سلس البول.. الأسباب والأنواع والعلاج
لها أون لاين
يعاني الكثير من المسنين من مشكلات سلس البول (عدم التحكم الكامل في البول) والشكوى من انفلات البول مع الكحة أو العطس أو رفع الأشياء أو الضحك أو تغيير الأوضاع.
وهي شكوى شائعة في كبار السن وبخاصة السيدات.. ولهذه المشكلة أثر نفسي سيئ إذ يشعر الشخص بأنه غير متحكم في جسده، حيث تحدث تغيرات متعلقة بالتقدم في السن في الجهاز البولي، وتشمل ضعف قدرة مجرى البول على الإغلاق الكامل، وزيادة البول الباقي بعد التبول وأسباب أخرى.. ويجب أن ننظر إلى هذه المشكلة كأمر يمكن علاجه والتحكم به بدلاً من النظر إليه بشكل سلبي كمشكلة يجب التعايش معها.
سلس البول أو (مشكلة عدم التحكم الكامل في البول) له علاجات كثيرة ويعتمد العلاج على معرفة السبب، فهناك أسباب كثيرة تؤدي إلى الإصابة بهذا المرض..
أسباب الإصابة بسلس البول
1- إصابات الرأس والنخاع الشوكي مثل اعتلال في الأعصاب المغذية للمثانة أو الإحليل بسبب إصابة النخاع الشوكي أو أورام في المخ أو النخاع.
2- أمراض الشيخوخة في الجهاز العصبي، أو مرض الباركنسيون أو الشخص المصاب بالخرف أو بعض الأشخاص لديهم صعوبات في التنقل والحركة.
وتسمى هذه الحالات بالسلس الوظيفي حيث لا يستطيع الشخص أن يذهب إلى دورة المياه بسبب عدم تقديره للوقت أو بسبب العجز أو الخرف.
3- تضخم البروستاتا، أو حصوات المثانة، أو عند ضعف عضلات المثانة: كما هي الحال في مضاعفات داء السكري أو بعض الأورام. (ويسمى هذا السلس بالسلس الفائض) حيث تكون المثانة ممتلئة دائماً، وتسرب البول باستمرار.
4- ضعف عضلات الحوض عند النساء بسبب الحمل والولادة.
5- عندما تصاب المرأة بتمزّق عند الولادة أو الجراحة: فينشأ ممرٌ مباشرٌ ما بين المثانة البولية والأعضاء التناسلية فيخرج البول من هذا الممر إلى الخارج.
6- استعمال بعض الأدوية مثل مدرات البول، أو بسبب التهاب المسالك البولية، أو بسبب الإمساك الشديد: ويكون هذا النوع من السلس مؤقتاً، ويسمى بالسلس العارض.
7- العطس أو السعال أو الضحك أو الحمل: وهذا يؤدي إلى زيادة الضغط على أسفل البطن والحوض ويكثر عند النساء ويسمى هذا السلس بالسلس الكربي.
8- مشكلة في العضلات وهذا يكون في حالة التصلب اللويحي.
أنواعه:
1- سلس الشدة أو الضغط: ويحدث عند ارتفاع الضغط داخل جدار البطن بسبب الكحة أو العطس أو الضحك أو الجري أو حمل الأثقال بسبب ضعف عضلة التحكم في التبول في المثانة وأشهر أسبابه الولادة المتعسرة واستخدام عقار الاوكسيتوسين فيها أو تكرار الحمل والولادة أو بعد سن اليأس لغياب الهرمون الأنثوي في السيدات وبعد جراحة البروستاتا في الرجال وهنا تكون المثانة طبيعية.
2- السلس الطارئ المفاجئ: ويحدث نتيجة خلل المثانة، حيث تنقبض فجأة لا إرادياً مفرغة ما بها من بول لخلل في عضلة المثانة أو العصب المغذى لها، وهنا تكون عضلة التحكم في التبول سليمة وتكون المثانة زائدة النشاط وتتعدد مرات التبول أكثر من 8 مرات نهاراً والاستيقاظ ليلاً عدة مرات للتبول وتصيب البالغين من 25 إلى 40 سنة رجالا ونساء.
3- السلس المركب: وهو نوع مركب من النوعين السابقين معاً.
4- السلس الاحتباسي: يحدث عندما تمتلئ المثانة تماما ويكون هناك مانع أو مقاومة لإفراغها مثل ضيق عنق المثانة وضيق قناة مجرى البول والتضخم الشيخوخي للبروستاتا فإن البول الزائد على الحد الأقصى لسعة المثانة يخرج لا إرادياً وتكون عضلة المثانة من الضعف بحيث لا تستطيع إفراغ كل ما بها نتيجة المقاومة المزمنة.
