الامير سلطان رجل البيئة العربي الاول .. تعدي بالحياة الفطرية الحدود السياسية
لم يكن اهتمام صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبد العزيز بالبيئة ترفا او وجاهة انما ادراكا ووعيا منه –يحفظه الله – بأن الحفاظ على البيئة وحمايتها بات ضرورة انسانية ملحة تنعكس تداعياتها على الانسان بصورة مباشرة وتمس حياته في كل مناحيها وتجلياتها فضلا عن تأثيرها على عملية التنمية بكافة صورها ..بهذا الوعي البيئي تحدث سمو ولي العهد عن الحفاظ على البيئة وتنوعها الاحيائي مؤكدا انها" ضرورة يدركها الجميع من اجل بيئة صحية آمنة ومستقرة للبشر تسهم في دفع عجلة التنمية المستدامة"..لذا لم يكن مفاجئا ان يتم اختيار الامير سلطان ضمن عشرة شخصيات عالمية تعمل من اجل الحفاظ على بيئة كوكب الارض فضلا عن اختيارسموه مرتين رجل البيئة العربي الاول .
ورسخ سمو ولي العهد عبر رئاسته لمجلس إدارة الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها في المملكة ثقافة الحرص على البيئة بجميع مكوناتها وتعمل الهيئة منذ إنشائها بموجب المرسوم الملكي الكريم رقم 22/م وتاريخ 12/9/1406هـ على تطوير وتنفيذ خطط للتصدي للأخطار المحدقة بالحياة الفطرية في البر والبحر وإعادة تأهيل الأنواع التي انقرضت من البرية والأنواع المهددة بخطر الانقراض مستهدفة إعادة التوازن البيئي للنظم البيئية الطبيعية.
وفي اطار اهتمامه حفظه الله بالبيئة عني الاميرسلطان ببرامج إعادة توطين الكائنات المهددة بالانقراض في المملكة كما بلغ عدد المناطق المحمية المعلنة التي تمثل أهم النظم البيئية الطبيعية في المملكة خمس عشرة منطقة محمية فيما تسعى الهيئة الى ضم ما يزيد على تسعين منطقة أخرى لحمايتها مستقبلاً حتى تستكمل برنامج المحافظة على معظم النظم البيئية الفريدة في المملكة.
ولم يقتصر اهتمام ولي العهد بالبيئة المحلية اذا وجه سموه بإنشاء أول محمية للحياة الفطرية في الخليج العربي كما وجه الأمير سلطان بامداد هيئات بيئية عربية بمجموعات من الكائنات الفطرية النادرة التي تم إكثارها في مراكز الأبحاث التابعة للهيئة وتعبيرا عن رؤيته الشمولية هذه قال سموه "بما ان البيئة والحياة الفطرية لا تعرفان الحدود السياسية ولانها تؤثر وتتأثر بما يجري على كوكب الارض بشكل عام فأن جهود المملكة لا تقتصر على المستوى الوطني بل تتعدى ذلك لتشمل المستوى الاقليمي والدولي من خلال انضمامها للعديد من الاتفاقيات والمعاهدات والمؤتمرات الدولية الهادفة للحفاظ على البيئة" .
كما وافق سموه على إقامة أول مسابقة في المملكة لخدمة البيئة تحت مسمى مسابقة الأمير سلطان بن عبد العزيز لخدمة البيئة.
وادرك الامير سلطان ان الحفاظ على البيئة ليس عملا مؤسسيا فحسب بل انه مسؤولية فردية ايضا لذا اكد سموه على اهمية العمل الجماعي بين افراد المجتمع وبين المجتمعات المختلفة للحفاظ على البيئة ومكافحة التلوث وشدد سموه على ان توازن البيئة الطبيعية مرهون بحرص الافراد على ادراك مسؤولياتهم المشتركة نحوها وتقليص ما يمكن ان يلوثها او يستنزف مواردها واكد سموه ان مشاركة كل فرد في المجتمع بفكره وجهده لاعمار بيئته والحفاظ على موروثه الفطري سيؤثرايجابا في الارتقاء بالشأن البيئي .
