بسم الله الرحمن الرحيم
سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز..
ما حكم إتيان الكهان و نحوهم.. و سؤالهم و تصديقهم؟
فأجاب. فقد شاع بين الناس ان هناك من يتعلق بالكهان و المنجمين و السحرة و العرافين و أشباههم لمعرفة المستقبل و الحظ و طلب الزواج والنجاح في الامتحان و غير ذلك من الأمور التي اختص الله سبحانه و تعالى بعلمها
كما قال تعالى " علم الغيب فلا يظهر على غيبه احد ا٢٦
إلا من ارتضى من رسول فانه يسلك من بين يديه و من خلفه رصدا٢٧
(الجن٢٧-٢٦
و قال سبحانه (قل لا يعلم من في السماوات و الأرض الغيب إلا الله و ما يشعرون ايان يبعثون ٦٥
النمل٦٥
فالكاهن و العرافين و السحرة و أمثالهم قد بين الله سبحانه و تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم ضلالهم و سوء عاقبتهم في الآخرة و أنهم لا يعلمون الغيب و إنما يكذبون على الناس و يقولون على الله غير الحق و هم يعلمون قال تعالى
"و ما كفر سليمان و لكن الشيطان كفروا يعلمون الناس السحر و ما انزل على الملكين ببابل هاروت و ماروت و ما يعلمان من احد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء و زوجه و ما هم بضارين به من احد إلا بإذن الله و يتعلمون ما يضرهم و لا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتريه ما له في الآخرة من خلق و لبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون ١٠٢
البقرة١٠٢
و قال سبحانه و تعالى " إنما صنعوا كيد سحر و لا يفلح الساحر حيث آتى" طه٦٩
و قال تعالى " و أحيانا الى موسى أن الق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون ١١٧
فوقع الحق و بطل ما كانوا يعلمون ١١٨
الأعراف ١١٨ -١١٧
فهذه الآيات و امثالها تبين خسارة الساحر و مآله في الدنيا و الآخرة و انه لا ياتي بخير و انه ما يتعلمه او يعلمه يضر صاحبه و لا ينفعه كما نبه سبحانه ان عملهم باطل و صح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال " اجتنبوا السبع الموبقات " قالوا وماهن يا رسول الله قال "الشرك بالله والسحر و قتل النفس التي حرم الله الا بالحق و اكل الربا واكل مال اليتيم و التولي يوم الزحف و قذف المحصنات الغافلات المؤمنات" متفق على صحته
و هذا يدل على عظم جريمة السحر, لان الله قرنه بالشرك و أخبر أنه من الموبقات و هي المهلكات , والسحر كفر لانه لا يتوصل اليه الا بالكفر كما قال تعالى " و ما يعلمان من احد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر "
و قد روي عن النبي صلى الله عليه و سلم " حد الساحر ضربة بالسيف " و صح عن أمير المؤمنين عم بن الحطاب رضي الله عنه انه أمر بقتل السحرة من الرجال و النساء , و هكذا صح عن جندب الخير الازدي أحد أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم وعن حفصة ام المؤمنين رضي الله عن الجميع , و عن عائشة رضي الله عنها قالت سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم ناس عن الكهان فقال
" ليسوا بشيء" فقال يا رسول الله انهم يحدثونا احيانا بشيء فيكون حقا, فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم " تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرها في اذن وليه فيخلطوا معها مائتة كذبة" رواه البخاري
وقال صلى الله عليه و سلم فيما يرويه ان عباس رضي الله عنهما " من اقتبس شعبة من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد من زاد " رواه أبو داود و إسناده صحيح
و للنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه " من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سر ومن سحر فقد أشرك ومن تعلق شيئا و كل اليه"
و هذا يدل على أن الساحر شرك بالله تعالى كما تقدم,و ذلك لانه لا يتوصل اليه الا بعبادة الجن و عبادتهم شرك بالله عز و جل
