خارج دائرة الضوء..لو تعلم الأهلي من درس الإسماعيلي ماتكرر الأمر أمام الهلال‏..‏

[align=center]خارج دائرة الضوء
لو تعلم الأهلي من درس الإسماعيلي ماتكرر الأمر أمام الهلال‏..‏
ما يفعله الأمريكان الآن نفذته مصر سنة‏1913. .‏ زمن أصبح الواجب فيه تفضلا‏!‏
‏بقلم : إبـراهيـم حجـازي

‏**‏ المستوي الذي كان عليه الأهلي أمام الهلال السوداني من أيام هو نفس المستوي الذي ظهر به الأهلي أمام الإسماعيلي من قرابة شهرين واستحق الهزيمة بثلاثة أهداف نظيفة‏!‏

لو أن الأهلي عرف بعد مباراة الإسماعيلي الأسباب الحقيقية التي أوصلته إلي هذا المستوي الجماعي السيئ‏,‏ ما كان الأمر تكرر أمام الهلال‏!‏

والأهلي لم يعرف لأنه أصلا لم يبحث وهو لم يبحث لأنه لا يريد مواجهة الحقيقة التي أوصلت فريقه لهذا المستوي والحقيقة في مثل هذه المواقف سلبياتها الكثيرة تفرض التضاؤل علي ماهو موجود من إيجابيات‏!‏

في كل الأحوال الأهلي قادر علي الصعود للدور قبل النهائي لبطولة أفريقيا بل والفوز بالبطولة وقدرته التي أتكلم عنها واقع تفرضه إمكانات وخبرة نجومه ورغبة الفوز المطبوعة داخلهم وهذه الإمكانات والخبرة والرغبة حاليا هي في حالة كمون منذ فترة ليست قليلة لأسباب‏..‏ واستعادة هذه القدرة مقدور عليها والمهم أن يعرف الأهلي لماذا غابت وابتعدت حتي لا تكون العودة مؤقتة مثلما حدث بعد مباراة الإسماعيلي إياها‏!‏
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ‏.......‏
‏
**‏ زميلي في‏'‏ الأهرام الرياضي‏'‏ الأستاذ أكرم يوسف أعطاني نسخة لمطبوع تعده وتوزعه اللجنة الأوليمبية الأمريكية علي تلاميذ المدارس ضمن كتب النشاط‏(ActivityBook)‏ والكتاب عنوانه‏'‏ رحلة إلي أثينا‏'‏ وموجه للسنوات الأولي والثانية والثالثة الابتدائي‏.‏

وأعطاني أيضا أكرم يوسف نسخة من كتاب صادر في سنة‏1913‏ عن نظارة المعارف العمومية المصرية والكتاب باللغتين العربية والإنجليزية وكان يوزع وقتها علي طلبة المدارس المصرية ويتناول قانون كرة القدم وشرحا مبسطا للعبة ومهاراتها‏.‏

فوجئت بأن ما يقوم به الأمريكان الآن من اهتمام بالغ بالرياضة واهتمام بالنشء الصغير الممارس للرياضة‏..‏ فوجئت بأننا سبقناهم فيه من مطلع القرن الفائت عن قناعة تامة وقتها عندنا ولدينا بالرياضة وأهميتها وهذا ما دفع نظارة المعارف التي هي وزارة التعليم الآن‏..‏ دفعها إلي أن تقدم لتلاميذها وطلبتها كتابا عن كرة القدم ومتي؟‏.‏ قدمته نظارة المعارف بعد‏9‏ سنوات فقط من تأسيس‏'‏ الفيفا‏'(1904)‏ وقبل‏8‏ سنوات من تأسيس الاتحاد المصري لكرة القدم‏(1921).‏

