[align=center] بسم الله الرحمن الرحيم
يمكن أن تحدد حركة الإنسان في الحياة في عدة اتجاهات:
1- قسم يخص علاقته بخالقه.
2- قسم يخص علاقته بنفسه.
3- وقسم يقع في دائرة العلاقة مع الآخرين والمحيط الذي يعيش فيه.
4- ورابع في علاقة الإنسان بالطبيعة والبيئة وما فيها من خيرات وثروات وأيضاً علاقته بالأشياء من جماد ونبات وحيوان.
5- وقسم أخير يتمثل في علاقة الإنسان بالحياة العلمية والعقلية.
وهذه العلائق جميعاً تحتاج إلى تنظيم وتقنين حتى يستطيع أن يتكامل بها ومعها جميعاً. ولا تكون العلاقة مع جهة على حساب العلاقة مع الجهة الأخرى. خصوصاً أن إهمال العلاقة أو العلاقة الخطأ تؤثر في مدى استفادة الإنسان في حياته بشكل كامل وسليم، بل وربما أثرت على حياته من الأساس. فلا بد إذن من أن تنظم العلائق المختلفة مع الإنسان، وهذا التنظيم يخضع لمعيار واحد فقط هو أنه من الله سبحانه وتعالى.
وهذا التنظيم والتقنين نسميه حكماً شرعياً، فالحكم إذن: هو تحديد الدين لطبيعة العلاقة والتعامل مع هذه الأشياء كلها والحكم بعبارة أخرى: هو التشريع الإلهي المنظم لحياة الإنسان وعلاقاته المختلفة.
ويتميز شرع الله بالسعة والشمول حتى يغطى كل الوقائع الحادثة للإنسان وكل علاقاته المختلفة. قال الله تعالى: (ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء) النحل: 89. وفي الحديث الشريف: (وأما الحوادث الواقعة فأرجعوا فيها إلى رواة أحاديثنا).
ومن هنا يمكن تثبت القاعدة الشرعية في هذا المجال والقائلة: (ما من واقعة إلا والله فيها حكم).
أقسام الحكم
... وينقسم الحكم الشرعي إلى خمسة:
1- الواجب: وهو كل فعل ألزم الإسلام فعله...
2- المستحب: وهو كل فعل حث الإسلام على أدائه ولم يلزم المكلف بفعله.
3- الحرام: كل فعل ألزم الإسلام بتركه... ورتب عقوبة على فعله.
4- المكروه: كل فعل حث الإسلام على تركه دون إلزام.
5- المباح: كل فعل خيرّ المكلف فيه، ولم يلزم فيه الفعل أو الترك.
ويشترك أن يكون التكليف – أو الحكم الشرعي– مما جاء به القرآن الكريم أو جاءت به السنة المطهرة المروية عن النبي والأئمة المعصومين من آل بيته باعتبارهم عدل القرآن الذين قال عنهم الرسول الكريم (ص): (إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي.. وإنما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض). فمن هذا المصدر يؤخذ وعليه يعتمد.
وهذه كلمات استهلاكية من عنوان (المعصية في القرآن):
المعصية فعل اختياري مناف للحكم الشرعي الملزم سواء كان واجباً فيكون في تركه، أو محرماً فيكون في ارتكابه يندم عليه العبد بإرادة ووعي.
وقد نهى القرآن الكريم عن المعاصي فقال تعالى:
(وكرّه إليكم الكفر والفسوق والعصيان) الجمرات: 7.
وهذه نصوص من متن عنوان (أسباب العصيان):
ما هي دواعي المعصية والذنب في حياة الإنسان؟
الذنب: هو المخالفة الشرعية لحكم قطعي واجب أو محرم في الشريعة، يرتكبه المكلف فتارة يكون جاهلاً، وأخرى يكون عالماً وهو نتيجة لعدم الالتزام الجدي بالأوامر والنواهي.
وقد قرر الشارع أن المخالفة مع العلم ليست قدراً مقدوراً على العبد، لا يمكن الانفكاك عنها أو التخلص منها، وإلا لبطل الحساب والجزاء.
وإنما هي وليدة أسباب موضوعية بإمكان الإنسان أن يرتقي عليها، ويترفع عنها، ويعالجها في نفسه.
يمكن إرجاع الأسباب إلى ما يلي:
- ضعف الإنسان.
- مغريات الحياة.
- إتباع إبليس وأعوانه.
وهذا التحليل من عنوان (تعريف التوبة):
1- أنها الرجوع عن الذنب القولي والفعلي والفكري...
2- فقرة أ- الندم، تكون الذنوب حائلة دون القرب من الله، والتأسف على ما صدر.... وهذا التألم والتأسف يسمى ندماً.
[/align]