السدردواء وعلاج
قال تعالى: {و أصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود وطلح منضود} [الواقعة: 28]. وعن مالك بن صعصعة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى سدرة المنتهى ليلة أسري بهوإذا نبقهامثل قلال هجر، [رواهالبخاري].و في الحديث الصحيح الذي رواه الستة وأحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اغسلوه بماء وسدر ". وقال ابن كثير عن قتادة: كنا نبحث عن " السدر المخضود " أنه الموقر الذي لا شوك فيه، فإن سدرالدنيا كثير الشوك قليل الثمر.و قالالحافظ الذهبي: الاغتسال بالسدر ينقي الرأس أكثر من غيره ويذهب الحرارة وقد ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم في غسل الميت. والنبق ثمرالسدرشبيه بالزعروريعصم الطبع ويدبغ المعدة. وزاد ابن القيم: أنه ينفع من الإسهال ويسكن الصفراء ويغذو البدن ويشهي الطعام وينفع الذرب الصفراوي وهو بطيء الهضم وسويقه يقوي الحشا، وهويصلح الأمزجة الصفراوية.و السدرZizyphus Spina Christiأو الشوك المقدسChrist,s Thornنبات شجيري شائك، بري وزراعي موطنه شبه الجزيرة العربية واليمن ويزرع في مصر وسواحل البحر الأبيض المتوسط. وهو من الفصيلة العنابية أو السدريةRhamnaccae، والنبق هو ثمرالسدر حلو الطعم عطر الرائحة. أهم العناصر الفعالة الموجودة فيه هي سكر العنب والفواكهة وحمض السدرAcide Zizyphiqueوحمض العفص،ثماره مغذية وتفيد كمقشع صدري، وملينة وخافضة للحرارة ونافعٌ في الحصبة وقرحةالمعدة. مغلي أوراقه قابض طارد للديدان ومضاد للإسهال ومقوٍ لأصول الشعر. ونافع من الربو وآفات الرئة. ويمكن أن تضمد الخراجات بلبخة محضرة من الأوراق. وطبيخ خشبه نافع من قرحة الأمعاء ونزف الدم والحيض والإسهال. وصمغه يذهب الحزاز.شجرة متباينة في الطول فقد يصل ارتفاعها الى خمسة امتار فاكثر. اوراقها بسيطة لها عروق واضحة وبازرة، الازهاربيضاء مصفرة. الثمار غضة خضراء تصفر عند النضج ثم تحمر عندما تجف. شجرة السدر قديمةقدم الانسان. ويقال ان من اغصانها الشوكية صنع اليهود الاكليل الذي وضعوع على رأس ما شبه لهم بانه المسيح عليه السلام عندما صلبوه ومن هنا جاء الاسم العلمي للنبات.ولنبات السدر عدة اسماء مثل عرج،زجزاج، زفزوف، اردج، غسل، نبق، ويطلق على ثمار السدر نبق، جنا، عبري، ويعرف السدرعلميا باسمZiziphus Spina-csistiوالموطن الاصلي للسدر بلاد العرب وتنتشر في كل جزء من اجزاءالمملكة وينمو طبيعيا وهو من الاشجار التي يكن لها المواطنون كل احترام وتقدير.الاجزاء المستخدمة من النبات: القشور والاوراق والثمار والبذور.المحتويات الكيميائية تحتوي الاجزاء المستعملة على فلويداتوفلافونيدات ومواد عفصية وستبرولات وتربينات ثلاثية ومواد صابونية وكذلك المركب الكيميائي المعروف باسم ليكوسي انيدين وعلى سكاكر حرة مثل الفركتوز والجلوكوزوالرامنوز والسكروز.الاستعمالات:لقد عرف السدر منذ آلاف السنين، فقد وردذكر شجرة السدر في القرآن الكريم فهي من اشجار الجنة يتفيأ تحتها اهل اليمين حيث قال تعالى: {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضودوطلح منضود وظل ممدود}.