نظارة المعارف قبل‏94‏ سنة أحست بأهمية الرياضة وشعرت بأن كرة القدم لعبة مهمة سيجتمع العالم عليها يوما وأنها ليست مجرد لعبة ولذلك أعدت كتابا عنها يتناول قانونها وشرحا لأهم مهاراتها باللغتين العربية والإنجليزية والهدف ليس فقط التعريف باللعبة إنما هو ترسيخ لها كرياضة في نفوس الصغار وغرس حب الرياضة في وجدانهم وإعطاؤهم الفرصة للتعرف علي أهمية ممارسة الرياضة وهذا ماوضح في الكلمات التي جاءت في الصفحة‏31‏ من الكتاب التي تقول‏:‏ وخاتمة القول عليكم بإجهاد النفس في اللعب كنتم غالبين أو مغلوبين ولا تتكلموا ولا تغضبوا ولا تلعبوا إلا بعد صدور الإذن إليكم وفوق كل شيء لا تحاجوا الحكم في آرائه وأحكامه‏!‏

الذي فعلته نظارة المعارف ووزعته علي المدارس المصرية سنة‏1913‏ تفعله اللجنة الأوليمبية الأمريكية اليوم في‏2007‏ من خلال كتب الأنشطة التي يعطونها الأولوية والأهمية لمعرفتهم بقيمة هذه الأنشطة والرياضة أولها لأنها في نظرهم ليست فقط مجرد ممارسة إنما هي مجموعة قيم هائلة لابد من غرسها في أطفالهم من مراحل العمر الأولي‏!‏

علي أي حال كتب الأنشطة الأمريكية التي جاءت بعد قرابة المائة عام من كتب الأنشطة المصرية‏..‏ لنا معها ومعكم عودة الأسبوع المقبل بإذن الله‏.‏
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ‏.......‏
‏ **‏ اقرأوا معي هذه الرسالة‏:‏
الكاتب الكبير والوطني الغيور
الأستاذ إبراهيم حجازي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏.‏

أرجو يا أستاذ إبراهيم أن توضح لنا بعض النقاط التي استعصي علينا فهمها‏,‏ لأننا من بين الآلاف الذين يقتنعون برأيك الثاقب وحجتك القوية‏..‏

أولا‏,‏ لماذا يصيبنا نكد وقرف حينما يترك معلق كرة القدم مايدور أمامه في الملعب ويحدثنا عن عدد ضربات الجزاء التي أحرزت وتلك التي أهدرت‏,‏ وأولئك الذين نجحوا في تسجيلها وكذلك من أهدروها‏..‏ وقد تكون في الأسبوع العشرين مثلا‏,‏ ألا ينغص علينا هذا متعة المشاهدة‏,‏ وهل هذا من ضروريات التعليق؟‏.‏

ثانيا‏:‏ ما الذي يفيدنا ونحن نشاهد المباراة أن يسرد علينا جناب المعلق إحصاءات بعدد المباريات التي أقيمت حتي تاريخه‏,‏ وكم منها انتهي بالفوز وكم منها انتهي بالتعادل وما إلي ذلك‏,‏ علما بأنه يستخف بنا نحن المشاهدون ويقول‏:'‏ لما تخرج الكرة بره أكمل الإحصائية‏'‏ ولكنه سرعان ما يعود لسرد إحصاءاته ولا يهمه إفساد متعة المشاهدين‏.‏

