أما المعية العامة, فهي معية العلم والقدرة,
كما في قوله تعالى:
﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾
وهذه عامة للخلق.
وأمر تعالى بالاستعانة
بالصلاة لأن الصلاة
هي عماد الدين, ونور المؤمنين,
وهي الصلة بين العبد وبين ربه،
فإذا كانت صلاة العبد صلاة كاملة,
مجتمعا فيها ما يلزم فيها,
وما يسن, وحصل فيها حضور القلب,
الذي هو لبها فصار العبد إذا دخل فيها,
استشعر دخوله على ربه,
ووقوفه بين يديه, موقف العبد
الخادم المتأدب,
مستحضرا لكل ما يقوله
وما يفعله, مستغرقا بمناجاة ربه ودعائه
لا جرم أن هذه الصلاة, من أكبر
المعونة على جميع
الأمور فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء
والمنكر،
ولأن هذا الحضور الذي يكون في
الصلاة, يوجب للعبد
في قلبه, وصفا, وداعيا
يدعوه إلى امتثال أوامر
ربه, واجتناب
نواهيه، هذه هي
الصلاة التي أمر الله
أن نستعين بها على كل شيء.
وقال تعالى بعدها :
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ
وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ
مِنَ الأمْوَالِ وَالأنْفُسِ
وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ -
155
الَّذِينَ إِذَا
أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا
إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا
إِلَيْهِ رَاجِعُونَ -156
أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ
مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُون-
157
****** ****** ******
وجاءت في ذكرنا سابقا
وذلك لان مدرسة الصيام هي التي
تخرج المتقين على أكمل وجه.
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ
الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ
مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ -183
فالتقوى خلق عظيم يلزمه
تدريبات عظيمة , والصيام مجال كبير
لترسيخ هذا الخلق.
فالتقوى معناها الخوف من الله
لكي لا ارتكب الآثام , والخوف في
القلب ينعكس على جوارح الإنسان
فلا ترى منه غش أو غدر أو خيانة
لأنه يخاف يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار.
فمما اشتمل عليه من التقوى:
أن الصائم يترك
ما حرم الله
عليه من الأكل والشرب ونحوها,
التي تميل إليها نفسه, متقربا بذلك
إلى الله, راجيا بتركها, ثوابه، فهذا من التقوى.
ومنها:
أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة
الله تعالى,
فيترك ما تهوى نفسه, مع قدرته عليه,
لعلمه باطلاع الله عليه،
ومنها:
أن الصيام يضيق مجاري
الشيطان,
فإنه يجري من
ابن آدم مجرى الدم,
فبالصيام, يضعف نفوذه,
وتقل منه المعاصي،
ومنها:
أن الصائم في الغالب,
تكثر طاعته,
والطاعات من خصال التقوى.
******
****** ******
****** ****** ******
وإلى الفقره التاليه إن شاء الله تعالى
****** ****** ******