:: عندما يكبو الجواد ::
لا أظن أن أحدًا يجادل في كون الداعية بشرًا، يجري عليه ما يجري على كل البشر، من طاعة ومعصية، وذِكر وغفلة، وعزم وتخاذل، ولقد قال عز وجل عن أبينا آدم عليه السلام - وهو النبي الأول الذي خلقه الله بيديه وأسجد له ملائكته-: (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما) [طه: 115]، وقال صلى الله عليه وسلم: "كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون" [رواه أحمد والترمذي بسند حسن].
وعن حنظلة الأسيدي رضي الله عنه - وكان أحد كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال: لقيني أبو بكر فقال: كيف أنت يا حنظلة؟ قلت: نافق حنظلة، قال: سبحان الله، ما تقول؟ قلت: نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالجنة والنار كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيرا، قال أبو بكر: فوالله إنا لنلقى مثل هذا، فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: نافق حنظلة يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وما ذاك؟" قلت: يا رسول الله، نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده، لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة في فرشكم، وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة" ثلاث مرات. [رواه مسلم].
وداعية اليوم ليس - ولن يكون - أفضل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين وقعت منهم الذنوب والمعاصي، صغيرها وكبيرها، ثم تابوا عنها، ولم ينقص ذلك من قدرهم عند إخوانهم، ولا عند النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عند الله عز وجل، ولعل قول النبي صلى الله عليه وسلم للمرأة التي رُجِمت حدًّا لزناها، شاهدًا على عدم انتقاص المذنب إذا تاب عن ذنبه، حيث قال صلى الله عليه وسلم: "لقد تابت توبة لو قُسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم، وهل وجدت توبة أفضل من أن جادت بنفسها لله تعالى؟" [رواه مسلم].
إن مجرد حدوث الذنب من الداعية - أيًّا كان هذا الذنب - ليس عيبًا، فهو من طبيعة البشر كما قلنا، ولكن العيب هو في الإصرار على الذنب، وعدم التوبة منه، فالله عز وجل في معرض وصفه للمتقين يقول: (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون * أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين) [آل عمران: 135، 136].
وقد قال صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده، لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، وجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله تعالى، فيغفر لهم" [رواه مسلم].
المخطئون صنفان
وحينما نتعرض للحديث عن أخطاء الدعاة، يجب أن نفرق بين صنفين:
الصنف الأول، هم الذين يُقبلون على الذنب ويقارفونه عن عمد وإصرار، فيظهرون أمام الناس بصورة الأتقياء الورعين العابدين، حتى إذا خلوا بأنفسهم، أتوا المعاصي والمنكرات، وهذا هو الصنف الذي يقصده النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "لأعلمنَّ أقواما من أمتي، يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء، فيجعلها الله هباء منثورا، أما إنهم إخوانكم، ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها". [رواه ابن ماجة، وإسناده صحيح].
وفي هؤلاء يصدق قول الله عز وجل: (يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون * في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون) [البقرة: 9، 10].
أما الصنف الثاني، فهم الذين لا يتعمدون المعصية ولا يُبيِّتون النية لإتيانها، وإنما تقع المعصية منهم عَرَضًا، نتيجة لحظة ضعف بشرية، ثم إنهم إذا أتوا المعصية لا يصرون عليها، بل يسارعون إلى التوبة والاستغفار منها، ويظل إحساسهم بالتقصير يؤرقهم، ويغتمون، ويصيبهم الهم الكبير.
وما دام هناك إحساس بالذنب، ولوم من النفس، وأرَق وهَم وغَم من المعصية؛ فتلك علامات خير، تدل على حياة القلب وإيمانه.
ما بعد المعصية
والداعية عندما يقع في أية معصية يجب عليه الآتي:
1- أن يجتهد في الإقلاع عن هذا الذنب ولا يصر عليه، ويتوب إلى الله عز وجل، وقد وعد الله عزَّ وجلَّ بقبول توبة التائبين، وغفران ذنوب المسيئين، وسبحانه لا يُخلف وعده، واستمع إلى بُشرياته عزَّ وجلَّ لعباده التائبين: (إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا * جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا * لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا * تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا) [مريم: 60-63]، (إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما * ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا) [الفرقان: 70، 71].
2- ألا يستصغر هذا الذنب ولا يستهين به؛ يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا" [رواه البخاري].
3- ألا يتهاون بستر الله عليه وحلمه عنه وإمهاله إياه، فإنما ذلك يكون بسبب أمنه من مكر الله، وجهله بمكامن الغرور بالله.
4- ألا يرتكب المعصية أمام الناس؛ فإنه إذا فعل المعصية على أعين الناس الذين يعرفونه ويقتدون به، كبُر ذنبه وعظم، وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما: "ويل للعالم من الأتباع؛ يزل زلة فيرجع عنها، ويحملها الناس فيذهبون بها في الآفاق"، ولهذا السبب ضاعف الله عز وجل لنساء النبي صلى الله عليه وسلم عذابهن إذا أتين بفاحشة مبينة، كما ضاعف لهن أجرهن إذا قنتن لله وعملن صالحا، يقول عز وجل: (يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا * ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما) [الأحزاب: 30، 31].