ثالثا‏:‏ منع المعلقون من ذكر كلمات مثل‏'‏ أوت‏,‏ كورنر‏,‏ بنالتي‏,‏ أوفسايد‏'‏ وقد امتثل المعلقون ولكن يا خسارة الحلو ما يكملش‏..‏ فقد لجأوا إلي استخدام كلمات أصعب مثل‏'‏ كروس باس‏,‏ تاكلينج‏,‏ ميس باس‏,‏ أوفرلاينج‏..‏ إلخ‏'‏ وأعتقد أن مرد ذلك أن الملايين في إنجلترا والاتحاد الأوروبي قاطبة يسمعونهم فمن ثم ليس لهم ذنب في ذلك‏,‏ وإني أقترح والحال هكذا أن يعين لكل معلق مترجم لأن المعلق ليس أقل مكانة من مانويل جوزيه ولا يعني هي عقدة الخواجة واستكمالا لاقتراحي أرجو عمل كورسات ـ آسف لأني لست معلقا والواجب أن أقول دراسات في اللغة الإنجليزية ـ تخصص رياضة حتي نخفف من العبء الذي يثقل كاهل المعلقين‏.‏ أو نرسل جميع المشاهدين في بعثات دراسية إلي الخارج ليتعلموا اللغة والواقع أني لا ألوم السادة المعلقين فلا تثريب عليهم وإنما تقع اللائمة علي الذين تركوا لهم الحبل علي الغارب‏,‏ وإني أحسب أنه لا توجد لائحة يلزمون بها حتي لا نعطي لهم‏'‏ تشانس‏'‏ أقصد فرصة ليقرفونا بكلامهم‏.‏ لدي رابعا حتي عاشرا ولكني لم أذكرها لأني فقدت الأمل في الإصلاح‏.‏ وأستميحك عذرا يا أستاذ إبراهيم لأني نسيت واستخدمت بعض كلمات اللغة المعلقاتية نتيجة الغيظ والكمد‏,‏ فما العمل يا أستاذ إبراهيم؟‏.‏ هل هذا الموضوع يتطلب أيضا تدخل سيادة الرئيس؟‏.‏

أفيدونا أفادكم الله‏.‏ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏.‏

نكلس نسيم سلامة
مترجم علي المعاش

انتهت الرسالة وما جاء فيها أكتب فيه من سنين طويلة ولا مجيب رغم أنني في كل مرة أتناول موضوع المعلقين وأناشد التليفزيون التدخل لأنه حتي وقت قريب كان صاحب الحدوتة الأوحد وكان بإمكانه أن يرسي القواعد الإعلامية الصحيحة السليمة في موضوع التعليق لكنه لم يفعل وترك الحبل علي الغارب وترك بوابة الدخول لهذا المجال مفتوحة بلا قيود مهنية وبلا امتحانات إعلامية لأن الموضوع إعلامي في المقام الأول وكروي في الثاني والمحصلة أن التليفزيون المصري ترك الحبل علي الغارب ليصبح التعليق مكلمة في المشاهدين في أي كلام دون أدني علاقة بين ما يقوله المعلق ويراه المشاهد علي الشاشة وهذا التداخل بين حاستي السمع والبصر هو السبب وراء الشوشرة والعكننة وحرقة الدم والغيظ من التعليق الذي تحول إلي سباق بين المعلقين في الكلام فينا والجدع منهم من يتكلم أكثر‏!.‏ المهم أن التليفزيون المصري كان بإمكانه إرساء القواعد المنظمة للتعليق فيما لو اهتم بهذا الأمر لكنه لم يهتم وهو لا يدري ـ ولا نحن ـ أن الأيام سوف تتغير ولن يبقي التليفزيون وحده وهذا ماحدث وظهرت الفضائيات المصرية والعربية وكل فضائية همها الرياضة والكرة تحديدا والمعلقون الخمسة أو الستة الذين كانوا مون فينا نحن المشاهدون أصبحوا ثلاثين وكل واحد يبحث عن شكل مميز له يجربه فينا ومن لا يعجبه منا ينفلق‏!‏

ياسيدي أنا شخصيا طلبت رسميا من التليفزيون قبل شهر ونصف الشهر تقريبا أن يعاملنا نحن المشاهدون كآدميين ويعطينا حق الاختيار في سماع المعلق من عدمه في أن ينقل صوت المعلق علي قناة صوتية نتحكم فيها وينقل صوت الجمهور من خلال الميكروفونات المنتشرة حول الملعب والتي تنقل أيضا أصوات المدربين واللاعبين ينقلها لنا علي قناة صوتية أخري ويترك لنا حق اختيار أي قناة صوتية نسمع‏!.‏ هذا الرأي قلته للأخ يسري مرزوق المسئول عن قطاع الرياضة في التليفزيون وسألته عن إمكانية تحقيق ذلك وعرفت أنه بالإمكان وقلت له لماذا لا نحترم الناس ولماذا نفرض عليهم سماع كلام لايريدون سماعه ولماذا لا تكون هناك حرية أمام المشاهد في أن يختار ما يريد باعتبار أن التليفزيون يقصد الترويح عنا لا العكننة علينا‏!‏

