تعد علاقة الزوجة مع أهل زوجها تحديًا كبيرًا لمعظم الزوجات الجديدات – وكثير من القديمات أيضًا – فهذه العلاقة غالبًا ما تخضع لشد وجذب وتوتر وهدوء قبل أن يفهم كل منهما الطرف الآخر ويتوصل إلى الأسلوب الأمثل للتعامل معه.
تبدأ نقطة التوتر مع شعور الزوجة – صدقًا أو توهمًا – أن سلوكها وتصرفاتها وحركاتها وأسلوبها موضع مراقبة أو نقد من أهل زوجها، وشعور أهل الزوج أن هذه العروس جاءت لتخطف ابنهم منهم وتقطع صلته بأهله.
فكثير من الأمهات يشعرن مع زوجات أبنائهنَّ بأنهن قد فقدنهم، وكثيرًا ما يتحول هذا الشعور إلى سلوك مرضي، وقصص الأمهات في ذلك كثير، فبعضهنَّ تدعي المرض للإبقاء على الابن قريبًا، وبعضهن تحرص على عدم تزويج الابن من فرط شعورها بالفقد لو تزوج.
أيا كانت مخاوف الأهل – لاسيما الأمهات – من فقد ابنهن بعد الزواج واستئثار الزوجة به ، حقيقية كانت أم متوهمة، فلابد أن تتعاملي معها بجدية، وأن تشعريهم أن زواج ابنهم أضاف للأسرة ابنة جديدة ولم يخطف منها شابًا.
الاختلاف من سنن الحياة
أما شعورك بأنك تحت المراقبة من قبل أهل زوجك فلا يجب أن يدفعك إلى الارتباك، بل إلى الحذر لا أكثر بأن تفكري في فهمهم لهذا السلوك أو ذاك، أو حتى تبادري بشرحه لهم، وليس ذلك تقليلاً من شخصيتك أو انتقاصًا من استقلالك بقدر ماهو محاولة منك ليفهموك على حقيقتك ولا يسيئوا تفسير بعض ما يرونه منك من تصرفات، وفي كل الأحوال لا تتوقعي منهم أن ينظروا للأمور كما ترينها أنت، واقبلي الاختلاف بينكم في ذلك، فهذا من سنن الحياة.
إذا كنت تسكنين مع أهل زوجك فاحرصي على الإحسان إلى أمه وصداقة أخواته والتقرب منهنَّ وإشعارهنَّ بأنك قد أصبحت واحدة من العائلة، أما إذا كنت تعيشين في سكن مستقل فاحرصي على مداومة الزيارة بصفة منتظمة وليس في المناسبات فقط، حتى لا يشعر أهل زوجك أنك خطفت ابنهم، وفي مناسبات العائلة احرصي أنت وزوجك على أن تكونا أول الحاضرين والمشاركين في السراء والضراء.
حتمية الخلاف
مهما كانت علاقتك بأهل زوجك من حيث المودة والمتانة فلابد أن يقع بينكم خلاف، إذا عرفت ذلك واستعددت له أمكنك معالجة الأمر بهدوء وعقلانية، أما إذا كنت ممن يعتقدن أن علاقتها بأهل زوجها أصبحت سمنًا على عسل ولن تعرف المشكلات لها طريقًا، فإن ذلك قد يربكك مع أصغر مشكلة تظهر لك على الطريق.
إن معاناتنا في الحياة لا تتوقف على المشكلات التي تواجهنا، بل على طريقتنا في معالجة تلك المشكلات وأول ما يجب عمله في مواجهة أية مشكلة تظهر مع أهل زوجك أن تستبعدي مبدأ الاستقواء بزوجك على أهله أو تحريضه عليهم، حتى ولو كانت حجتك قوية، وخطؤهم ظاهر، إذ يجب أن يكون منهجك في التعامل مع المشاكل هو حلها لا إدانة الطرف الآخر فيها، فتلك الإدانة أو السعي إليها غالبًا ما تزيد الطين بلة وتزيد المشكلة تعقيدًا.
إما أنا أو أهلك !!!
وإذا كان عليك ألا تسعي إلى إدانة أهل زوجك وتخطئتهم في أي مشكلة تظهر بينكم فمن باب أولى ألا تلومي زوجك لتصرف صدر من أهله، أو تضعيه أمام الاختيار المر الذي تلجأ إليه كثير من الزوجات الحمقاوات (إما أنا أو أهلك)، وفي المقابل إذا حدث خلاف بين زوجك وأهله فاحرصي على أن تكوني رسول سلام بينهم، ولا تستغلي الفرصة لتوغري صدره تجاه أهله أو تؤكدي صدق شكواك منهم، فخلاف زوجك مع أهله سيزول آجلاً أم عاجلاً، ويبقى في ذهنه سلوكك أنت أثناء ذلك الخلاف.
وأخيرًا ضعي نفسك مكان أم زوجك وعامليها كما تودين أن تعاملك زوجة ابنك في المستقبل.
إن كثيرًا من الزوجات لا يعترفن بخطأهنَّ تجاه أم الزوج إلا بعد أن يتزوج أبناؤهنَّ ويعشن التجربة بأنفسهنَّ فيدركن أنهنَّ قسون على أم الزوج التي تكون غالبًا في عداد الأموات وتنقطع الفرصة في التكفير عن الأخطاء.