السلحفاة تسبق الأرنب أحيانا !!!

[align=center]الســــــلام عليـــــــكم ورحمـــــــــة اللـــــــــه وبركــــاتــه

هذه أول مرة أكتب في اللاتيني فأعذروني علي أي ركاكة أو أخطاء يحتويها موضوعي المتواضع

وهذا الموضوع ليس تقليلا من شأن عملاقي أميركا الجنوبية , فأتمني ألا ينزعج أحد من كلامي لأنه وجهة نظر تحتمل الخطأ أكثر من الصواب



--------------------------------------------------------------------------------


لعل أول منتخب لكرة القدم تابعته وأحببته كان ذلك السماوي الجميل في مونديال أميركا 1994 فمن لم يلفت نظره ذلك الفريق الرهيب الذي يحتوي بين صفوفه علي من يلقب بدييجو أرماندو مارادونا أسطورة كرة القدم علي مر العصور , بإختصار اللاعب الفريق في حد ذاته !

كان أول منتخب أحبه في حياتي ولطالما حرصت علي متابعته وتمنيت أن يحمل ولو بطولة واحدة ولكني أمنيتي لم تتحقق يوما

مازلت أتذكر حادثة أرييل أورتيجا مع العملاق الهولندي فان دير سار في فرنسا 1998 وركلة الجزاء الغير محتسبة وطرد أورتيجا ثم تحول الكرة لهدف لدينيس بيركامب أنهي آمال التانجو في تحقيق اللقب رغم قوة الفريق آنذاك

ولازلت أتذكر صدمة كوريا واليابان 2002 والخروج المهين للمرشح الأول من الدور الأول وأثر في كثيرا دموع الباتي جول وإعتزاله اللعب الدولي وقتها فقد كان مهاجمي المفضل في الكالتشيو لفترة طويلة

كان عشقي للطليان قد بدأ في يورو 2000 في هولندا وبلجيكا وكان أول منتخب أميل إليه بجانب التانجو ولكنه خرج خالي الوفاض بطريقة مهينة قد تكون مدبرة في نفس مونديال 2002 فتسبب التحكيم في خروجه بشكل فاضح لم يلفت نظر العالم لعدم شعبية الطليان وعدم ميل الكثيرين لهم !

بعدها بدأ الحلم الأرجنتيني مرة أخري في مونديال ألمانيا 2006 وكان الفريق الأرجنتيني كالعادة رهيبا وهو المرشح الأول فلديه الكثير من العوامل التي تؤهله لحمل اللقب وعروضه لم تخيب آمال أحد سوي المنافسين وكان رأي أخي الأكبر في المنتدي الذي تعلمت منه الكثير أنه لا يوجد فريق في العالم قادر علي إقصاء الطليان وربما بسهولة شديدة سوي الفريق السماوي الجميل وهو القادر علي إرهاق الطليان وفي رأيي لولا ألمانيا لما توج الطليان بهذا اللقب



العامل المشترك بين كل منتخبات الأرجنتين هو القوة المفرطة فلاعبي الأرجنتين كفريق هم الأكثر قوة وربما مهارة وثقة ولكن ما يؤثر عليه هو قلة الإنضباط لديهم مما يجعلهم يتأثرون بالضغوط التي تنهي آمالهم العريضة في الظفر ولو ببطولة منذ عام 1993

يدخل الفريق دوما أي بطولة كمرشح أول ثم يقدم أفضل العروض ويرعب المنافسين ثم سرعان ما ينهار في المواجهات القوية والتي لو لعب بنفس قوته في المباريات الأولي لحقق الفوز بسهولة شديدة أحيانا

مقدمة طويلة لعلها أضجرتكم ولهذا سأدخل في صلب الموضوع مباشرة

فاز الأفضل وخسر الأقوي !