ياسيدي أنا طلبت من أسبوعين عودة مدرسة المعلق الفلسطيني الراحل أكرم صالح التي لم يدخلها غيره في المنطقة العربية وفيها قام أكرم صالح بالتعليق التليفزيوني وفق الإطار الإعلامي بمطابقة ما يقوله المعلق مع ما يراه المشاهد علي الشاشة فلا يحدث أي تضارب بين حاستي السمع والبصر لدي المشاهد‏!.‏ مدرسة أكرم صالح قوامها التعليق علي المباراة وتوضيح ما هو غير واضح منها للمشاهد في أقل مساحة كلام وكلما قل الكلام لإتاحة الفرصة للمشاهد للفرجة‏..‏ زاد النجاح‏!‏

الأمل في إصلاح التعليق ورفع المعاناة عن المشاهدين معقود علي الفضائيات الخاصة التي تتنافس علي جذب المشاهدين وأعتقد أن القناة التي ستعيد افتتاح مدرسة أكرم صالح سوف يقبل عليها ويشاهدها كل المصريين بل كل العرب‏!‏
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ‏.......‏
‏**‏ في‏23‏ ديسمبر المقبل يكون قد مرت‏14‏ سنة كاملة علي وضع حجر الأساس للصالة المغطاة بنادي الحرية للمعاقين ببورسعيد التي لم تكتمل بعد رغم الملايين التي أنفقت عليها ورغم كل هذه السنين‏!‏

هذه الصالة عندما بدأ العمل فيها تجددت الآمال‏..‏ آمال المعاقين في كل مصر لا بورسعيد وحدها أن يكون لديهم صالة مغطاة مصممة ومهيأة لمنافسات المعاقين في الألعاب المختلفة التي لمصر في بعضها السيادة علي العالم كله‏!‏

بدأ العمل في هذه الصالة وحتي انتهاء هيكلها الخرساني تحت إشراف مديرية إسكان بورسعيد وفجأة انتقلت ملفات الصالة من لجنة الإعانة الإنشائية إلي لجنة الخطة الاستثمارية للصرف المباشر عن طريق وزارة الشباب التي تمثلها مديرية الشباب ببورسعيد والتي تولت الإشراف علي الصالة منذ هذا التاريخ وحتي هذه اللحظات‏!‏

الصالة المغطاة التي انصرف عليها قرابة الملايين الأربعة توقف العمل بها من خمس سنوات ولا أحد يعرف السبب ولا أحد يفسر لماذا التوقف رغم إدراج مبالغ سنوية لها في الميزانية‏!‏

المشكلة الحالية ليست فقط في التوقف غير المبرر ولا في الأسعار التي تتضاعف يوما بعد الآخر إنما المشكلة في أن ما تم تشييده في الصالة تتم سرقته عيني عينك وبلاغات الشرطة دليل‏!‏

المشكلة أن بقاء الوضع كما هو عليه معناه أن الإنشاءات التي تمت سوف تختفي يوما بعد يوم إلي أن يصبح الموقع في أحد الأيام مثلما كان حاله في يوم وضع حجر الأساس له‏!‏

