بشكل مبكر.
وهذا يعني أنه في غياب ذلك التركيب الجيني، سيقل عدد إصابات السكان بالنوبات القلبية بشكل عام بنسبة 21%، كما سيقل عدد الإصابات المبكرة بنوبات القلب بنسبة 31%.
ويقول الدكتور أرشد قيومي، أخصائي القلب بجامعة إيموري وأحد مؤلفي الدراسة، أن التركيب الجيني الذي اكتشف ارتباطه بالنوبات القلبية يؤشر على آلية بيولوجية رئيسية تزيد مخاطر الإصابة بشكل ملموس.
ومثل هذه الاكتشافات ترفع من قدرة العلماء على فهم الدور الذي تلعبه العوامل الوراثية في مرض القلب.