كما جاء ذكر شجرة السدر في سورة سبأ، قال تعالى: {لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال، كلوا منرزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور فاعرضوا فارسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي اكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل". كما ورد ذكر السدر في سورة النجم، قال تعالى: {عند سدرة المنتهى، عندها جنةالمأوى، إذ يغشى السدرة ما يغشى}.كما ذكر السدر في القراطيس المصريةالقديمة. يقول كمال (1922) في كتابه "الطب المصري القديم" :ان من بين العقاقير التي كانت تستخدم في التحنيط: القار البلبسم السدر خشب الصندل الحنظل السذاب الصبارالتراب العسل والشمع.وعن السدر يقول داود الانطاكي (1008ه) "انه شجر ي نبتفي الجبال والرمال ويستنبت فيكون اعظم ورقا وثمرا. واقل شوكا. وهو لا ينثر اوراقهويقيم نحو مائة عام. اذا غلي وشرب قتل الديدان وفتح السدود وازال الرياح الغليظة،ونشارة خشبه تزيل الطحال والاستسقاء وقروح الاحشاء والبرى منه اعظم فعلا، وسحيق ورقه يلحم الجروح ذرورا ويقلع الاوساخ وينقي البشرة وينعمها ويشد الشعر..وعصير ثمره الناضج مع السكر يزيل اللهيب والعطش شربا. ونوى السدر اذا دهس ووضع على الكسر جبرهواذا طبخ حتى يغلط ولطخ على من به رخاوة والطفل الذي ابطأ نهوضة اشتدسريعا.ويقول التركماني عن السدر "للسدرلونان، فمنه غبري، وهو الذي لا شوك له، ومنه ضال وهو ذو الشوك. وقيل الضال ما ينبت في البراري والغبري ما ينبت على النهار.. وثمره النبق. والنبق نافع للمعدة، عاقل للطبيعة، ولا سيما اذا كان يابسا واكله قبل الطعام، لانه يشهي الاكل. واذا صادف النبق رطوبة في المعدة والامعاء عصرها فاطلقت البطن، والنبق الحلو يسهل المرةالصفراء المجتمعة في المعدة، ويضيف التركماني: اجود السدر اخضره، العريض الورق،دخانه شديد القبض، وصمغه يذهب الحرار ويحمر الشعر.. الورق ينقي الامعاء والبشرةويقويها، ويعقل الطبع ومجفف للشعر ويمنع من انتشاره وينضج الاورام والجرعة من هذاالورق درهم".ويقول ميلر في السدر "ان الثمرة بالكامل تؤكل بما في ذلك النواة، وان الأهالي في عمان يسحقون كمية من هذه الثمار ليحصلوا على نوع من الجريش، يؤكل اما نيئا واما بعد طبخه في الماءوالحليب او مخيض الحليب. والثمار تؤكل ليس كغذاء فقط، ولكنلخصائصها الطبية، اذ أنها تنظف المعدة وتنقي الدم، وتعيد الحيوية والنشاط الىالجسم، كما ان تناول كمية كبيرة من الثمار يدر الطمث عن النساء وقد يؤدي الى الاجهاض. كما تستخدم الأوراق المهروسة او المطحونة كمادة لتنظيم الجسم اوالشعر، ويقال ان الشعر المغسول بهذه الاوراق يصبح ناعما ولامعا جدا. كما يستخدممهروس الاوراق في عمل لبخات لعلاج المفاصل المتورقةوالمؤلمة".اما في السعودية فيقول عقيلورفاقهفي نبات السدر "ان الخلاصات المحضرة من قشوره وجذوره وساقه تستعملعلاجا في الحمى، واضطرابات المعدة، والتهابات الحلق والقصبة الهوائية، كما تستعمل الاوراق لعلاج اضطرابات الجلد والجروح".ويقول شاه ورفاقه ان الاهالي في السعودية يستعملون نبات السدر في علاج الكثير من الأمراض منها استعمال القلف والثمار الطازجة في علاج الجروح والامراض الجلدية. كماتستخدم الثمار في علاج الدسنتاريا وتستخدم الاوراق للتخلص من الديدان الحلقية.كانت اوراق السدر تستخدم على نطاق واسع لغسل الشعر في السعودية وما زال بعض السيدات يفضلن غسل شعورهن بالسدر فهو يقضي على الشقرة ايضا وملمع للشعر