5- سلس الإصابات: يفقد المصاب السيطرة على المثانة في حالات إصابة العمود الفقري ومرض باركنسون وجلطة المخ وأورام المخ.
6- السلس العارض: يكون مؤقتا كعرض جانبي لدواء أو مرض أو عدم الحركة لمدة طويلة أو الإمساك الشديد ويزول بزوال السبب.
العلاج
1- العلاج بالتمارين لتقوية عضلات الحوض والمثانة
يشير الدكتور محمود قناوي "ماجستير العلاج الطبيعي جامعة القاهرة – مستشفى الحسين الجامعي" إلى وجود دراسات تبين أن عمل برنامج لتقوية عضلات أرضية الحوض تؤدي إلى نتائج جيدة لمرضى سلس البول (وهي العضلات التي تكون أرضية عضلية مرنة وقوية لقاع الحوض وهي العضلات التي تتحكم في خروج أو حبس البول).
التمرين
ينام المسن على ظهره، والساقان مفتوحتان، ثم يحاول أن يقبض عضلات مجرى البول والمستقيم (كأنه يحاول أن يمنع نزول البول والبراز) ويحاول أن يحافظ على هذا الانقباض من 3 إلى 5 ثوان، ثم يستريح ضعف وقت الانقباض (أي إذا كان وقت انقباض العضلة 3 ثوان يكون وقت الاسترخاء 6 ثوان، ثم يكرر هذا التمرين مع التركيز على الإحساس بالعضلة، وهي مشدودة ورؤيتها وهي تنقبض، ثم وهي تسترخي، أو الإحساس بهذا الانقباض بيده (حول مجرى البول) ثم الإحساس باسترخاء هذه العضلة، وكبرنامج مقترح لتقوية هذه العضلات يمكن عمل أربع مجموعات من التمرين يومياً كل مجموعة تتكون من 10 انقباضات مستمرة (من 3 إلى 5 ثوان) مع فترة استرخاء بين كل انقباض كما سبق ومن 10- 20 انقباضا سريعا (انقباض سريع لمدة ثانية مثلاً ثم استرخاء سريع) مع زيادة العدد في كل يوم بمعدل 10 انقباضات لكل مجموعة للوصول إلى 200 تكرار للتمرين يومياً على الأقل (يمكن أن يكون هذا التكرار حسب قدرة المريض على أداءه تزداد تدريجياً). ويلاحظ أداء هذه التمرينات والمثانة غير ممتلئة.
يمكن أداء التمرين أثناء التبول، حيث يقوم المريض أثناء نزول البول بمحاولة وقف نزوله ثم استمرار نزوله وتكرار ذلك عدة مرات. ويفضل أداء تمرينات تقوية عضلات أرضية الحوض في البداية من وضع النوم على الظهر أو الجنب، حيث يكون ذلك أسهل، ثم التدرج لأدائها أثناء الجلوس والوقوف. في حالات بعض المرضى يحدث خروج للبول عند الحركة من وضع الجلوس للوقوف، ولمقاومة هذه القابلية يمكن أداء الانقباض أثناء هذه الحركة لمنع هذا التسرب أثناء تغيير الوضع.
التمرين المتدرج للعضلات المتحكمة في منع خروج البول ويسمى تمرين المصعد (الأسانسير)؛ حيث يتخيل المريض وكأنه يركب المصعد الذي يصعد من دور لآخر ويحاول أن يقبض هذه العضلات مع زيادة شدة الانقباض كلما صعد المصعد من دور لآخر، ثم الاسترخاء التدريجي أيضاً للعضلات، حيث يحاول الاسترخاء بشكل متدرج كلما نزل المصعد من دور لآخر.
وتتميز هذه التمرينات بأنها يمكن أن تؤدى من أي وضع وفي أي مكان وأي وقت، حيث يمكنك أداؤها في أي وقت دون أن يشعر بك أحد.
2- العلاج بالعقاقير والأدوية:
يمكن استعمال الأدوية لعلاج أنواع متعددة من السلس، فبعض الأدوية تقلل من تقلص عضلات المثانة، وأنواع أخرى تسبب تفريغاً أفضل للمثانة لمنع تجمع البول فيها، وأدوية أخرى تزيد من فعالية صمام الإحليل وتمنع تسرب البول من خلاله.
