من الزوجات اليوم .... تشتكي ...... وكثير من الأزواج اليوم ... يهرب .... كلنا يصدم عندما يعلم أن فلانا من الناس كل يوم عنده استراحة .... السبت مع زملاء العمل ...
والأحد مع الأقارب
والأثنين مع الأصدقاء المقربين ....
والثلاثاء .. والأربعاء ... والخميس ... الخ ....
لكن أين زوجته ؟
ابحث عنها يوما عند أهلها ....
ويوما عند صديقتها ....
ويوما في حفل ....
ولكن ... يوم ... تظل في المنزل تندب حظها الذي كان منه هذا الزوج الهروب ... المستهتر ....
وعندما تتأمل في حالها ومعاملتها له ... ترى العجب فما كأنه زوج ... وما كأنه يوم زواجهما أهداها قطعة ذهب براقة ... لا وبل ألبسها إياها ....
لا وبل نظرإليها نظرة حنان وحب .... لاوبل قد كاااان في زمن يستحيي منها أن يبدو في مظهر غير لائق ... كان لايرد لها طلباًًًًًًً... اذن ...مالذي حصل ....
...... حصل ياإخوان ... ان الزوجة لم تعد تقدره ... بل تذرعت بأنه .. ( غير أجنبي ) ... إذا استيقظ الصباح وجد حضرتها قد أدت الصلاة وغطت في نوم عميق ..... وهو " من ورا البحر " كما يقولون ... إذا عاد الظهر .... آآآآه ... أرجاء المنزل تضوع بنكهة الثوم... وهي ساهية لاهية وكأنما تعاقدت لتوها مع مطعم شرقي ....
أعرف والله أختا لي .... والله انه ليمر اليوم واليومان ....وغداؤهم من المطاعم ... وزوجها .... كالعاشق الولهان .... على الرغم من مرور خمس عشرة سنة على زواجهما .... وما كذبت والله ... تقولون كيف .... هذا ما سأحاول عرضه في هذه السلسلة ....
من خلال عرض مواقف تتعرض لها الزوجات .... وكثييييرا ماتضيع فرصا ذهبية فيها ...... وسيكون العرض إما من خلال عرض الموقف نفسه في شكل قصة .... وإما عرضه في شكل توجيهات أو عبارات ... أو .... خواطر ... وهذه للذكيات فقط .......
الموقف الاول..ماذا تلبسين ..؟!.. البسي له أجمل الثياب ... ليس أجملها فحسب .... بل البسي له كل مايشعره أنه يمتلك كنزاً .... البسي ماشف وما وصف ... نعم ... أليس زوجك ....أليس حليلك !! ... ألم تتساءلي يوما .... إلى متى أظل أنتظر منه أن يطلب مني لبس هذا أو ذاك ... إلى متى أظل أحرمه مما أحل الله له النظر إليه ... أليس الزواج عفة عن الحرام ..... فلماذا نرى كثيرا من النساء تتستر ....وتضطر زوجها للبحث عما لا يحل له النظر فيه من فضائيات وعري ..... نعم ... تفنني في إغرائه ..... وليست المسألة غريزية صرفة بقدر ماهي إعفاف وتحبب .... أشعريه بخصوصيته ... بميزته .... فما لبست اللباس هذا إلا لك ولك فقط .....
إحدى الأخوات تخبرني _ وأنا والله لاأضرب لكم مثلا إلا من مواقف أعايشها مع من تربطني بهم علاقات قوية _ أن زوجها من أول أيام زواجهما كان قد اشترى لها مالمهم .... مر شهران على هذا الوضع وهي تلبس أمامه الكم الطويل والتنورة الساترة .... وهو لا يضغط عليها تقديرا لحيائها _ الذي في غير محله والله _ تقول : ذات مرة وهو ينزلني عند باب أهلي .. نظر إلي محرجا ... وقال : فكري في ما حدثتك فيه ... وإلا ترا أنا ماتزوجت وحدة حتى تلبس لي مثل مايلبسون خواتي!!! ..... لابس باختياره هو لتلبسها أمامه ... لعلمه أن أهلها لا يهتمون في تعليم بناتهم على هذه الأمور من باب الستر والحشمة .... المهم أن صاحبتنا طلب منها زوجها أن تلبس هذه الملابس .... وهي كما تعلمون ... سوف تخجل لأنها تلبسها لأول مره ...بل وأمامه ...
