نظر في عيني مباشرةً ...ولم تكن هذه المرة الأولى التي يقوم بها بممارسة هوايته المحببه اليه ..لكنها ربما كانت الأخيــرة !!!
لم اكن افهم ماتعنيه عيناه ..ولا ماتصبو الوصول إليه ..كنت طفلة احب اللهو مع سائر الأطفال ..ولم افهم..لم افهم..ويالغبائي ..!!!
مازلت اذكر نظرات اعجابه بي كلما تحدثت امام من يحيطون بنا ..ولا اخفي انني كنت متحدثه بارعة رغم صغر سني ..ومحاوره من الطراز الأول ..فكان لا يتوانى عن اطلاق كلمات الإطراء والفخر واعتزازه بي .
ومازلت اشعر بحنان كفه حينما كان يمررها بين خصلات شعري..كان حارسي الشخصي ..ولا انكر انني كنت اشعر بكل الأمان معه ..
وغالباً ماكان يحيرني بأسألته الغريبه...اتعرفين فلانا؟؟...مارأيك به؟؟.. اتحبينه؟؟.. فأعتقدت حينها انها اسئلة لمجرد الخوف علي ..ولمزيد من الإطمئنان فقط..
ومرة ..وفي اثناء وداعه لعائلتي قبل سفره لأجداده وقضاء عدة ايام معهم......امسك بيدي واخذني خارجاً اثناء انشغال الأهل بتوديع بعضهم.....ونظر لعيني مجدداً...وبلهجة حادة سألني ..اتحبينني........؟؟؟
خطر في بالي انه من المفترض ان يكون قد عرف جوابي مسبقاً على سؤاله ومنذ زمن بعيد ..فقد كان ملازماً لي منذ ان احسست بأول نسمات الدنيا وهي تخترق صدري.....
نعم..لقد احببته كأخ وصديق مقرب لي جداً ..ولم افكر بشئ سوى ذلك..لكنني احسست من لهجته ..ونظراته انه يريد اكثر من ذلك..تزلزلت واهتز كياني ..وتجاهلت كل مااحسست به ..فقلت له مايخالجني من شعور بأنه اخي واعز صديق لي..
احتدت نظراته ..وعاد بلهجته الحاده وقال لي ..اما ان اكون مالك قلبك ..وانت الأسيرة ..او لا اكون ؟؟
اغضبتني لهجته كثيرا ..وبكل عند الأطفال وتسرعهم ..ودون ادنى تفكير ..سارعت واجبته..لا ..ويالغبائي...!!
وسرعان ماانكسر كل مابنظراته من قوة ..وتهاوى قلبه جاثياً امامي ..عندما رأيت دموع عينيه ...امسك بيدي ..وشد عليها ..وقال لي: هي كلمه قوليها ولو كذباً..ودعيني اعيش اجمل احلامي..
وبكل مابي من منطقيه مزيفيه وغبية ..سحبت يدي من بين احن يدين امسكت بي ...بحياتي..وقلت له بآمان الله ........وودعتـــــــه...
آلمني كثيراً رؤيته منكسراً ..جريحاًً ..وعلى يدي!! ..لكني كنت متفاجئة من مصارحته لي بهكذا مشاعر ..ولم اتمكن لحظتها من اعطاء نفسي فرصة لمعرفة مشاعري على حقيقتها..
وكأنني كنت اقاومها بالرفض!!! نعم اقاومها بالرفض...
فبعد سويعات قليلة من مغادرته لنا ..اكتشفت انني لم احبه يوما فقط..بل كنت اعشقه ..ومر شريط حياتي امام ناظري خلال ثواني معدودة..نعم . اني احبه بكل ذرة هواء اتنفس بها.
.اين هو الآن ..يالغبائي..اأخبره الان؟؟؟
اريد ان اعبر عن مشاعري ولو لمره واحده في حياتي ..لكن اين هو الآن....
انه مازال في طريق سفره...لا بأس لن تستمر رحلته طويلا و عندما يعود اخبره .
.اردت انا اصارحه..
لكن يبدو ان الشقاء سيلازمني....وانا استحق هذا الشقاء..
فبعد مرور ساعات قليلة على اعترافي بمشاعري اعتبرها اجمل لحظات حياتي ..
قتلني ..وقتل كل حلـم قد بدأت احلم به ....خبر وفاته بحادث على الطريق .
.كانت اكبر صدمة ومنعطف في حياتي...ايعقل ؟؟!!
ايعقل ان من احببته قد فارق الحياة ..؟؟! ايعقل ان يكون هذا هو التوقيت...-لا راد لحكم الله -
اسودت الحياة في نظري..لم اعد احس بأي معنى لها ..بقيت في عزلة عن الناس والحياة لمدة سنه تقريبا ..وانا اعاني الوان العذاب النفسي والإحساس بتأنيب الضمير..فقد رحل عن وجه الدنيا وهو مجروح مني ..!!!! آآآآآآآآآه
بعدها حاولت الخروج من عزلتي ..ولو كذباً ..اضحك مع من حولي ..
وانا في داخلي انزف من جراح الألم ...
امني نفسي بحياة جديده اخرى..لكن هيهات ان يحصل ذلك..
مر على وفاته الآن عشر سنوات ....اكذب ان قلت انني لم احاول ان احب بعده..
لكنني فشلت ..وكان فشلي ذريعاً..
وفي محاولة جادة للوقوع بحب شخص احسست فعلا انه يحبني بصدق ويحمل لي في قلبه حباً كبيراً ومشاعر ساميه ..تفاجأت برؤية حبيبي الراحل في منامي وهو يهمس في اذني قائلا ....ايستطع قلبك نسياني وتضميد جراحه؟؟؟
ايستطيع حب غيري ؟؟
اتستطيع روحك تركي وحيداً ومع آلامك ..؟!!
اسيقظت فزعة ..وخطر في بالي تساؤلات عدة..أأستطيع فعلا ان أغرم بعده؟؟
والأهــم هل استحق ان يحبني شخص آخر ..واتملك فؤاده ..بعدما فعلت بحب حياتي؟؟؟؟!!!!!!!!.......
يبدو انني سأستمر ..لم افهم ..ولن افهم ..مطلقاً..........ويالغبائي!!!
تشابه في القدر