بسم الله الرحمن الرحيم
إن من سلك سبيلَ الصحابة ولم يتبع هواه ورضِي بأحكامِ الشرعِ المنصوصِ عليها في القرآنِ والحديثِ النبوي يُعدُّ من الفِرقة الناجية لأنه سلك سبيل النجاة ودرب الهدى. وأما الفِرق التي انحرفت عن النهج القويم وصدوا عن السبيل الذي وضعه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يرضوا بالقرآن الكريم دستوراً فليسوا عند الله مؤمنين وقد حذر النبي من مجالسة أهل البدع والاستماع إلى كلامهم كالذين يقولون " القرآن جاء للصحراء ومنذ أربعة عشر قرناً ولا ينفع للقرن العشرين فلنا رأينا في الربا والخمر والخنزير وهي حلال برأينا ".
وهم ممن ينتسبون للإسلام بالاسم وهو منهم بريء.
فالحذر الحذر من مجالسة المفتون الذي يتبع هواه فهذا إما أن يصيبك شيء من فتنته ويعود عليك بالضرر وإما أن يؤذيك قبل أن تُفارقه ولا عذر لمن رَضِيَ بكلامه ولو كان جاهلاً.
فابحث، أخي المسلم، عمن تأخذ عنه دينك ولا تتهاون في تلقي عِلمِ الدين لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " طلب العلم فريضة على كل مسلم ". رواه البيهقي.
فإن العلم يساعدك على تجنب البِدعة الممقوتة ويحثك على أن تتمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وأن تعض عليها بالنواجذ فقد قال سيدنا علي رضي الله عنه " الناس ثلاثة، عالم رباني ومتعلم على سبيل نجاة وهَمَجٌ رَعَاعٌ أتباعُ كلِّ ناعقٍ يميلون مع كل ريح ".
إنّ سيدنا علياً رضي الله عنه يوضح أن الناس على ثلاثة أحوال : إما عالم صادق يعملً بعِلمه ويعلِّمُ الناسَ الحقَ يرجو رحمةَ ربه ويخشاه ويزهدُ في الدنيا ولا يهوى منصباً ولا جاهاً، وإما طالب علم لا يرضَى بالجهل يريد بذلك الفوز برضوان الله والنجاة من عذابه، أو هَمَجٌ رَعَاعٌ يتبعون كل ناعِقٍ يميلونَ مع كل ريح لا يتعلَّمون ولا يبحثون عن نجاتهم بل يهتمون للدنيا فقط.
أخي المسلم، لا تكن من الصنف الثالث بل كن طالباً للعلم سائراً على درب الحق والرشاد.
اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من المتعلمين المعتصمين بكتابك وسنة نبيك المصطفى صلى الله عليه وسلم.