بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق، وأيده بالحفظ والنصرة، وأعزّ أصحابه الطيبين الطاهرين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، إمام الغر المحجلين، سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وأصحابه الميامين.
وبعد عباد الله، أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله العظيم، والتزام نهج النبي الكريم، والصبر على البلاء والثبات على الهدى، والتوكل على الله، والثقة بالله، الا بالصبر تبلغ ما تريد، وبالتقوى يلين لك الحديد.
إخوة الايمان، يقول الله تبارك وتعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي}.
إن الله تبارك وتعالى يأمر عباده بالعدل، أى بأن يعطوا لغيرهم ما هو حق لازم عليهم، ولا يضروا إخوانهم، ولا يغشوهم، ولا يظلموهم، ولا يخذلوهم بتركهم يظلمونهم.
العدل الذي أمر الله به، أن يعطي لإخوانه ما عليه من الحق، ويكف الظلم عنهم. أما الاحسان، فهو فوق العدل، وهو أن يعطيهم الحق الذي عليه ويزيد، أن يعمل معهم معروفا فوق الواجب.
وأما إيتاء ذى القربى فهو الإحسان إلى ذى القربى أى ذى القرابة، فهذه الآية فيها الأمر بهذه الأشياء الثلاثة العدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي أي أن الله ينهى عن هذه الأمور الثلاثة.
فالفحشاء هي كل معصية شديدة، أي المعصية الكبيرة والمنكر وهو كل معصية وأما البغي فمعناه الاعتداء على الناس، أخذ حقوقهم غصب أموالهم وممتلكاتهم، فكم نحن يحاجة اليوم إلى أن نستذكر معاني هذه الآية العظيمة لنسلط الضوء على عظمة الإسلام وعلى رقي تعاليمه وأنه عنوان العدل عنوان الفضيلة عنوان الحضارة عنوان رقي المجتمعات .
كم نحن بحاجة إلى أن نسترجع معاني الآية العظيمة لنسلط الأضواء الكاشفة لكشف الحقائق وإزالة الزيف حقيقة أننا أهل العدل وأننا نعمل للعدل وأننا نتحلى بالعدل وليس غيرنا من يتحلى بالعدل ويدعو له.
اللهم سلم أوطاننا وأمتنا من كل شر يا الله آمين. وأستغفر الله لي ولكم.