تجولت في أنحائها في جو رائع , غائم , لم تشرق فيه الشمس إلا لحظات بسيطة , و كأنها تزور صحبها برهة , ثم تعود مختفية خلف السحب الداكنة .
تركنا كل زينة , و خلعنا ملابسنا الجميلة , و لبسنا زينة الأجواء , و استمتعنا بروعة الطقس …
فانطلقنا و بكامل قوتنا لنلامس رمال تلك البلد الذهبية , و الشوق و الحب يدفعنا لنعانقها بكل قوة ..
ذهبنا و الابتسامة تعلوا وجوهنا , و السعادة تتقافز في صدورنا , و الأمل ينتظرنا أن نلامسه , و نضع أيدينا بيده و نعانقه …
البدائع مدينة ساكنة هادئة وادعة . بلدة تسكن على ضفاف وادي الرمة , أشهر أودية الجزيرة العربية , حيث يمتد من أطراف جبال المدينة المنورة , و ينتهي في سالف الأزمان في مدينة البصرة العراقية …
” وادي الرمة ” ..
و كان المشهد عظيم , و يدعو للقلق و الخوف . فهناك قد داهمت الأمطار المزارع , و دخلت على أهل البيوت القريبين من الطريق المؤدي
فمزارع كثيرة من المزارع المصطفة على ضفاف الوادي قد غمرتها مياه السيول …
و لم يخلو الجو من بعض الطيور المهاجرة …
…
هذا جانب و على الجانب الآخر , مياه الأمطار قد طمرت الطريق
و انشغل الناس بعمل كل مايستطيعون عمله من أجل أن تسير الأمور بشكل طبيعي , و بأضرار أقل..و لكن القدرات أقل..
بينما أنشغل آخرون و شغلوا من حولهم باستعراض قوتهم , و بساطة تفكيرهم , و ذلك عندما وضعوا أنفسهم في وسط الوادي …بس والله وناسه بس اكيد خطر عليهم
و لم يعلموا أن الأمطار التي تسير في مجاري الأودية و الشعاب أنما تداهم الجميع و بلحظة , و أن قوة اندفاعها ناتجة من مصاب بعيدة , فقد تأتي بثوان معدودة ..
, فكانت الوجهة إلى أرض أخرى طيبة …هي أرض الوادي المتسعة شمال البدائع , حيث تسكن الرمال الذهبية على أطرافه , و بانت بشكل مغاير بعد أن غسلتها مياه الأمطار فصارت حمراء نقية ..
فرأينا الجمال و الحسن بعينة , حيث أشجار رطبة , و أرض ندية , و مياه نقية…
فانعكس الجمال في نفوسنا , و انتشرت البهجة في قلوبنا …
و أينعت القلوب حباً لمن حولنا , و تجولت أبصارنا بالمستنقعات التي تحيط بنا…
مكان آخر , , حيث الرمال العالية المرتفعة , و أشجار الغضا اليانعة , و التي تطل على ارض رسمت في خديها قيعان مائية لامعة …
فكانت القهوة قد بدأت تبحث عن متذوقيها …
و تسأل النار عن مضرميها …
فها نحن أتينا…
ألقاكم على خير و بصور ومشاهد بإذن الله تعالى جديدة …