يراود البحرينيين حلم التأهل إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخهم بعد أن توقف مشوارهم عند المحطة الأخيرة في التصفيات الماضية المؤهلة إلى مونديال 2006 في ألمانيا.
ويلاحظ القادم إلى البحرين منذ الوهلة الأولى، حتى ولو كان بعيداً عن الأجواء الرياضية، أن حدثاً رياضياً مهماً تنتظره البلاد، فيلفت نظرك حديث من هنا عن المنتخب، وآخر عن تحقيق الحلم بالتأهل.
وتستقل سيارة الأجرة فيحدثك سائقها عن أمنيته برؤية منتخب بلاده يشارك في المونديال، لا بل أنه يتطرق إلى الأمور الفنية فيعتبر أن المنتخب يعاني من عدم وجود رأس حربة يمكنه ترجمة الفرص إلى أهداف، ثم يشغل جهاز الراديو فيظهر الاهتمام واضحاً بالتمنيات بالنجاح للمنتخب.
العبور إلى المونديال
أنظار البحرينيين ستكون شاخصة إذن إلى مباراة منتخبهم مع نظيره النيوزيلندي السبت المقبل على إستاد البحرين الوطني في ذهاب الملحق الأخير للعبور إلى العرس العالمي الذي يضم نخبة المنتخبات العالمية.
مباراة الرد ستكون في نيوزيلندا في الخامس عشر من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
البحرين تحمل آمال عرب القارة الآسيوية للوصول إلى المونديال بعد أن أخرجت السعودية في الملحق الآسيوي التي دأبت على تمثيلهم فيه منذ 1994.
تعادل المنتخبان في المنامة صفر- صفر، و2-2 في الرياض في مباراة مجنونة شهدت تسجيل البحرين هدف التعادل في الثواني القاتلة، وجاء بعد ثوان أيضاً من هدف التقدم للسعودية.
حلم التأهل
المشرف العام على المنتخب البحريني وعضو اتحاد كرة القدم عبد الرزاق محمد شرح الفارق بين المرحلتين، 2006 والآن، وأوضح أنه يرى الحلم أمامه بالتأهل إلى المونديال.
وقال عبد الرزاق اليوم الخميس: "الحلم بالتأهل موجود وأراه أمامي، أرى أننا قادرون على الظهور في جنوب أفريقيا".
وعن تجربة التصفيات الماضية والدروس التي تعلمها المنتخب البحريني قال "الفارق بين المرحلتين أن المنتخب اكتسب الخبرة، فعام 2005 خاض تجربة كانت غريبة عليه وعلى الكل وليس على اللاعبين فقط، الآن ازداد الوعي والخبرة في التعامل مع مثل هذه المواقف ونحن استعدينا بدورنا كجانب إداري بالنسبة إلى التصريحات والزيارات والأمور خارج الملعب".
وتابع "يدرك اللاعبون جيداً أنها مرحلة قد لا تتكرر ثانية، وبالتالي المرارة التي عاشوها في 2005 نتمنى ألا تحصل مجدداً".
وعن جاهزية المنتخب أوضح المشرف العام على المنتخب البحريني قائلاً: "يسير المنتخب البحريني في المباريات الأخيرة في مستوى تصاعدي ومستواه يتطور من مباراة إلى أخرى، والروح المعنوية للاعبين ترتفع، واعتقد أنها من المميزات التي لمسناها في المباريات الأخيرة".
وتحدث عبد الرزاق عن منتخب نيوزيلندا قائلاً "إنه قوي ويمتلك لاعبين يحترفون في الدوريات الأجنبية، الإنكليزي والاسترالي والأميركي والبلجيكي والاسكتلندي، يتمتعون بقوة البنية وطول القامة، لكن لدينا اللاعبين الذين يمكنهم التعامل مع مثل هذه الظروف".
ماتشالا : "نحترم نيوزلندا"
ومن جانبه أبدى مدرب المنتخب البحريني ميلان ماتشالا، احترامه الكامل لمنتخب نيوزيلندا، مؤكداً أن فريقه أمام فرصة تاريخية لا يجب أن يفوتها.
وقال ماتشالا اليوم الخميس: "نحترم منتخب نيوزيلندا ونعرف كل شيىء عنه، لكننا لا نريد أن نفقد فرصتنا وسنكون متفائلين".
وتابع "معنويات اللاعبين جيدة، سنقاتل حتى النهاية من اجل المشاركة في كأس العالم، ولكن إذا كان منتخب نيوزيلندا أفضل منا وتأهل فسنهنئه".
ومضى قائلا: "في الملحق الآسيوي كانت المواجهة قوية مع السعودية، فبعد التعادل السلبي ذهاباً في المنامة اعتقد الجميع أن السعودية تأهلت إلى النهائيات، لكن رأيتم ماذا حصل في مباراة الإياب حيث قدمنا كرة قدم جميلة ونحن بالتالي سعداء لما حققناه حتى الآن".
وعن المنتخب النيوزيلندي أوضح ماتشالا "لعب جيدًا في كأس القارات في جنوب أفريقيا لكنه اصطدم بمنتخب إسبانيا العالمي ومنتخب جنوب أفريقيا على ارضها، قبل أن يواجه نظيره العراقي، لكننا راقبناه أيضاً في مباراته الودية مع الأردن (فازت نيوزيلندا 3-1)".
وختم قائلاً "لا أخاف أبداً من بعض اللاعبين المحترفين في المنتخب النيوزيلندي، فسبق أن واجهنا منتخب استراليا الذي يضم عدداً أكبر من المحترفين ومنهم بريتشيانو وكيويل ولم نشعر بالرهبة".