معلوماتي أن الصالة في حاجة إلي ربع مليون جنيه ويكتمل إنشاؤها فهل مبلغ مثل هذا كبير علي رجال الأعمال البورسعيدية؟‏.‏
أنا في انتظار إجابة‏!‏
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ‏.......‏
‏**‏ هذه الحكاية حرقت دمي وأنا أسمع تفاصيلها التي أضعها أمام حضراتكم ليس بقصد العكننة عليكم إنما بهدف تعرية مساوئنا أمام أنفسنا ربما نختشي علي دمنا ونخجل من تصرفاتنا ونتصالح مع ضمائرنا ونعيد الحياة إلي قلوب ماتت في صدورنا رغم أنها صاحية وتنبض وتكره لأنها لا تحب ولو كانت تعرف الحب لعرفت الأخلاق وعرفت الرحمة وعرفت الإنسانية لكنها لا تعرف وأسأل الله لها الهداية لكي تعرف‏!‏

قصتنا بطلها مدرب اسكواش شاب مكافح كل ما يملكه ورأس ماله في هذه الدنيا صحته التي أنعم الله بها عليه وبها ومعها يقوم بالتدريب الذي هو مهنته التي توفر قوت يومه له ولزوجته وابنته ووالده ووالدته حيث يعمل بالتدريب في نادي سموحة منذ سبع سنوات خلالها أسهم مع زملاء له في تقديم العديد من الأبطال والبطلات وبعد سبع سنوات عمل في النادي لاحت له فرصة الحصول علي دخل أكبر جعلته يوافق علي السفر اعتقادا منه أن الراتب الأكبر سينقله من قوت اليوم بيومه إلي ضمان الحاضر وتأمين المستقبل‏..‏ هكذا تصور مثلما نحن جميعا نتصور وسافر للعمل في نادي كاظمة الكويتي وحضر في إجازته السنوية وقضاها مع والديه وزوجته الحامل للمرة الثانية وفي الشهر التاسع الذي كان يأمل في رؤية طفلهما الثاني قبل سفره لكن موعد انتهاء الإجازة سبق موعد الوضع وسافر دون أن يري مولوده الثاني‏!‏

سافر مدرب الاسكواش محمد مبروك بطريق البر مثلما جاء عن طريق البر لأنه اشتري سيارة بالتقسيط وحضوره بها لمصر مسألة حياة أو موت وحضر وقضي إجازته وسافر يوم‏26‏ يوليو الماضي عن طريق العقبة ويوم‏27‏ يوليو اتصل تليفونيا بزوجته وبعدها انقطعت أخباره والمكالمة التي وعد زوجته بإجرائها بعد ساعات لم تتم حتي الآن‏!‏

الزوجة والأسرة بدأوا يقلقون والقلق تحول إلي كابوس مرعب مع كل يوم يمر بدون خبر عن الكابتن محمد مبروك‏!‏

الأسرة اتصلت بالخارجية المصرية وبالسفير الأردني في القاهرة وكل ما يمكن أن يدلهم علي معلومة تقودهم لمعرفة شيء ووصل الأمر إلي سفر الشقيق إلي الأردن لأجل القيام برحلة بحث عن شقيقه علي الطريق البري من الأردن عبر السعودية حتي الكويت‏!‏

الأيام تمر بطيئة علي الأسرة المفجوعة في غياب عائلها إلي أن وصلت عشرة أيام مرت وكأنها عشرة أشهر أو عشر سنوات وفي اليوم العاشر فوجئت الزوجة بمكالمة تليفونية صوت صاحبها قادم من تبوك والمكالمة لم تكتمل لأن الزوجة وقعت مغشيا عليها في إغماءة طويلة بعد سماعها لأسوأ خبر يمكن أن تسمعه‏..‏ سمعته من محدثها الذي عثر علي زوجها بالمصادفة البحتة وكان بالإمكان ألا يري مايراه ليبقي اختفاء المدرب لغزا وعذاب أسرته مستمرا‏!.‏ ما الذي رآه ماهي الحكاية؟‏.‏

