أزواج.. خارج المنزل!!

يشتكي الكثير من النساء من أن الزوج يقضي معظم وقته خارج المنزل لدى أصدقائه وأقاربه مفضلاً صحبتهم على صحبة زوجته وأطفاله، وقد أصبحت هذه المشكلة ظاهرة منتشرة تعاني منها الكثير من الأسر؛ مما يؤثر على نفسية الزوجة والأطفال ويسبب لهم الألم والتعاسة.

ترى ما هي أسباب هذا الهرب وما هي طرق علاجه؟

ماذا تقول الزوجات؟

تقول "أم أنس": في بداية زواجنا كنا نعيش حياة سعيدة، وكان زوجي لا يخرج من المنزل إلا نادراً، وحتى حين يخرج يعود سريعاً ولا يتأخر خارج المنزل. ولكن بعد مرور سنوات بدأ خروجه يكثر، وأصبح يسهر ويتأخر كثيراً، وأطفاله لا يرونه إلا نادراً، وكلما طلبت منه البقاء معنا قليلاً تعذر وتحجج بإزعاج الأطفال، وحتى حين يجلس فإنه يكون غاضباً ومتجهم الوجه!

ولـ"أم سارة" مشكلة مشابهة فهي تقول: زوجي يخرج طوال الوقت مع أصدقائه للبر، وأحياناً يبقى لعدة ليال، وحين أطلب منه البقاء في المنزل، فإنه يبقى لكنه يدعو أصدقاءه للبيت؛ مما يزيد من همي فأتمنى لو لم أطلب منه ذلك!

أما "أم ريم" فتقول: زوجي متعود على السهر مع أصدقائه، وحين يخرج بنا للفسحة يكون غالباً مستعجلاً ليكمل سهرته معهم! لقد مللت فعلاً من هذا الوضع، وكثيراً ما أبكي بسبب ذلك لكن ماذا أفعل؟

وتقول "سهاد ص": فوجئت بعد عودتنا من شهر العسل بأن زوجي يخرج يومياً ولساعات طويلة خارج المنزل، فلما حاولت أن أطلب منه الجلوس قال لي: اطلبي ما تريدين إلا هذا فأنا لا أستطيع الاستغناء عن أصحابي.!

أما "أم سليمان" فتقول: زوجي يبقى في المنزل وجاراتي يحسدنني على ذلك.. ولكنه دائماً في الملحق الخارجي ومع أصحابه وضيوفه، فهو موجود في البيت اسماً فقط.. لكنه بعيد عنا طوال الوقت.

وتقول "م.ش": إنها مشكلة كبيرة فعلاً.. أن لا يجلس الزوج في البيت، كما هو حال زوجي العزيز؛ فهو لا يجلس في البيت إلا إذا كان مريضاً ـ لا قدر الله ـ أو هناك ظرف صعب وغيره.. إنني أتمنى لو يجلس ويتحدث معنا ومع أطفاله لكنه لا يبقى إلا للنوم ثم يخرج سريعاً.

ماذا يقول الرجال؟

"خالد. ر" يقول: كيف تريدون مني البقاء في البيت حيث لا أسمع سوى التذمر والشكوى من زوجتي، بالإضافة لصراخ الأطفال وإزعاجهم؟! أشعر أنني لو بقيت في البيت فقد أُصابُ بالجنون!

"عبدالعزيز ع": الحقيقة ليس هناك سبب واضح، فأنا أستمتع بالجلسة مع أصدقائي؛ فأحاديثهم شيقة وممتعة، بينما لا أسمع من زوجتي سوى أخبار النساء السخيفة، كما أنني حين أجلس مع أصحابي أتناسى همومي.

ويوافق "أ. ن" على رأي عبدالعزيز فيقول: أشعر أن الخروج مع الأصدقاء فيه متعة حيث أنسى هموم البيت والعمل والتحدث في مختلف المجالات، بينما حين أجلس مع زوجتي أشعر بالملل كما أنها تذكرني بالفواتير والالتزامات الاجتماعية ومشاكل الأطفال وغيرها.

أما "سعود ح" فيقول: أنا لا أجلس كثيراً في البيت؛ لأنني أشعر أنني غير مرغوب بي هناك، فحين أجلس أسمع صراخ زوجتي وبكاء الأطفال، ولا أجد من يتفرغ للجلوس معي بهدوء؛ فزوجتي دائماً مشغولة ومتعبة والأطفال مشغولون بالدراسة أو اللعب!

