تقنية طبية تفحص الأجنّة بالأبعاد الرباعية وتكشف المشكلات الصحية قبل الولادة
يمكن فحص الجنين بالموجات فوق الصوتية الرباعية الأبعاد التي تمكّن الأمهات من رؤية أجنّتهن بشكل واضح، واكتشاف المشكلات الصحية التي يعانيها الجنين، وعلاجها أثناء فترة الحمل. وقد أجمعت الدراسات على أن الموجات فوق الصوتية الثنائية أو الثلاثية أو الرباعية ليست ضارة بالجنين، طالما استعملت بشكل معقول.
وفي هذا الإطار، «سيدتي» حاورت الإختصاصي في أمراض النساء والولادة وفحص الأجنّة في مستشفى عرفان الدكتور أسامة عبد الغني حول هذه التقنية، وفوائدها في الكشف عن التشوّهات الجينية خلال الحمل..
> ما هي المميّزات الجديدة لأجهزة الموجات فوق الصوتية الثلاثية والرباعية الأبعاد؟
ـ أصبحت الأجهزة الجديدة عالية السرعة وأكثر وضوحاً، وهي تملك ميزات عديدة، ومنها:
< تخزين آلاف الصور داخل الجهاز أو الأرشيف.
< إرسال الصور المتاحة إلى أماكن بعيدة جداً لرؤيتها ودراستها عن بُعد، والتحكّم بها بالأبعاد الثلاثية.
< تسجيل كامل الفحص على DVD، والحصول على صور ملوّنة.
< دراسة الفحص بكامله مع أطباء آخرين بعد مغادرة الحامل، ويمكن الحصول على العديد من المقاطع بكافة الإتجاهات والزوايا.
> إلى أي مدى نستطيع رؤية الجنين بالأبعاد الرباعية، ومتى؟
ـ يمكن رؤية وجه الجنين بشكل واضح وقريب من الواقع، وهذا غالباً ما يعطي الفرصة للأم والأب لكي يتخيّلا وجه طفلهما، بالإضافة إلى أنه يساعد على ازدياد الصلة والعاطفة بين الأم ووليدها، ويزيد من الإهتمام به والحرص على متابعة تعليمات الطبيب. أمّا عن أفضل وقت لفحص الجنين بالأبعاد الرباعية فهو ما بين الشهرين السادس والسابع من الحمل، أي ما بين الأسبوعين الرابع والعشرين والثاني والثلاثين وأفضلها الأسبوع السابع والعشرون.
الشهر السابع من الحمل
> هل يمكن إجراء فحص الأبعاد الرباعية في أي وقت خلال الحمل؟
ـ نعم، يمكن إجراؤه في أي وقت خلال الحمل، ولكن يفضّل الخضوع له خلال الشهر السابع من الحمل إذا كان الهدف رؤية وجه الجنين، علماً أن كثيراً ما استطعنا الحصول على صورة واضحة ومرضية لوجه الجنين في الشهر التاسع من الحمل، ما يعني أنه بإمكاننا أن نفعل ذلك دوماً.
> ما هي فوائد استخدام جهاز الأبعاد الثلاثية والرباعية في الكشف عن التشوّهات الجينية خلال الحمل؟
ـ نستطيع بواسطة التصوير بالأبعاد الثلاثية رؤية مقاطع وزوايا لأعضاء الجنين، ومدى امتدادها وارتباطها ببقية الأعضاء، وهذا الأمر قد لا يكون متاحاً بوضوح كامل، وأهم الحالات هي:
< الكشف على تشوّهات الوجه، بما فيها الشفة الأرنبية، الشفة المشقوقة، شق الحنك، وتشوّهات العينين والفم والأنف.
< تشوّهات القلب، بتقنية جيدة وهي STIC، حيث يمكن رؤية غرف القلب والأوعية الدموية والصمّامات بالإتجاهات الثلاثة ما زاد من دقة التشخيص.
< تشوّهات الدماغ وأورامه.
< تشوّهات الأطراف ورؤيتها، وتشوّهات العمود الفقري.
< وجود الأورام بكافة أنواعها ومدى امتدادها ومعرفة طبيعتها.
ومن ضمن الميزات الأخرى هي رؤية الحبل السري حول عنق الجنين، وارتكاز المشيمة، وقياس عنق الرحم، ومعرفة مدى إغلاقه، ومعرفة جنس الجنين، حيث يمكن للمرأة الحامل أن تراه بوضوح.
