هاجم حشد غاضب مركزا لعلاج المصابين بداء إيبولا في غينيا الجمعة، واتهموا العاملين فيه بجلب الوباء القاتل إلى مدينتهم، بينما سجلت مالي المجاورة أولى حالات إصابة محتملة بالفيروس الذي ينتشر في أنحاء عديدة من غرب أفريقيا.
ولقي أكثر من تسعين شخصا حتفهم في غينيا وليبيريا، في حين حذرت منظمة 'أطباء بلا حدود' من أن المرض قد يتحول إلى جائحة لم يسبق لها مثيل بهذه المنطقة الفقيرة من القارة الأفريقية والتي تفتقر إلى خدمات صحية جيدة.
وقال المتحدث باسم المنظمة إن حشداً من الناس هاجم مركزا لعلاج المرض بمدينة ماسينتا التي تقع على بُعد 425 كلم إلى الجنوب الشرقي من العاصمة الغينية كوناكري.
وأضاف سام تايلور أن منظمته أخلت موظفيها وأغلق المركز، وأنها تعمل مع السلطات سعياً لإيجاد حل لهذه المشكلة واستئناف علاج المصابين مرة أخرى بأسرع وقت ممكن.
ويقتل هذا النوع من فيروس إيبولا الذي ظهر في غينيا كوناكري 90% من المصابين، ويعد من أشد الأنواع فتكاً بضحاياه.
وفي هذه الأثناء، قالت السلطات الطبية في مالي إنها تشتبه في إصابة ثلاثة أشخاص بفيروس إيبولا وإنها عزلتهم، وأرسلت عينات إلى الولايات المتحدة لتحليلها.
وفي موريتانيا غير البعيدة، اتخذت السلطات جملة من الإجراءات الوقائية بعد الإعلان عن عشرات الوفيات بسبب الفيروس في عدد من الدول الأفريقية.
وعُززت الرقابة على المنافذ الحدودية رغم عدم رصد أي إصابة بالمرض في البلاد. كما خصصت السلطات الموريتانية خطاً هاتفياً للإبلاغ عن أي حالة مشتبه فيها.
وقال جان بيير بابتيست (ممثل منظمة الصحة العالمية بموريتانيا) إن الطواقم الطبية هي الأكثر تعرضاً للخطر لأنها تباشر المرضى، مشيراً إلى أن نواكشوط تقدمت بطلب الحصول على المعدات الطبية الضرورية للطاقم الطبي.
يُذكر أنه ليس لموريتانيا حدود مشتركة مع غينيا المهد الأول للمرض، لكنها حثت المسافرين على اتخاذ أقصى درجات الحذر، وكثفت الحملات الإعلامية للوقاية من العدوى بهذا المرض القاتل.
وفي تطور ذي صلة، قالت الخطوط الفرنسية إن إحدى طائراتها القادمة من غينيا وُضعت في الحجر الصحي في باريس ساعتين أمس الجمعة بعدما اشتبه طاقمها في احتمال إصابة أحد المسافرين على متنها بالمرض القاتل.
وكانت الصحة العالمية قد انتقدت في وقت سابق ضعف الجهود المبذولة لمحاصرة حمى إيبولا بغينيا، مقللة في الوقت نفسه من خطورة انتشار المرض، وذلك بعد يوم واحد من تحذير 'أطباء بلا حدود' من انتشار غير مسبوق للفيروس.
وذكر المتحدث باسمها غريغوري هارتل أن الفيروس سبق له أن انتشر بشكل أكبر بجمهورية الكونغو الديمقراطية وأوغندا في سنوات سابقة، وقال إن انتشاره الحالي 'لا يزال صغيرا نسبيا'.