طوال مشوار كوبا أميركا 2007 كان المرشح الأول بل والأوحد هو ذلك التانجو الذي سحق المنافسين الواحد تلو الأخر وأعجبني كثيرا بسحره وقوته المفرطة ومهارات لاعبيه الكبيرة

تلك هي صفات التانجو في جميع مبارياته دونما إستثناء حتي مباراة اليوم أو الأمس حسب التوقيت لكل بلد فظهر فريق مكانه يتسم بالعشوائية والإندفاع الكبير فظهر كفريق كبير بإمكانه الخسارة أمام أضعف فرق البطولة فما بالكم لو كان يواجه منتخب مثل البرازيل !

في رأيي أن السبب يعود في المقام الأول للترشيح الرهيب فلم يدخل فريق وثق الجميع في تحقيقه للقب بهذا الشكل من قبل وفعلا ظهر بمستوي رائع قبل مواجهة السامبا المنافس اللدود

ولكن في مباراة السامبا المنافس اللدود دخل اللاعبون المباراة في ذهنهم تحقيق فوز كبير نظرا لشدة التنافس بين الجارين في القارة اللاتينية الجميلة وليس أي فوز ولما لا فالمنافس يظهر في أسوء حالاته ويغيب عنه نجمين من العيار الثقيل وبمدرب عديم الخبرة ولا يحوي ملفه أي إنجازات في مجال التدريب وتخطي الأوروجواي بشق الأنفس وبركلات الترجيح ولقي هزيمة بهدفين نظيفين في إفتتاح مشواره أمام المنتخب المكسيكي الذي تلقي هزيمة بثلاثية نظيفة أمام التانجو فكل الطرق تؤدي إلي فوز كبير إن لم يتحقق قد يعتبره البعض هزيمة فالفوز في لقاء بهذه الظروف بهدف مثلا سيكون محبطا لآمال محبيه

ولكن بسبب هذه الترشيحات الكبيرة لتحقيق فوز كبير دخل التانجو متسرعا وظهر منتخب أخر لم يظهر للحظة من قبل في تلك البطولة وهو منتخب متسرع مندفع يضغط

بكل خطوطه علي منافس سيبدأ بالدفاع حتما ثم وفي خلال أربع دقائق من بداية اللقاء نجح جوليو بابتيستا في خطف هدف مباغت مما أثر علي حلم النتيجة الكبيرة فضغطت الأرجنتين بكل الخطوط وفتحت شوارع في دفاعها من أجل تحقيق حلم النتيجة الكبيرة التي تمحو آثار الهزيمة بثلاثية ودية قبل أشهر قليلة

ذلك الإندفاع أخل بقوة الدفاع الأرجنتيني فظهرت الثغرات الكبيرة في الخلف وتعرض الحارس الأرجنتيني للمواجهة المباشرة مع مهاجمي البرازيل في هجمات مرتدة شديدة الخطورة لغياب هاينزه الظهير الأيسر وأحيانا زانيتي وكثيرا ميليتيو قلب الدفاع فظهر القائد أيالا وحيدا أمام الهجمات البرازيلية

الملاحظ أن لاعبي الأرجنتين ظهر عليه الإرتباك الشديد أمام هجمات البرازيل فكاد هاينزه أن يسجل في مرماه وأخرج الكرة بعشوائية قبل عدة دقائق من تسجيل أيالا لهدف في مرماه بعد فشله في إبعاد كرة عرضية خرج إليها الحارس وكان سيلتقطها بسهولة ولكن الإرتباك أجبر المدافع الرائع علي التسجيل في مرماه ليزيد الضغط علي زملائه ولتزداد ثقة السامبا ولاعبيه الذين كانوا في أسوء حالاتهم طوال البطولة ولن تعلق لهم المشانق لو خسروا فلعبوا بأريحية وإكتسبوا ثقة شديدة بالهدف الثاني مما أصبغ علي لعبهم الكثير من الهدوء ليبدأ الشوط الثاني بهجمات برازيلية شديدة الخطورة والتنظيم كذلك وسط إندفاع غير مبرر من لاعبي التانجو للتعويض وكان الإندفاع عشوائي فتقدم هاينزه صنع شارع في الجبهة الأرجنتينية اليسري نظرا لبطئه الشديد في العودة وهو أصلا يميل لمركز قلب الدفاع