وتجلى اهتمام سمو ولي العهد بالبيئة في حرصه على البيئة المحلية وتنوع الحياة الفطرية فيها عبر نشاط مؤسسات متخصصة في هذا المجال ..كما اسس سموه "جائزة الامير سلطان بن عبد العزيز العالمية للمياه" بهدف تقدير الجهود العلمية والمؤسسية في مجال المياه وفي كلمته عقب قبوله الجائزة قال البروفسور جيري ستيندجر "أود أن أنتهز هذه الفرصة لأعبر عن عميق شكري لسمو الأمير سلطان بن عبد العزيز ومركز الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء لمبادرتهم ودورهم الرائد في إقامة هذه الجائزة العالمية، فكلنا هنا نقدّر قيمة وقوة المياه وفي المناخ الجاف في منطقة الشرق الأوسط نتوقع أنّ كلّ فرد لديه ذلك الفهم، ولكن مثل هذا الفهم ليس لدى كلّ الناس في كلّ الأماكن".
وتقديرا لدور سمو ولي العهد في رعاية البيئة والاهتمام بها تم تغيير مسمى مركز دراسات الصحراء بجامعة الملك سعود الى " مركز الامير سلطان لابحاث البيئة والمياه والصحراء " ومن اهداف هذا المركز اجراء البحوث والدراسات العلمية فيما يتعلق بالمحافظة على الموارد الطبيعية والبيئية وتنظيم استغلالها..ومكافحة التصحر ونظم المركز عددا من المؤتمرات والندوات العلمية المتعلقة بمجال عمله كما شارك في مؤتمرات دولية من هذا النوع .
وفي ذات الاطار تم انشاء مركز الامير سلطان بن عبد العزيز للبحوث والدراسات البيئية والسياحية ويعنى المركز بالبحوث والدراسات في مجالات وقضايا البيئة والسياحة في المملكة والعالم العربي كما يتولى إنتاج ونشر البحوث والدراسات والكتب في مختلف مجالات العلوم البيئية والسياحية، ورصد وتحليل وتقويم الظروف والمشكلات البيئية والسياحية وتاليا رسم السياسات والاستراتيجيات للحفاظ على الظروف البيئية والنشاط السياحي. كما يسعى المركز لزيادة الوعي الجماهيري بأهمية الحفاظ على الموارد البيئية والسياحية.
وتقديرا لجهود الامير سلطان في مجال الحفاظ على البيئة ومجهوداته المتميزة وتاريخه الحافل بالانجازات البيئية ودعوته المستمرة للسلام العادل والشامل للبشرية تسلم سموه جائزة السلام والبيئة من مركز التعاون الاوروبي العربي .
وقال رئيس مركز التعاون الاوروبي العربي الدكتور فولفجانج ارينز في كلمة له في هذه المناسبة "ان اهداءنا وتكريمنا لكم بجائزة السلام والبيئة وقبولكم لهذه الجائزة تكريم عظيم لنا، فبهذه الجائزة نرغب في تقدير انجازاتكم العظيمة، وقد سبق ان كرم المركز بقبول كل من الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية والرئيس جاك شيراك رئيس جمهورية فرنسا هذه الجائزة، ولقد اثبتت الايام انهم لايكلون من العمل من اجل، السلام والبيئة والحوار بين الشعوب كما اثبت تاريخكم الحافل في هذه المجالات انكم تستحقون المكانة نفسها، وهكذا جاء اختياركم للحصول على الجائزة بناء على قرار مجلس ادارة المركز بالاجماع".
ونوه فولفجانج بالدعم الذي يقدمه الامير سلطان بن عبد العزيز للمشاريع التي تسهم في بناء الحوار بين الشعوب ليس فقط في المملكة العربية السعودية بل ايضا في العالم اجمع.
وقد تم اختيار الامير سلطان بن عبد العزيز بالاجماع من مجلس ادارة مركز التعاون الاوروبي العربي لجائزة السلام والبيئة بناء على استطلاع الرأي الذي قام به مركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس على المنطقة العربية لاختيار رجل السلام والبيئة.