بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنّ محمّدًا عبده ورسوله صلوات الله وسلامه عليه وعلى كلّ رسول أرسله.
أما بعد عباد الله فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله العليِّ العظيم القائل في كتابه العزيز: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللهِ وَءايَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ} سورة التوبة.
اعلموا إخوة الإيمان أنّ سبّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وانتقاصه كفر والعياذ بالله، ويكون صاحبه كافرًا خارجًا من دين الإسلام بالإجماع، وحكم مَن ينكر ذلك أو يشكّ فيه أنه يكفر، قال الله تعالى في كتابه الكريم:{مَن كَانَ عَدُوًّا للهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ}سورة البقرة.
فلذلك نحذِّركم أحبابنا الكرام في خطبتنا اليوم من عبارة يردّدها البعض وهي : وحياة النبي كيكي، أو وحياة النبي تنكة فهذا تنقيص لمنصب النبوة والعياذ بالله تعالى.
فمن كذّب رسولاً أو نقّصه أو حقره فقد ارتد ويجب عليه العود فورًا إلى الإسلام بالنطق بالشهادتين والإقلاع عمّا وقعت به الردة ويجب عليه الندم على ما صدر منه والعزم على أن لا يعود لمثله.
وقد قال القاضي عياض: مَن سبّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أو عابه أو ألحق به نقصًا في نفسه أو نَسَبِهِ أو دينه أو خصلة من خصاله فقد كفر،
اللهمّ احفظنا وارحمنا يا أرحم الراحمين وثبّتنا على القول الحقِّ يا ربّ العالمين .