"أبو شهد" يقول: لا أريد أن أضع اللوم على زوجتي؛ فهي تهتم بي وببيتها، ولكن بصراحة لا أجد لديها الأحاديث الممتعة التي تشدني مثل أصحابي، فهواياتها واهتماماتها مختلفة تماماً عني، فأنا مثلاً أحب الحاسوب ومحترف فيه، كما أحب الحديث حول أخبار الأسهم والاقتصاد.. وزوجتي لا تعرف شيئاً أبداً في هذه الأمور، لذا أشعر بالملل والتكلف حين أتحدث معها على العكس من أصحابي الذين أتبادل معهم الحديث حول المواضيع التي تهمني.

أسباب الخروج من المنزل

هناك عدة أسباب تدفع الرجل للخروج من المنزل، منها ما هو مرتبط به شخصياً، ومنها ما هو مرتبط بالزوجة، ومن الأحاديث السابقة يمكننا استنتاج العديد من الأسباب منها:

1- عدم وجود الحب والألفة بين الزوجين.
2- سعي المرأة للسيطرة على زوجها والاستحواذ عليه؛ مما يجعله يرغب في الهرب منها.
3- الفوضى في البيت وعدم الحرص على النظافة والترتيب.
4- عدم توفر جو الهدوء والسكينة في البيت.
5- عدم اهتمام الزوجة بمظهرها وبطريقة تصرفاتها وكلامها مع زوجها.
6- الإزعاج الناتج من وجود الأطفال وعدم تعويدهم على احترام وجود الأب في البيت.
7- مواجهة الزوجة لزوجها بالمشاكل والطلبات مما يقلقه ويوتره.
8- عدم وجود اهتمامات مشتركة لدى الزوجين.
9- عدم احترام الزوجة لزوجها عموماً وعدم إشعاره بالأهمية في البيت.
10- تعود الزوج على الخروج دون علاج هذه المشكلة من قبل الزوجة.
11- وجود ظروف خارجية: (ضغط عمل، التزامات أسرية، سفر..).

زوجات ناجحات:
وقبل أن نطرح حلول هذه المشكلة، لنستمع إلى تجارب بعض الزوجات اللاتي نجحن في علاج هذه المشكلة لدى أزواجهن..

أفضل أصدقائه

"هيفاء ع": حاولت منذ بداية زواجي أن أكون الزوجة والصديقة في نفس الوقت لزوجي، فحرصت على الاهتمام بهوايات زوجي، وحين عرفت أنه يحب الرحلات البرية، تعمقت في هذا الموضوع حتى عرفت الكثير عن ذلك، فأصبحت أعرف أسماء الأماكن التي يحبها بالتفصيل والمعالم الجغرافية الموجودة فيها وما قيل حولها وغير ذلك، كما حاولت أن أعرف كيفية عمل جهاز كشف المواقع وقرأت عنه.. حتى النباتات البرية أصبحت أعرفها جيداً وأنواعها وأماكن تواجدها... فلما شعر بأنني أحرص على مشاركته في ميوله واهتماماته ومعرفة الجديد عنها أصبحنا نتبادل الأحاديث الشيقة حتى أشعره بالمتعة والسعادة!

حين ساد الهدوء عاد!

"أم راكان": في بداية زواجنا لم يكن زوجي يخرج كثيراً، لكن بعد فترة بدأ يتعود على الخروج، فكنت أبكي وأغضب وأتشاجر معه؛ لأني أريده أن يبقى معي طوال الوقت، لكنه استمر في الخروج بل ازداد. فقررت أن لا أصر عليه فتركته، وبالفعل لم أعد ألومه على تأخره وصرت أتعامل معه بهدوء وحين يعود يجد البيت مرتباً وطفلي نائماً.. وصرت أهتم ببيتي أكثر وبراحته ورضاه وأنا أدعو الله أن يتغير. وبالفعل بعد فترة حين أصبح يشعر بالراحة فعلاً في البيت وشاهد كم أنا هادئة وراضية أصبح يسألني إن كنت أريد الخروج معه لأي مكان.. وشيئاً فشيئاً بدأ يجلس أكثر في البيت حتى انقطع عن زيارة أصدقائه إلا قليلاً.