5- أن يستر هذا الذنب أو العيب ولا يفشيه ولا يتحدث به لأحد، حتى لا يحرك رغبة الشر ونوازع المعصية، ويعين الشيطان على السامع أو من يصله هذا الكلام، وليس هذا من الرياء أو النفاق.
وقد يخيِّل الشيطان للداعية أن في تحدثه بذنبه تواضعا وتحقيرا لنفسه؛ ولكن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه" [رواه البخاري]. وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أيها الناس، قد آن لكم أن تنتهوا عن حدود الله، من أصاب من هذه القاذورات شيئا فلْيسْتترْ بستر الله، فإنه من يبدي لنا صفحته نُقِمْ عليه كتاب الله" [رواه الحاكم وإسناده حسن].
إن أرباب الحياء والأدب مع الله عز وجل، الذين يكتمون على أنفسهم، ولا يحدثون الناس بهفواتهم ويندمون عما حدث منهم من المعاصي، يقول عنهم صلى الله عليه وسلم: "إن الله يدْني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره، فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم أي رب، حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلك، قال: سترْتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى كتاب حسناته" [رواه البخاري].
6- يجب أن يدرك الداعية الأسباب التي تؤدي إلى وقوعه في المعصية، ويحاول تجنب هذه الأسباب مستقبلا، ولا يعرض نفسه لها فيفتح عليه بابًا للشيطان.
7- ينبغي ألا تنهار معنويات الداعية بسبب ما وقع فيه من معصية، ولا ينبغي له أبدًا العكوف على جَلْد ذاته وتحقيرها لأنَّها وقعت في ذنب. نعم هو داعية، ولكنه لم يكن أبدا ولن يكون مَلَكًا معصوما؛ إنه بشرٌ عاديٌّ من بني آدم، ممَّن كُتب عليهم الجهل والخطأ والنسيان.
إنَّ مثلاً صادقًا يقول: "لكلِّ جوادٍ كبوة، ولكلِّ عالمٍ هفوة"، وأنا أقول: ولكلِّ متديِّنٍ ملتزمٍ سقطةٌ أو هَنَّة؛ ويجب أن نعلم أن الدعاة وعموم الملتزمين بدينهم هم مرمى الشيطان وهدفه الأوَّل، والذي يسعى سعيًا حثيثًا ويجهد جهدًا جهيدًا في إغوائهم، ويتحيَّن الفرص للمكر بهم والإيقاع بهم في شباكه، فإن لم يكونوا هم وأمثالهم، فمن؟؟.
8- إن الداعية إذا أذنب أو أخطأ، فلا ينبغي أن يقعده ذلك الذنب أو الخطأ، ويمنعه عن ممارسة الدعوة إلى الله عز وجل، بحجة أنه لم يعد أهلاً لها بعدما أذنب وأخطأ، فهذا باب من أبواب الشيطان يستدرج منه العبد.
نعم، بعد اقترافه للذنب وعلم الناس به، قد يشعر الداعية بضياع سمعته، وافتقاد هيبته واحترامه أمام المجتمع الذي كان ينظر له على أنه القدوة والمثل، وإنه لشيء يحزن النفس ويؤلمها، عندما تشعر بانتقاص الآخرين لها، ونظرتهم إليها بعين الازدراء، ولكن إذا حدث هذا، فينبغي على الداعية أن يواجه هذا الأمر سريعًا وينهيه مع نفسه أولاً ثم مع الناس، وذلك بأن يتذكر أنه عبدٌ لله سبحانه وتعالى وحده، وهو وحده سبحانه الذي يستحقُّ أن يُراقَب، ويُستحَيا منه.
إننا نعبد الله سبحانه، ولا نعبد الناس، وإذا أصلحنا ما بيننا وبينه سبحانه وتعالى، فإنه سيصلح ما بيننا وبين الناس.
فعلى الداعية المبتلَى بالخطأ والذنب أن يتوجَّه إليه سبحانه وتعالى بالدعاء أن يُنسي الناس أخطاءه، ويصفِّي له قلوبهم، ويعلم أنه يتوب لله وليس للناس، ويهمه رضاه هو سبحانه، وليس رضا الناس.
ولا ينبغي أن يدع الداعية نظرات الناس تخترق نفسيَّته وتؤثِّر فيها، بل عليه أن يواجهها بكل شجاعةٍ ويتجاهل معانيها، ويتكلم وتعامل بكل ثقة، فإن تجاوز الناس النظرات إلى التلميح بالكلام أو التصريح، فعليه أن يخبرهم بما ذكرناه من سريان الجهل والخطأ والنسيان على كل البشر، وأنَّه ليس هناك أحد معصوم، وليس عيبًا أن تقع في المعصية، ولكنَّ العيب هو الاستمرار عليها، وعدم التوبة والاستغفار منها.
