همسة لأديب أهله !..
اعلم أن الألم في حياتنا كثير جداً؛ فوطن نفسك على العيش والتعايش معه، واعلم أن الفرح في عالمنا قليل جدا، فعش لحظتك، واستمتع بها دون وكس أو شطط، وعايش مع الناس أتراحهم كما تعايش معهم أفراحهم، واعلم أن الناس تنسى من شاركهم اللذة؛ ولكنها لا تنس من شاركهم الألم !!
بكى حتى ابتلت لحيته ولا زال يشتهي البُكاء ..
يُنكس رأسه .. يضمُ وجهه بكلتا يديه لتجمع من بحر الدموع بضع قطرات ..
ولأول مرة يبكي .. أرغم من يراه على البُكاء ..
دموع الرجل أغلى من دموع المرأة ..
فالمرأة كثيرًا ما تبكي ولكلٍ مُصابٍ ألم بها لا تجد مُتنفسًا لها سوى البُكاء ..
فتبكي دون خجل وإن رآها العالم بأجمعه .. بل تُسر إن شعر من حولها بألمها وشاركوها حزنها
كما شاركوها فرحها ذات يوم ..
كثيرًا ما نسمع ونقرأ بأن بُكاء الرجل منقصةٌ لرجولته !!
واتعجب كثيرًا من هذه العبارة وممن يعتمدون عليها في مسيرة حياتهم !
قال البعض: الرجل رجلٌ بطبعه لذا عليه أن يكون قويًا مُتماسكًا لا تضعف شخصيته
ولا تنزل دمعته مهما كان سبب نزولها !
ما أقساهم وربي .. حين أطلقوا عليه الأمر بعدم البُكاء بدايةً ووسموه بضعف الشخصية في النهاية ..
متناسين هُم أن الرجل [ إنسان ] ..
مُضغةٌ تحتوي كمًا هائلًا من المشاعر .. يثور بُركانها بالمصائب والابتلاءات ..
ويحتاج الثوران لانتفاضة تُريح البُركان ..؟
فإن حرموه هذه الدمعة ووسموها بضعفه فما أجهلهم بتلك المُضغة !
برأيكم /..
- دمعة الرجل .. هل هي ضعف ؟! وإن كانت ضعفًا فمتى ستكون قوة ؟!..
- ما يمر به الرجل من محطاتٍ ومصاعب وهموم ونكبات .. ألا تستحق كل هذه الأمور دمعة للتنفيس ؟!
- أخيرًا .. هل البُكاء معيب للرجل ؟! ولم يا ترى ؟.
ابتسامة خجولة