فالكاهن من يزعم أنه يعلم بعض المغيبات و اكثر ما يكون ذلك ممن ينظرون في النجوم لمعرفة الحوادث أو يستخدمون من يسترقون السمع من شياطين الجن, كما ورد بالحديث الذي مر ذكره و مثل هؤلاء من يخط في الرمل أو ينظر في الفنجان أو في الكف و نحو ذلك و كذا من يفتح الكتاب زعما منهم أنهم يعرفون بذلك علم الغيب, و هم كفار بهذا الاعتقاد لانهم بهذا الزعم يدعون مشاركة الله في صفة من صفاته الخاصة به و هي علم الغيب و لتكذيبهم بقوله
" قل اعلموا من في السماوات و الارض الغيب الا الله " النمل ٦٥
و قوله " و عنده مفاتيح الغيب لا يعلمها الا هو" الانعام ٥٩
و قوله لنبيه صلى الله عليه و سلم " و لا أقول لكم عندي خزائن الله و لا اعلم الغيب و لا أقول أني ملك و لا اقول للذين تزدري اعينكم لن يؤتيهم الله" هود ٣١
و من أتاهم و صدقهم بما يقولون من علم الغيب فهو كافر. لما رواه أبو داود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم يقول" من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم " و لما رواه أصحاب السنن و الحاكم و صححه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال " ومن أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه و سلم "
و روى مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه و سلم عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال" من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما"
و عن عمران بن حصين رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم " ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر له ومن أتى كاهنا فصدقه بما قال فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم " رواه البزار بإسناد جيد,
و بما ذكرنا من الأحاديث يتبين لطالب الحق أن علم النجوم و ما يسمى بالطبع و قراءة الكف و قراءة الفنجان و معرفة الحظ و ما شابه ذلك مما يدعيه الكهنة و العرافين و السحرة كلها من العلوم الجاهلية , التي حرمها الله و رسوله , و من أعمالهم التي جاء الإسلام بإبطالها و التحذير من فعلها أو إتيان من يتعاطاها و سؤاله عن شيء منها أو تصديقه فيما يخبر به من ذلك, لأنه من علم الغيب الذي استأثر الله به.
و نصيحتي لكل من يتعلق بهذه الأمور أن يتوب إلى الله و يستغفره و أن يعتمد على الله وحده و يتوكل عليه في كل الأمور مع أخذه بالأسباب الشرعية و الحسية المباحة,
و أن يدع هذه الأمور الجاهلية, و يبتعد عنها و يحذر سؤال أهلها أو تصديقهم طاعة لله و رسوله صلى الله عليه و سلم, و حفظا على دينه و عقيدته و حذرا من غضب الله عليه و ابتعادا عن أسباب الشرك و الكفر التي من مات عليها خسر الدنيا و الآخرة.
نسأل الله العافية من ذلك و نعوذ به سبحانه من كل ما يخالف شرعه أو يوقع في غضبه, كما نسأله سبحانه أن يوفقنا و جميع المسلمين للفقيه في دينه و الثبات عليه , و أن يعيذنا جميع المسلمين للفقيه في دينه و الثبات عليه , و أن يعيذنا جميعا من مضلات الفتن و من شرور أنفسنا ومسيئات أعمالنا, أنه ولي ذلك و القادر عليه
مرحلة ما بعد العلاج
و المريض معرض في هذه المرحلة لتجديد السحر لان كثيرا ممن يعملون السحر اذا شعروا بان المريض ذهب لاحد المعالجين للعلاج عادوا الى الساحر ليجدد لهم السحرمرة أخرى و لذلك يجب على المريض أن لا يعلم أحد بذلك.
و على كل حال تعطيه هذه التحصينات
أ. المحافظة على الصلاة في جماعة
ب. عدم سماع الاغاني و الموسيقى
ت. الوضوء قبل النوم و قراءة آية الكرسي
ث. البسملة عند كل شيء
ج. يقول بعد صلاة الفجر "لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد وهو على كل شيء قدير "مائة مرة
خ. لا يمر عليه يوم الا و يقرأ شيئا من كتاب الله عز و جل أو يستمع ان كان أميا
ح. مصاحبة الصالحين
د. المحافظة على أذكار الصباح و المساء