3- العلاج بالأجهزة الإلكترونية (كالتحفيز الكهربائي):
حيث يستعمل التيار الكهربائي ذو الشحنة القليلة لتنشيط عضلات الحوض، وتأتي النتائج مشابهة لنتائج التمارين. توضع الأقطاب الكهربائية في المهبل أو الشرج، وتعطي ذبذبات تثبط العضلات النشطة وتحفز صمام الإحليل. تستعمل هذه الطريقة لعلاج السلس الكربي والزحير البولي.
4- القسطرة لإفراغ المثانة:
ويستخدم إذا كان السلس ناتجاً عن اعتلال في الأعصاب المغذية للمثانة أو الإحليل بسبب إصابة النخاع الشوكي أو أورام في المخ أو النخاع، فإنه يتم استعمال قسطرة لإفراغ المثانة، والقسطرة هي عبارة عن أنبوب بلاستيكي رفيع يدخل إلى المثانة من الإحليل لسحب البول ويتصل هذا الأنبوب بكيس بلاستيكي يتجمع فيه البول بعد سحبه، ويمكن استخدامه مرة واحدة أو أكثر، كما يمكن إزالته أو تركه لفترات معينة حسب الحاجة وحسب توجيه الطبيب.
5- العلاج بالهرمونات:
مثل الإستروجين حيث يساعد على تفعيل عضلات الحوض وإعادة نشاطها بعد توقف الدورة الشهرية.
6- العلاج بالحقن بالكولاجين:
وهي مادة ليفية طبيعية تحقن تحت الجلد، تعطي سماكة وقوة في منطقة الإحليل وما حولها فتعطي الإحليل صلابة تمكنه من التقلص والإغلاق وتمنع تسرب البول من خلاله.
7- العلاج بالجراحة:
ويكون اللجوء للجراحة بعد فشل الوسائل الأخرى، وبما أن أكثر حالات السلس تنشأ من سقوط المثانة تجاه المهبل، فإن إرجاع المثانة وتثبيتها جراحياً تعتبر من أكثر العمليات التي تستعمل لعلاج السلس البولي عند النساء، وتعمل هذه العملية من خلال فتحة جراحية في المهبل أو في أسفل البطن، وفي بعض الأحيان يقوم الجراح بزرع صمام للإحليل ويتم التحكم بهذا الصمام بعد العملية بواسطة ملئه بالماء فيمنع السلس، ومن ثم إفراغه لتفريغ المثانة من البول. وتستعمل الجراحة لعلاج أورام البروستاتا.
8- تقليل شرب السوائل المدرة للبول:
مثل الشاي والقهوة والمشروبات الغازية.
9- وصفات من الطب البديل
يرى الدكتور عادل عبد العال أن معالجة سلس البول عند الكبار تكون بأن يأكل المريض طبقاً من التوت الأحمر بعد صلاة المغرب مع المواظبة على عمل تمرين شفط عضلات أسفل البطن لمدة 5 ثوان ثم تركها 2 ثانية، لمدة دقيقتين، 3 مرات في اليوم. وتمرين تقوية المثانة ينام على الظهر ويرفع رجليه مفتوحتين لمدة 5 ثوان ثم ينزلها وهكذا لمدة دقيقتين.
حلول لعلاج سلس البول عند كبار السن:
ينصح الدكتور علاء علي عثمان المصابين بسلس البول من الكبار باتباع الآتي:
1- الحفاضات: تستخدم للمقعدين أو الحالات الشديدة التي تحتاج لجراحة مع عدم القدرة على إجرائها لدواع طبية أخرى.
2- وسادات غـلق قناة مجرى البول: تمنع تسرب البول وترمى عقب التبول ثم تستبدل بأخرى.
3- أجهزة خاصة صغيرة يتم تحميلها داخل قناة مجرى البول أو المهبل عند السيدات.
4- التنبيه الكهربي لتقوية عضلات أسفل الحوض.
5- التمارين الرياضية الخاصة بعضلات أسفل الحوض مثل تمارين كيجل.
6- القساطر: التي تستخدم عن طرق قناة مجرى البول في حالات تضخم البروستاتا وإصابات المثانة أو تثبت جراحياً أسفل البطن في حالات إصابات العمود الفقري.
7- الجراحة: للحالات التي لا تستجيب للوسائل الأخرى والأدوية.
نصائح خاصة:
1- الابتعاد عن الأطعمة الحريفة والتوابل والفلفل.
2- الإقلال من السوائل قبل النوم.
3- الابتعاد عن شرب الشاي والقهوة والكولا مساءً.
4- تجنب الإمساك.
5- الإقلاع عن التدخين.
6- ضبط الوزن عند اللزوم.