نور .. والراقصون على سن الشوكة
حسين الشريف
بقليل من الفطنة والتفكير، يلمس المشجع الاتحادي الغيور. بأن هناك أمورا غير كل الأمور تدار حول ناديه لا يعلم إلى أين تصل و أين تثور ؟ وبالتالى لابد لإدارة الاتحاد أن تضع الجمهور في الصورة أمام قضية قائد الفريق، ونجمه محمد نور؛ من منطلق الإيمان بوعي وإدراك الموقف من قبل ذلك الجمهور ،و أحقية مشاركته في قضايا النادي كما ينبغي على إدارة النادي التعامل مع الأحداث بشفافية عالية ومصداقية متناهية، على اعتبار أن قول الحقيقة نصف الحل ونصفها الباقي تكمن في القدرة الإدارية الناجحة على اتمامها وأعتقد بأن لاعبا بحجم محمد نور في أمس الحاجة أن يعرف جمهوره حقيقة معاناته التى أرهقته كثيرا. وعدم تركه وحيدا يواجه كل التيارات المناهضة له بدون دليل يرشده، أو حتى رأي يريحه أمام من أحبوه وحبهم. وعند سلك ذلك المسلك من الإدارة فإنه لا يبخس من الإبداع الإداري شيء، وإنما ينمي داخل الإدارة الاتحادية التعامل المثالي كمبدأ تسير عليه. وليكون ذلك نهجا مع القضايا بعيدا عن الغموض الذي لايولد إلا الشكوك ويفتح باب التأويلات أمام هواة الاصطياد في المياه العكرة لنادي الاتحاد، وبلا شك أن الدكتور خالد المرزوقي وبقية مجلس إدارته لديهم الشجاعة الكاملة في مواجهة المنعطفات المتوقعة في مسيرة الإدارة خلال المرحلة المقبلة، فلامانع أن يكون المعني بالأمر ( جمهور الاتحاد ) على اطلاع كامل بقضية نور لأن الأمور وصلت إلى مفترق طرق، ولا يوجد إلا خياران لا ثالث لهما إما أن يكون نور محقا أو غير محق، ومن الصعب تجاهل الحلول والبحث عن منطقة تسودها الضبابية لدفن الحقيقة بها؛ لأن ذلك ربما يفقد الإدارة الاتحادية توازنها أمام الرأي العام وهي الإدارة التى يتطلع الناخبون في قراراتها مايرسي ثوابت لا تقبل المزيدات فيها، ولطالما أن الإدارة مقتنعة بما سرد محمد نور من أسباب أحبطته وأبعدته وشوشت على تفكيره وأتعبته فلابد أن يكون للإدارة موقف صارم يحفظ لها قيمتها أمام اللاعبين، وذلك بوضع الآلية لحمايتهم للمحافظة عليهم، والتعامل معهم من منطلق سياسة لم الشمل الذى أعلن عنها رئيسها المنتخب، والمحافظة على مكتسبات الاتحاد ، وإذا لم تستطع الإدارة تحقيق ذلك فربما تجد في المدى القصير فريقا بلا نجوم والشواهد كثيرة فهناك أندية عملت تحت شعار « النادي أولا وأخيرا» فغادر النجم وتاهت البطولات.
كشفت القضية المفتعلة بذكاء بين محمد نور ومسقط رأسه الاتحاد، عن خيوط شائكة نسجت بعناية فائقة في الخفاء يتجاذب أطرافها أناس يهوون الرقص على ( سن الشوكة )بدهاء.
خاتمة
قال عمر بن عبد العزيز لجلسائه:
أخبروني من أحمق الناس ؟
قالوا: رجل باع آخرته بدنياه
فقال لهم عمر: ألا أخبركم بأحمق منه
قالوا: بلى
قال: رجل باع آخرته بدنيا غيره