بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجنة دار السلام
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
الجنة دار السلام
قال الله تعالى: { يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ}(الزخرف).
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إني لأعلم آخرَ أهل النارِ خروجاً منها وآخرَ أهلِ الجنةِ دخولاً الجنةَ رجلاً يخرج من النار حَبْوَاً فيقول الله عز وجل له: إذهبْ فادخل الجنة.
فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى فيرجع ويقول: يا رب وجدتُها مَلأَى فيقول اللهُ عزَّ وجلَّ " إذهب فادخل الجنة" قال فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى فيرجع فيقول: يا رب وجدتها ملأى.
فيقول الله " إذهب فادخل الجنة فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها أو إن لك عشرة أمثال الدنيا” قال (ابن مسعود) : لقد رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بَدَتْ نَواجِذُه. قال (ابن مسعود) فكان يُقال ذاكَ أدنى أهلِ الجنةِ منزلةً " متفق عليه.
نعيم الجنة حسي
يجب الايمان بأن الجنة دارُ نعيمٍ حسيٍ أي فيها نعيم حقيقي ملموس وشراب ملموس. وفيها أنهار من عسلٍ مُصَفَّى وأنهار من حليب وأنهار من ماء لا يتغير طعمه من طول المكث فيه. وفيها أنهار من خمر لكنه ليس كخمر الدنيا فلا يُخْبِلُ العقلَ وليس نَجِسَاً.
يصير المؤمنون في الجنة بطول آدم عليه السلام.
والواحد من أهل الجنة يكون ابن ثلاث وثلاثين ولكن بلا لحية حتى الأنبياء. وإذا كان له أقرباء مؤمنون فإنه يراهم متى ما تمنَّى ذلك في الجنة.
أما من مات من أقربائه على الكفر فإنه لا يشتاق إليهم ولو كان أباه أو أمه لأنه يكون مشغولاً بالتلذذ بالنعيم الذي كان موعوداً به.
ثم إنه لا يوجد عزوبة في الجنة حتى الولد الذي مات وهو ابن يومه يدخل الجنةَ ويتزوجُ فيها والأنثى يُزوّجُها اللهُ بمن شاءَ من الذكور.
وليس ذلك خوفاً من الزنى إنما هو نعيم أنعم الله فيه عليهم.
ويُفهم من الحديث أن الناس على درجات هناك لأنه ورد أن الشهيد يتزوج اثنين وسبعين من الحُور العِين.
وورد أيضاً أن للمؤمن في الجنة خيمةً من لؤلؤةٍ مُجَوَّفَةٍ إرتفاعها ستون ميلا في السماء للمؤمن فيها أهلون أي أزواج.
اللهم إنا نسألك أن تميتنا على كلمةِ لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله وأن تجعلنا من أهل الجنة بفضلك يا أرحم الراحمِين.