مرض الصرع من الأمراض التي حيرت الباحثين، لكن معرفتهم به تتطور باستمرار، حيث ظهرت أدوية أكثر نجاعة وتحسنت تقنيات الكشف عنه بكثير، كما توصل الأطباء إلى طرق جديدة في الجراحة، وفتح باب الأمل في الأبحاث الخاصة بعلاقة هذا المرض بالوراثة .
ما هو مرض الصرع
الصرع مشكل صحي عصبي يتجلى بواسطة النوبات والأزمات الصرعية الناتجة عن تفريغ تلقائي للخلايا العصبية التي تكون في حالة تهيج مفرطة يمكن تشبيهها بعاصفة كهربائية، وينتج عن هذه النوبة حركات وحالة خارجة عن إرادة المصاب . و يمكن أن يستمر هذا المرض لبضعة شهور أو يبقى مدى الحياة مع خمود عفوي للنوبات في بعض الحالات قد يستمر لسنوات .
مرض الصرع لا ينقص من العمر ولا من الذكاء ولا يخرب الدماغ ، خلافا لما يمكن أن يتبادر إلى أذهاننا خصوصا عندما نلاحظ حالة المريض أثناء النوبة، مثلا عندما يسقط لا إراديا على رأسه أو عندما يهتز اهتزازا. و ينتج مرض الصرع في 5 إلى 10 بالمائة من الحالات نتيجة عوامل وراثية و في 40 بالمائة من الحالات نتيجة خلل في الدماغ ( تشوه أو رضح في الجمجمة أو ورم...) ، و تنشط الأزمات الصرعية بمساعدة عوامل كالتعب وتناول الكحول و غيرها، ويبقى مصدر هذا المرض غير معروف عند نصف الحالات المصابة.
احتمالات الشفاء من مرض الصرع
لا يوجد علاج شافي حتى الآن للصرع. إن الأدوية قد تساعد في أغلب الأحيان في السيطرة على النوبات .
بعض أنواع الصرع لا تحدث إلا في فترة الطفولة ويُقَال بأن الشخص قد تجاوز بالسن مرحلة النوبات. وفي بعض الحالات قد يكون هناك خمود عفوي للنوبات , وتؤدّي أحياناً جراحة الصرع إلى توقّف تام ودائم للنوبات الصرعية بعد إزالة بؤرة الصرع في الدماغ.
أخطار الصرع إذا لم يعالج
قد يؤدي الصرع إلى الوفاة إذا تكررت أو استمرت التشنجات الصرعية لأكثر من ثلاثين دقيقة ما لم يتم إسعاف المصاب بالعلاج المناسب، إلا أن مثل هذه الوفيات نادرة الحدوث. أما حالات الوفاة الأكثر حدوثا فهي تلك الناجمة عن الأخطار أو الحوادث التي تتم عندما تحدث النوبة لشخص في وقت غير متوقع فيه حدوثها وفي وضع شديد الخطورة, فالحالة التي يكون عليها مريض الصرع توجب عليه عدم القيام ببعض المهام أو اتخاذ مهن معينة كسياقة الشاحنات أو سيارات النقل العمومي أو العمل في مكان مرتفع عن سطح الأرض أو التكلف بآلات خطيرة ، و تبقى الصلاحية للطبيب المختص و طبيب العمل لتحديد إمكانية قيام المريض بعمل ما .
الإسعافات الأولية للنوبات
كيف أساعد شخصاً ما أثناء تعرضه للنوبة؟
يتوقف التصرف الملائم لمساعدة الشخص الذي يتعرض للنوبة على نوع النوبة أولا.
ففي الوقت الذي يكون فيه الشخص يعاني من نوبة الصرع التوتري - الارتجاجي ويكون بحاجة إلى إسعاف أولي إلا أنه وفي معظم الحالات لا يمكن فعل سوى القليل إزاء ذلك.
النوبة التوترية - الارتجاجية الصرع الكبير
إن هذا النوع من الصرع هو من أكثر الأنواع إثارة وخطورة ولكن يجب أن نعلم أن الشخص الذي يكون تحت وطأة النوبة الصرعية يكون عادة فاقد لوعيه وهو بالتالي لا يحس بأي ألم .