مما أعطي الفرصة للسامبا في صنع هجمات نادرا ما يكون عدد مدافعي الأرجنتين فيها أكثر من مهاجمي البرازيل مما منح دانيال ألفيس فرصة تسجيل هدف ثالث ينهي الآمال الأرجنتينية في الظفر بأي مكسب من تلك المباراة رغم أن الترشيحات كلها قبل تلك المباراة والبطولة كلها كانت تصب في مصلحة تانجو رهيب

الأقوي طوال البطولة ونظريا كان التانجو وبفارق رهيب عن البقية بل أن البرازيل لربما كانت تأتي في المرتبة الثالثة بعد منتخب مكسيكي رائع

ولكن الأفضل في تلك المباراة تحديدا وعمليا وفعليا كان السامبا الذي أجاد اللعب بالتكتيك المناسب نظرا لفارق القوة بينه وبين التانجو فليس بالقوة وحدها تحسم المواجهات الكبيرة بل الأفضل هو من يفوز والأفضل هو من يجيد توزيع مجهوده بشكل يحقق له الفوز فالتانجو إعتمد علي القوة المفرطة دون تنظيم ودون إعداد نفسي سليم يحميهم من ضغط المرشح الأول بينما أجاد السامبا معرفة قدراته واللعب علي نقاط ضعف المنتخب الأرجنتيني

خسر الأقوي وفاز الأفضل وهذا في نظري العنوان الأمثل لمباراة لم تشفع القوة وحدها بلا تنظيم في تحقيق لقب كان أقرب للتانجو الأقوي ولكن حققه الأكثر تنظيما

في رأيي مع مدرب مثل كارلو أنشيلوتي الإيطالي مدرب الميلان والذي تعد أبرز نقاط قوته هي الإعداد النفسي السليم كانت الأرجنتين لتحقق نصف البطولات في الأربعة عشر عام الأخيرة بسهولة

خارج النص :

-بعد ضياع الراحة السلبية لموسم 2005-2006 أعتقد أن إعتذار كاكا ورونالدينهو عن الإنضمام يتعبر منطقيا حتي لا يواصلا اللعب بإضاعة الراحة السلبية للمرة الثاني علي التوالي وبالتأكيد ذلك أثر كثيرا علي مستوي رونالدينهو للموسم المنصرم والمشاركة في كوبا أميركا كانت لتؤدي لمستوي أسوء من الثنائي في الموسم القادم فرفقا بهما وهما أساس المنتخب البرازيلي ولكن الراحة مطلوبة بشدة للإثنين حتي لا يحترقا بنيران الإرهاق

-دونجا مدرب رائع وكان بحاجة للفرصة وتحقيق اللقب سيؤدي لإكسابه الثقة في بداية مشواره مما يعطي أمل كبير لعشاق السامبا فهو الأنسب للمرحلة القادمة.

-ريكيلمي , لاعب من الطراز الرفيع حقا ولكنه نفسيا لا أدري لما يغيب من المواجهات الكبري فهل لا يحتمل الضغوط ويميل للهدوء ؟

غاب تماما بالأمس مثلما غاب عن فياريال أمام الأرسنال منذ عامين في نصف نهائي دوري الأبطال

لهذا أعتقد أن فريق صغير هو أنسب مكان لتألق الرائع ريكيلمي وليت أميركا الجنوبية تتعلم كيفية إعداد النجوم نفسيا أو علي الأقل التانجو فكم من نجم يغيب عن مستواه في ظل إزدياد الضغوط.




تحياتي للجميع[/align]