بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}، وأولياء الله هم من عباد الله الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا، استقاموا في طاعة الله في القول والعمل فأدوا ما افترض الله عليهم من الواجبات واجتنبوا المحرمات وأكثروا من النوافل والطاعات.
يروى عن أحدهم أنه قال اشتهت والدتي يوما السمك فمضى والدي لشرائها وأنا معه فاشترى سمكة وانتظر من يحملها له فرأى صبيا فأقبل الصبي فقال يا عم أتريد من يحمل لك .
فقال أي نعم فحمل لنا ومشى معنا فسمعنا الأذان فقال الصبي أذن المؤذن وأنا أحتاج للوضوء والصلاة فقلنا نعم فوضع الصبي السمكة بين أيدينا ودخل المسجد فقال أبي فنحن أولى أن نتوكل على الله تعالى في السمكة.
فتركناها خارجا ودخلنا المسجد وصلينا وصلى الصبي فلما خرجنا إذا السمكة موجودة في مكانها فحملها الصبي ومضى معنا إلى دارنا فذكر والدي ذلك كله لوالدتي .
فقالت قل له أن يقعد ليأكل معنا فقال له أنا صائم فقال له أبي تعود إلينا وتفطر عندنا فقال الصبي ادخل المسجد إلى المساء ثم أدخل عليكم ومضى ولما أمسينا دخل الصبي وأكلنا فلما فرغنا دللناه على موضع التطهر ورأيناه يؤثر الخلوة فتركناه في غرفة وحده يصلي وكان في بيتنا إمراة زمنة عاجزة عن المشي فلما كان في بعض الليل جات تمشي فسألناها عن حالها .
فقالت قلت يا ربي يا ربي بحرمة ضيفنا عافني فقمت فمضينا نطلب الصبي في غرفته التي تركناه فيها إذ الأبواب مغلقة ولم نجد الصبي رضي الله عنه فذهبت إلى معروف الكرخي وأخبرته القصة فقال منهم كبير ومنهم صغير أي من أولياء الله تعالى نسأل الله العلي القدير أن يمن علينا ويجعلنا من الذين لا خوف عليهم ولا يحزنون لنخرج من هذه الدنيا سالمين غانمين.