رتب بعض الصحابة والعلماء على هذه الآية أموراً عظيمة جسيمة من دلالات اللفظ ولوازمه، من مثل قول ابن عباس رضي الله عنها: "من كان مقيماً على الربا لا يَنْزِعُ عنه فحق على إمام المسلمين أن يستتيبه، فإن نزع وإلا ضرب عنقه". وقال قتادة رضي الله عنه: "أوعد الله أهل الربا بالقتل فجعلهم بهرجاً أينما ثقفوا". وقال ابن خُوَيْز منداد: "ولو أن أهل بلد اصطلحوا على الربا استحلالاً كانوا مرتدين، والحكم فيهم كالحكم في أهل الردة. وإن لم يكن ذلك منهم استحلالاً جاز للإمام محاربتهم، ألا ترى أن الله تعالى قد أذن في ذلك فقال: (فأذنوا بحرب من الله ورسوله)"؟. قال القرطبي: وقيل: "إن المعنى إن لم تنتهوا فأنتم حرب لله ورسوله، أي أعداء" (تفسير القرطبي 3-235) ومن فقه مالك في هذه الآية ما يلي: "ذكر ابن بكير قال: جاء رجل إلى مالك بن أنس يرحمه الله فقال: يا أبا عبدالله، إني رأيت رجلاً سكراناً يتعاقر، يريد أن يأخذ الخمر، فقلت: امرأتي طالق إن كان يدخل جوف ابن آدم أشرَّ من الخمر. (أي إذا كان يوجد شيء أكثر شراً من الخمر فامرأتي طالق). فقال: ارجع حتى أنظر في مسألتك، فأتاه من الغد فقال له: ارجع حتى أنظر في مسألتك، فأتاه من الغد فقال له: امرأتك طالق، إني تصفحت كتاب الله وسنة نبيه { فلم أر شيئاً أشر من الربا، لأن الله أذن فيه بالحرب". ا.ه.
ولذا أجمع الفقهاء على أن الربا من الكبائر للآيات المذكورة ولأن النبي { لعن فيها أربعة. قال جابر رضي الله عنه: "لعن رسول الله { آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه" (رواه مسلم). ويلحظ أن الآية الكريمة لم تحدد نوع الحرب، فجاء لفظ "حرب" منكراً زيادة؛ في التشنيع والتهويل فيشمل الحرب الاقتصادية أو الاجتماعية أو غير ذلك. وقد زاد من تعظيم شأن هذه الحرب نسبتها إلى اسم الله الأعظم ورسوله {، واعتبار الربا من باب الظلم والظلمات في الدنيا والآخرة.
ابعدنا الله واياكم عن الربا وابعده عنا
اللهم عوضنا بحلالك عن حرامك