وأترك لكم الحكم في هذا ... من الملام .... أهو الذي كسر حاجز الخجل .... ليطلب ماأحل الله له .... أم هي التي اضطرته لهذا ..... وكثير هم الذين يسكتون استحياء في أول الأمر ... على أمل أن يزول خجلها فتمتع ناظريه بالحلال ... ويتحقق هدف زواجه من تحقيق السكن وقرة العين .... ولكن للأسف ... يزول الخجل ولا تزال تلبس كما كانت تلبس ... ظنا منها أن هذا الأمر لايهمه ..... وأنه لو لم يكن راضيا لتكلم ..... مع أنني لو أسأل كل زوجة أتظنين أنه يفضل منك هذا أو لباسك الذي تلبسينه أمام الناس ..... لكان الجواب بلا شك .... الأول .....
وأخرى ... تطور أمرها إلى مالا تحمد عقباه .... كان زوجها رجلا عفيفا مرهفا حييا .... وكانت هي تميل إلى التعقل نوعا ما .... سارت أمورهم وعاشوا ست سنوات من عمرهم في أهنأ حال .... المهم أن هذا الزوج قدر الله له أن يتوظف في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..... وأنتم تعرفون ماذا يعني هذا ..... فهذا الزوج العفيف الذي ماوقعت عينه على دش ولا مجلة هابطة .... أصبحت الصور العارية تواجهه في معظم القضايا ... في البداية فكر في ترك هذا العمل ... ولكنه شعر بالمسؤولية والأمانة .... ولكن ... لكل شئ ضريبة ..... تحكي لي فتقول ... انه كان يخبرها عما كان يراه .... فعري وجمال ... وغنج ودلال ... مارآه عندها .... ولكنها لم تكن تفهم ماكان يجب عليها ..... ظلت على هذا الحال ساهية .... ظل على هذا الحال صابر .... سنتين كاملتين .... كم اعتراه علة وسقم .... ووالله إنها لتخبرني ... وتقول لا أعلم مادهاه .... إلى أن أشار عليه أحد أصدقائه المقربين .... بالخيار الأوحد ... الزواج من ثانية ..... مرت الأيام وهو في تردد .... تزوج ... ولكن .... فتاة ذات جمال ... وغنج ودلال... وتركت الصفة الرابعة وهي ماوجده بعد طول فقدان ..... ولا حياء فقد أحله الله له ... مرت الأيام وهذا الزوج قد مال مع الأخرى .... لم تطق الأولى صبرا .. فقد كانت كل دنياه .... فقدت صوابها ... هلت المشاكل تلو المشاكل .... إلى أن طلقها !!!!!.......
ولنا في النبي صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة .... فقد عاد مرة بعد صلاة الفجر .... فإذا الجو بارد ..... وخد الحبيب بارد _ صلى الله عليه وسلم _ .... فما كان من الزوجة الحاذقة وهي ذات الثماني عشرة سنة ... إلا أن كشفت عن فخذيها لتدفئ خديه .... ولو كان عيبا لقال لها تستري .....
فأيكن معشر أتباعه قد فعلت هذا يوما ....." أكرر والله لا يستحيي من الحق " ... ولولا أن هذه الأمور ظلت بؤر تباعد بين القلوب وبرود لأواصر المحبة لما أمطت اللثام وذكرتها والله .... فالمعذرة ... وأرجو إن كنت مخطئة في فعلي أن أبصّر .....
الموقف الثاني.. أحاكي بهذه العبارة الزوجة المحبّة .. وليست الزوجة التي ترى زوجها وحشا كاسراً .... فإنها تسميه" عندما يكشر الوحش عن أنيابه .."