وعلى الداعية أن يجعل من هذه الموقف لبِنة يستكمل بها بناء نفسه وإصلاحها، ودرسًا يستفيد منه في الآتي من أيامه.
ليس نفاقًا
ننتقل الآن إلى بعض ما يعتقده البعض خطأ يقع فيه بعض الدعاة، حيث ينكر البعض على الداعية الذي يتعامل مع شرائح مختلفة من المدعوين، ويعامل كل شريحة بنمط معين وبشكل مغاير لما يعامل به غيرها، حيث يعتقد هؤلاء أن في هذا تلونًا ونفاقًا من قبل الداعية، وقد يعتمل الاعتقاد نفسه في قلب الداعية، ويكون حائرا في الحكم على نفسه بين شيئين: إما أن ما يفعله صحيح؛ حيث إن لكل شريحة من المدعوين طريقة تناسبها ولغة تفهمها، أو أنه بهذا يكون ذا وجوه متعددة، يبدلها من موقف لموقف؟!.
والواقع يشهد بأن الله -عز وجل- خلق الناس لهم طبائع متعددة، وعقول متفاوتة، ومشارب متنوعة، يقول عز وجل: (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين) هود: 118]، ويقول: (إن سعيكم لشتى) [الليل: 4]، ولذا فإن الداعية المتمرس يجب أن يعامل الناس كل حسب قدراته العقلية والنفسية والبدنية، فالأسلوب الناجع مع الكبار قد لا يناسب الشباب أو الأطفال، والذي يناسب العالم لا يناسب العامي، وما ينجح مع أهل الحضر قد يفشل مع أهل البداوة، وهكذا، وقد كان قدوة الدعاة والمثل الأعلى لهم النبي صلى الله عليه وسلم يراعي تلك الأمور، فيعامل الناس على حسب سن وعلم وطاقة كل منهم، فلا مانع أن يتباسط الداعية قليلا مع الناشئة والمبتدئين والعوام فيما لا يخل بالدين والمروءة، حتى يقبلوا عليه ويسمعوا له، وليس في هذا تلون ولا نفاق إذا قصد به وجه الله عز وجل، بل هو من حرفية الداعية.
وقد روي في الأثر: "خاطبوا الناس على قدر عقولهم"، ويقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "ما أنت بمحدِّثٍ قومًا حديثًا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة" [رواه مسلم]، ويقول علي رضي الله عنه: "حدِّثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يُكذَّب الله ورسوله؟" [رواه البخاري].
نعم، إن الداعية يجب أن تكون شخصيته ثابتة لا تتغير ولا تتبدل، ولكن ذلك على مستوى المبادئ والأسس والأصول التي لا تقبل قيد شعرة من الاهتزاز أو التحول، أما على مستوى الوسائل والأساليب، فالأمر واسع لا تحده ولا تحكمه إلا حدود وأحكام الشرع والدين.
يجب أن يفهم كل المسلمين هذه القواعد والموازين التي تحدثنا عنها، فلا يخلعون الداعية من بشريته وآدميته، ويضعونه في مصاف الملائكة، حتى إذا ما ظهرت منه هفوة سقط من أعينهم.
همسة للدعاة
وأخيرا، أهمس في أذن الدعاة بوجوب الحذر من الوقوع في المعاصي صغيرها وكبيرها؛ لأنَّ الناس ينظرون إلى أخطاء الدعاة بعدساتٍ مكبِّرَة، وعادةً ما يحدث بسبب سوء الفهم، أو خبث القصد أحيانا، أن يلصقوا تلك السقطات بكلِّ الدعاة، ثمَّ تنسحب تدريجيًّا على الدين ذاته، ويكون السبب في هذا هو هذا الداعية الذي سمح لهم بأن يطَّلعوا على هَنَّاته وسقطاته.
ولذا كان رسل الله عزَّ وجلَّ وأنبياؤه يُختارون من أوساطٍ طاهرةٍ نقيَّة، لها ماضٍ ناصع البياض ومُشرِّف، حتى لا يجد أعداء الدعوة ما يشوِّهونها به من خلال ماضي هؤلاء أو واقعهم.
وقد تجلَّى الدليل على ذلك واضحً في شخص النبيِّ صلى الله عليه وسلم، حيث كانت سيرته العطرة في قومه، وأخلاقيَّاته السامية، قبل البعثة وبعدها، كانت حائط صدٍّ أمام هجمات أعداء الدعوة، حيث لم يجدوا ما ينفُذوا منه لتشويه صورة الدعوة من خلال حاملها، انظر إلى الحوار الذي دار بين هرقل قيصر الروم وأبي سفيان بن حرب قبل إسلامه حين دعاه هرقل ليسأله عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فكان ممَّا قاله هرقل: "وسألتك: هل كنتم تتَّهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال، فزعمت أن لا، فعرفت أنَّه لم يكن ليدع الكذب على الناس ويكذب على الله" [رواه البخاري].
فليأخذ الداعية نفسه بالعزيمة، متمثلاً قول الشاعر:
قد هيئوك لأمر لو فطنت له ... فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
دمتم فى حفظ الله