صاحب المكالمة القادمة من السعودية مصري يقيم في تبوك والمصادفة فقط هي التي أوصلته إلي مستشفي الملك خالد هناك لتسلم جثة مواطن مصري توفي في حادث وفوجئ وهو في المستشفي بمن يخبره بوجود جثة مواطن مصري آخر توفي في حادث سيارة يوم‏27‏ يوليو وموجود في الثلاجة من يومها‏!‏

الرجل المصري صاحب المكالمة أصابته الدهشة من حالة اللامبالاة وضربته الصدمة عندما اكتشف أن الجثمان الراقد في الثلاجة من عشرة أيام ليس شخصا مجهولا بلا هوية حتي يتركوه كل هذه المدة في الثلاجة‏..‏ إنما عثروا معه علي جواز سفره ومتعلقاته الدالة علي اسمه وعنوانه في مصر ومكان عمله في الكويت ورغم وجود جواز سفره لم يهتم أحد بإبلاغ أي جهة مصرية عن الحادث‏!‏

الرجل المصري وجد في المتعلقات أجندة تليفون فقام بالاتصال بأول رقم فردت عليه الزوجة‏!‏

الحدوتة التي أردت سردها علي حضراتكم انتهت لكنها في تقديري فضحت وكشفت الحال الذي أصبحنا عليه نحن العرب‏!‏

الذي أتوقف أمامه حالة اللامبالاة التي فضحتها هذه الحكاية التي هي حقيقية وحدثت وأيامها العشرة شاهدة علي ضمائر انعدمت ومشاعر أظنها أشد قسوة من الصلب وقلوب ماتت بصرف النظر عن كونها تنبض‏!‏

أتوقف أمام ما وصلت إليه ضمائرنا ونفوسنا وعلاقاتنا معا كبشر سواء كانت هذه العلاقات بين المصريين وبعضهم بعضا أو بين المصريين والعرب أو بين العرب والعرب من أي بلد‏!.‏ علاقات أراها وصلت إلي قاع العلاقات المفترض وجودها بين البشر‏!.‏ وصلت إلي الحد الأدني الذي ليس تحته مستوي وهو أمر منطقي ومتوقع في ظل مناخ اللامبالاة والاستخفاف بحقوقنا علي بعضنا بعضا وواجباتنا تجاه بعضنا‏!.‏ الاستخفاف وصل إلي مداه وأعمي قلوبا هي أصلا عمياء عن القيام بواجبها الإنساني والأخلاقي وليس لا سمح الله المهني‏..‏ أعماها عن القيام بواجبها وإبلاغ السفارة المصرية بأمر ذلك الجثمان الراقد في ثلاجة من عشرة أيام وهويته معروفة لأن جواز سفره موجود وعنوانه في مصر موجود وتليفونه موجود ولن أتجرأ وأطلب أن يقوموا بإبلاغ أهله لأن في ذلك تجاوزا في زمن أصبح الواجب فيه تفضلا‏!.‏ لا أطلب الاتصال بأهله في مصر إنما أضعف الإيمان إبلاغ السفارة المصرية في الرياض بأمر هذا الجثمان لتقوم هي بمسئوليتها وإبلاغ أهله‏!.‏ إن أحدا لم يفكر في أن هذا الجثمان المعتقل في ثلاجة لديه أهل لديهم مشاعر ويقلقون مثلما خلق الله يقلق‏!.‏ البهوات أعمت قلوبهم اللامبالاة عن معرفة أبسط
القواعد الإنسانية فلم يفكروا في الإبلاغ ولا أعرف سببا محددا لذلك‏!.‏ هل المسألة مصادفة أم أننا سقطنا من الذاكرة أم أن سقف الاهتمام له جنسيات أخري؟‏.‏ أيا كانت الإجابة أريد القول إن ماهو قادم بالغ الصعوبة علينا جميعا كعرب وأن احترامنا وتلاقينا وتماسكنا السبيل الوحيد لإنقاذنا من مصير الضعف والهوان والخنوع المأخوذين إليه‏!‏

هل بلغت اللهم فاشهد‏!‏
[/align]