السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
العرب استخدموا حرفي الألف واللام في بداية الأسماء لتدل على أنه هذا الاسم معرفة وليس نكرة0
ولماذا هذا الاختيار للألف واللام؟! وما سر هذا الاختيار؟!
الألف أحد الحروف الهجائية الدال على الامتداد المنفصل، ولها صورة واحدة، أما الهمزة فهي للامتداد المتصل، سواء كتبت على حرف مد، أو منفردة على السطر0
واللام أحد الحروف الهجائية الدال على شدة القرب والالتصاق، أينما كان موقعها؛ في أول الكلمة، أو وسطها، أو آخرها0
والشيء المعرف غير النكرة يجب أن يتصف بصفتين أساسيتين؛
أولاهما: أن يكون مستقلاً بنفسه منفردًا عن غيره، حتى لا يختلط بغيره، فتذهب بعض صفاته، أو يختفي بعض جوانبه، وهذه الصفة يدل عليها حرف الألف0
وثانيهما: أن يكون شديد القرب فلا يكون هناك شيء آخر يفصله عنك فيحجبه أو يحجب بعضه، وهذه الصفة يدل عليها حرف الللام0
لذلك عند إضافة الألف واللام في بداية الاسم يعرفنا ذلك أن هذا الاسم معرفة وليس بنكرة، وإذا أردنا تنكيره أسقطنا الألف واللام من أوله0
واسم الجلالة (الله) في أوله الألف واللام، وهي علامة على أن اسم الجلالة معرفة، لكننا لا نستطيع أن ننزع من اسمه الألف واللام، ويبقى بعد ذلك اسم دال على نكرة 000 وهذا بيت القصيد 0
لماذا؟ لأن الله لا يصح أن يكون نكرة في أي حال من الأحوال 000 لذلك كانت الألف واللام جزء من اسم الله لا تنفك عنه0
والله تعالى منفرد بذاته عن كل شيء، والله تعالى لا يفصل بينه وبين خلقة شيء، فهو مع انفراده شديد القرب من كل عباده، فكانت الألف واللام بيان لهذا الواقع0
وقد أسقطت الألف التي في وسط اسم الجلالة ليبقى حروف اسمه الله متصلة غير مجزاة؛ لأن الله واحد أحد صمد لا يتجزأ ولا يتعدد0
ومن قواعد كتابة الألف وحذفها في وسط الأسماء أن الاسم إذا كان له نظائر أثبتنا الألف حتى يدل على تميزه عند مقارنته مع غيره، وإذا لم يكن له نظير أسقطت الألف؛ لأن المقارنة أسقطت بسقوط النظائر، والله سبحانه تعالى هو الواحد الأحد الذي ليس له نظير وليس كمثله شيء0
وكذلك أسقطت الألف من اسم الرحمن لأنه لا رحمان إلا الله 000 هذه بعض أسرار كلماته الخالدة في الدنيا والآخرة0