السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال ابن رجب الحنبلي ـ رحمه الله ـ: في الصحيحين عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه سئل عن صوم يوم عاشوراء، فقال: ( ما رأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ صام يوماً يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم، يعني يوم عاشوراء، وهذا الشهر يعني رمضان ).
يوم عاشوراء له فضيلة عظيمة وحرمة قديمة، وصومه لفضله كان معروفاً بين الأنبياء عليهم السلام، فقد كان أهل الكتاب يصومونه وكذلك قريش في الجاهلية كانت تصومه ....وكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصومه بمكة ولا يأمر الناس بالصوم.
ولما قدم المدينة أمر الناس بصيامه، وأكد الأمر بصيامه، والحث عليه حتى كانوا يصومونه أطفالهم.
ولما فرض صيام شهر رمضان ترك النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمر أصحابة بصيام يوم عاشوراء وتأكيده فيه، ثم إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عزم في آخر أمره على ألا يصوم مفرداً، بل يضم إليه يوم آخر مخالفة لأهل الكتاب. [من لطائف المعارف بتصرف واختصار].