موجات فوق صوتية اعتيادية
> وماذا عن الأضرار التي تسبّبها الأبعاد الثلاثية أو الرباعية بالجنين؟
ـ أجمعت كل الدراسات على أن الموجات فوق الصوتية الثنائية أو الثلاثية أو الرباعية ليست ضارة بالجنين، طالما استعملت بشكل معقول ومطلوب، علماً أنها بكافة أشكالها ليست بأشعة وإنما موجات فوق صوتية اعتيادية.
> هل هنالك فحوص مهمّة يمكن أن تجريها المرأة الحامل للفحص بالموجات فوق الصوتية الثلاثية والرباعية الأبعاد؟
ـ مما لا شك فيه أن هناك فحصين مهمين لجميع النساء الحوامل، وبكافة الأعمار ومن دون استثناء:
الفحص الأول: يتم خلال الشهر الثالث من الحمل (13 أسبوعاً)، ومن ميّزاته: تحديد عمر الجنين بدقة والموعد التقريبي للولادة، بالإضافة إلى الكشف عن الجنين المنغولي (الدقة تصل إلى %90) وفحص رقبة الجنين وعظمة أنف الجنين.
الفحص الثاني: يتم خلال الشهر الخامس من الحمل (20 أسبوعاً)، هو الفحص الشامل الذي يمكن على إثره كشف جميع تشوّهات أعضاء الجنين بشكل تفصيلي ودقيق بما فيها تشوّهات القلب، الدماغ، الرئتين، العمود الفقري، الكليتين، المثانة، الأمعاء، الأطراف، والوجه والكشف أيضاً على السائل الأمينوسي وموضع المشيمة.
> هل يمكن لأية امرأة حامل إجراء هذين الفحصين من دون العودة إلى طبيبها المعالج؟
ـ طبعاً يمكن ذلك، ولكن يفضل استشارة طبيبها، اذ إن التواصل بينهما أمر مهم في متابعة الحمل.
> هل تعتقد أن العديد من أطباء النساء والولادة يستطيعون القيام بهذين الفحصين؟
ـ إن الفحص بالموجات فوق الصوتية الثلاثية أو الرباعية هو أكثر دقة من الأبعاد الثنائية «العادية»، ولكن معظم أطباء النساء والولادة لا يملكون تقنية الأبعاد الثلاثية والرباعية. ولذا، يفضل الخضوع للفحوص الأساسية الخاصة بالجنين على يد خبير متخصص مؤهل ومجهز بكافة الإمكانات،علماً أن العديد من أطباء النساء والولادة لديهم إلمام جيد، ولكن يفتقرون الأجهزة المطلوبة.
حالات تمنعنا من رؤية وجه الجنين
> ما هي الحالات التي تمنعنا من رؤية وجه الجنين بالأبعاد الرباعية؟
ـ هناك حالات معينة نجد فيها بعض الصعوبة بالحصول على صورة واضحة، وهذه الحالات هي:
< نقص السائل الأمينوسي المحيط حول الجنين.
< بدانة المرأة الحامل.
< وضعية الجنين «ساجداً».
< وجود أطراف الجنين أمام الوجه.
< تحرك الجنين بشكل مفرط.
< ارتكاز المشيمة الأمامي.
< الحمل مبكراً.
> إذا كان الجنين يعاني مشكلات صحية، هل يمكن اكتشافها من خلال الأبعاد الرباعية وعلاجها أثناء فترة الحمل؟
ـ بالتأكيد، يمكن علاج بعض الأمراض المتمثلة في:
< المضاعفات الخطيرة التي تؤدي إلى انحلال دم الجنين ووفاته في بعض الأحيان. ويمكن علاجها من خلال نقل الدم داخل الرحم، علماً أن هذا الإجراء يتمّ عند الشهر السادس وحتى نهاية الحمل، وليس قبل ذلك.
< التعرف على الإنسداد الموجود في جهاز البول عند الجنين سواء في الحالب أو المثانة ما يؤدي إلى انحباس البول، وضخامة المثانة والكليتين. ويمكن علاج ذلك عن طريق إدخال قسطرة إلى حوض الكليتين أو المثانة حسب الأسباب، وإفراغ البول مباشرة بسائل الأمنيوس.
< تم تشخيص كثير من التشوّهات الموجودة عند الجنين وعلاجها بعد الولادة مباشرة.
معايير عالية للنجاح
إن نسبة النجاح المتوقعة للحصول على صورة واضحة لوجه الجنين وأعضائه هي %72، علماً أنه تتحسّن الفرصة مع تكرار المحاولات.