أين المشكلة؟

"فاطمة سعود": لماذا نحاول نحن النساء دائماً أن نجعل الرجل ملكاً لنا وحدنا؟ من حق الرجل أن يكون له أصدقاؤه ومن حقي أن تكون لي صديقاتي!

لقد اتفقت أنا وزوجي منذ أول ارتباطنا أن لا نغار من الأصدقاء، لكننا نظمنا الأمر، فحتى لا تحدث مشاكل خصصنا يوم الخميس بالكامل ليخرج فيه مع أصدقائه، وأنا مع أهلي، أما في باقي أيام الأسبوع فيمكنه الخروج وقتما يشاء على ألا يتأخر كثيراً.

وحين يخرج مع أصدقائه أستغل أنا الوقت لتنظيف البيت والاهتمام بمظهري أو القراءة وغير ذلك، والحمدلله لا أشعر بالملل ولا الضيق ولا أصنع مشكلة من هذا الأمر.

(14) طريقة تجذب زوجك للبقاء في البيت:

ضعي في تفكيرك دائماً: "إذا كان خروجه يجعله سعيداً.. فلماذا أقف أنا أمام سعادته؟!" دعيه يخرج طالما هو يشعر بالسعادة.. والطريقة الوحيدة والصعبة أمامك لتبقيه في البيت هي أن توفري له سعادة تنافس سعادة خروجه من المنزل، إذن لا تحاولي أبداً إجباره على الجلوس في المنزل؛ لأن ذلك سيدفعه للهروب أكثر.. فقط اعملي في صمت على جذبه للبيت من خلال النصائح التالية:

1- وفري له المكان المناسب للجلوس؛ فحافظي على البيت مرتباً نظيفاً كواجهة بهية، واحرصي على الروائح الطيبة في البيت.

2- وفري الجو المناسب؛ فاحرصي على أن يكون المكان الذي سيجلس فيه هادئاً بعيداً عن مؤثرات الإزعاج.

3- عودي أطفالك على احترام وجود والدهم في البيت بأن يحافظوا على الهدوء، أو شجعيهم على ممارسة لعبة مسلية أثناء وجوده، وإذا كان لديك رضيع فنظمي مواعيد نومه قدر الإمكان بحيث يكون نائماً أو هادئاً في وقت تواجد والده.

4- تخيلي أن زوجك ضيف وعليك معاملته باحترام ومراعاة رضاه وسعادته بكل الوسائل لكي يشعر بالراحة في البيت.

5- لا تستقبلي زوجك بالحديث عن المشاكل وما حصل من أحداث سيئة خاصة إذا كان ذلك سيزعجه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت.

6- أظهري حبك واحترامك لزوجك من خلال حديثك معه؛ فهذا يشعره بالمتعة ويسعده حتى لو لم يعبر عن شعوره.

7- اعرفي اهتماماته وميوله، وحاولي التعمق فيها ومعرفة الجديد من أخبارها، حتى يمكنك تبادل الحديث معه حولها.

8- جهزي لزوجك الأحاديث الجميلة التي تودين قولها، كأن تقرئي شيئاً من قصص التاريخ أو الأخبار الطريفة وغير ذلك ليستمتع زوجك بسماعها منك، وحتى يكون حديثك عذباً وممتعاً معه.

9- حاولي التجديد في البيت قدر الإمكان بتغيير أماكن الأثاث وإضافة اللمسات البسيطة التي تمنح المكان جمالاً متجدداً.

10- أعدي له الأطعمة الخفيفة والمشروبات التي يحبها وفاجئيه بها أثناء جلستكم.

11- كوني متسامحة وتغاضي عن أخطائه أو جفائه، ولا تفسدي الجلسة باللوم والعتاب على ما فات؛ بل بيني له فرحك وسعادتك الغامرة بجلوسه في البيت وسيشعر بالخجل.

12- اهتمي بمظهرك أمامه بطريقة بسيطة، فالملابس الرثة تعطي إشارة للزوج بأنك غير مهتمة به، والمبالغة في الزينة تشعرك بالغيظ فيما لو لم يهتم بك.

13- لا تصرخي أو تعاملي الأولاد بجفاء وغضب أمامه، فهذا يشعره بأنك متوترة وغاضبة ولا تريدينه في البيت.

14- احتسبي الأجر في كل ما تفعلينه وتذكري أنك مأجورة بإذن الله على ذلك، وأكثري من الدعاء له وتحري أوقات الاستجابة.