عندما يكون هناك سوء تفاهم بينها وبينه ، تشعر بأن الدنيا تضيق على سعتها ، والكون كله على رحابته لايحملها ، كيف لا .. والحبيب لايكلمها .. وجو مشحون يسود عشهما الذي كان بالأمس ناعما هادئا!! حين يعود من العمل : لا لقاء حار كما كانت تنعم به سابقا .. بل كل معرض أو على الاقل ممتعض من الوضع ينتظر مبادرة من الآخر .. تستمر الأيام إلى أن يرسخ في ذهن هذا الزوج الذي كان محبا أنها نكدية .. حقودة تنتقم لنفسها بينما المشكلة لاتتعدى هفوة أو زلة ..
إذاً مارأيك أن تبدأي بالصلح بطريقة تنسيه مامضى ..مارأيك ان توظفي هذا الخلاف لصالحك فتزيدي من رصيد المحبة والرضا لديه ؟؟ إذاً هاك خطوات بيدك ان تزيدي عليها وتضيفي عليها من مالديك لتكتمل الهدية ويلذ الاعتذار .. عندما يعود من العمل نهارا فإنه يكون متعبا وليس لديه استعداد للتفاهم أو الحوار المنصف .. فهو يريد الراحة لاأكثر ..
إذاً لا تبدأي الخطة الآن .. ولكن بيني له أنك لم تعودي تُحمّلي المسألة ماكنت تحمّلينها في السابق .. دعيه يفهم من تململك _ غير المتكلف _ أنك سئمت الهجر والبعد ..
ثمة تصرفات كثيرة تمهد أمامك الطريق وتعطيه هو دفعة للأمام دون أن تنبسي ببنت شفة ( إطراق بالرأس ، خفوت نبرة الصوت ، خضوع الكلام ، وضع اليد على الخد ، الاسترسال في التفكير .......) ومعاذ الله أن أكون أحرضك على خداعه ولكني أمثّل لك كيف تعبري عن امتعاضك الذي لو عرفت كيف تعبرين عنه لخرج أكثر مما وصفت لك ..
عندما يأتي الليل ، وتهدأ النفوس وتستقر الزوابع وتحن الأرواح.. اقصديه .. قفي أمامه بكل حزن .. حب .. خضوع .. رقة .. وبأجمل لباس .. ناديه باسمه أو باسم محبب كـ ( حبي ، قلبي ، عمري .....) ولا تناديه بـ ( أبو فلان) لان هذا الاسم يكون في مواطن الاحترام فيها سيد الموقف .. وسيد الموقف هنا هو ... مستجيرٌ من نار الهجر !! ضعي كفيك في كفيه .. انظري في عينيه .. أطلقي العنان لقلبك أن يحكي رحلة العناء ,, وإن جادت عينك فلن تعدمي منه قلباً رحوما حنونا ..
ثم ابدأي في " خطبتك " .. فإن كنت أنت المخطئة فقد حان الوقت لتعترفي بما جنت يدك .. اعترفي بكل خضوع ،، اطلبيه بكل براءة و"تواضع" العفو عنك ..
مثلاً ( سامحني يا... فلم أكن أقصد إزعاجك ، أرجوك لا أستطيع النوم وأنت هكذا ) ... أشعريه بأن قلبك هو من يعتذر وليس الأمر مجرد تسميع أجوف لما تسمعين وتقرأين .. استخدمي كل طريق إليه .. سمَعه بكلام عذب وصوت رقيق آسر .. وكفين ناعمتين تضغط على كفيه بكل رجاء أن حنانيك ..
وحذار حذار من الإصرار على أن تكوني معذورة في فعلك أو تعودي إلى خطأك بعد أن سامحك .. اتظنين يبقى في قلبه شئ عليك بعد هذا ...لك الحكم!!
( وما أتيت بهذا إلا تحت ضوء ذلك الحديث _ ماأعظمه ! _ " حتى تضع يدها في يده وتقول : لاأذوق غمضا حتى ترضى ! " أو كما قال صلى الله عليه وسلم) أتلكم خير أم امرأة ركبت رأسها وقالت عزتي وكرامتي .. ثم حزمت حقائبها لأمها ومادرت أنها ستخوفه نعم ، ولكنها ... ستبغضه فيها !!