تحاول دائما التخلص من قيودها لتثبت لنفسها ولآدم مدى جدارتها العملية، فلم تعد وظيفتها تقتصر على رعاية الأطفال والمنزل، والاهتمام بذلك الزوج المدلل . فقد دخلت المرأة الآن عالم البزنيس وإدارة الأعمال لتتفوق على الرجل بجدارة في تجميع الثروات . وتؤكد دار بحوث "بريون دولفين" البريطانية في دراستها حول براعة حواء وكيفية تفوقها علي الرجل في الثراء أن معظم الأعمال يديرها الرجال وهذا يتطلب التحدي من جانب حواء حتى تخترق هذا المجال وتثبت وجودها وتتفوق علي الرجل ولا يأتي النجاح إلا مع العمل الجاد، والنساء يفعلن ما يقمن به منذ الأزل؛ فهن مسئولات عن إدارة بيوتهن ولذا فهن أفضل في أداء الأعمال عن الرجال. إنهن يعملن بجد، كما أنهن لسن عدوانيات بل لهن رءوس لينة يستمعن ويتقبلن النصيحة ويسيطرن علي أنفسهن في أماكن العمل، وعندما يقف الرجل في طريقهن يشحذن اسلحتهن ويقبلن التحدي من أجل النجاح، حسب ما ورد بالجمهورية . هذا وتوضح الدراسة عدة عوامل ساعدت علي نجاح حواء وتحولها إلي امتلاك الثروات فلقد ارتفع معدل توظيف حواء من 42% إلي 70% في كل العالم كما أن النساء يعشن أكثر من الرجال ويرثن الثروات الهائلة عن أزواجهن بالإضافة إلي ميل حواء إلي عشق تراكم الأموال في ظل حساسية أكبر مما عند الرجل بخصوص قوة المال وما تفعله وتقدمه من سيطرة علي أمور الحياة؛ ولذلك تفكر حواء في المال علي أنه قوة ذاتية تجلب لهن الحماية، والأهم من هذا كله عشق الرجل لحواء وسعيه إلي امتلاك قلبها والاستحواذ عليها ومساندتها وكما يقول الأديب الأمريكي "مارك توين".. يقضي الرجل عمره كله في جمع المال ليقدمه عن طيب خاطر للمرأة التي تستطيع أن توقعه في شباكها. كما تشير الدراسة إلى أن أداء حواء في التعليم وسعيها لاكتسابه عامل هام في تفسير ظاهرة تفوق حواء علي الرجل في امتلاك الثروة، والدليل علي ذلك إقبال المرأة علي الدراسات العليا في كل أنحاء العالم ويستفدن من تعليمهن؛ فهي متعددة المواهب وتعتاد العمل الشاق وتعدد المهام بدون وجود عوائق مرتبطة بالنوع أو الجنس أو الخلفية الاجتماعية. ولا شك أن المرأة تحتضن عملها لتنجح وتجعل الآخرين يرونه كما ترغب ومن المعروف تاريخيا أن الرجل تحركه الأموال والمرأة تحركها العاطفة ولذلك تستخدم حواء هذه العاطفة في تحدي الرجال، مع استخدام خبرة المرأة في "المكائد" والتزامها بالجانب العملي لتمهد لنفسها طريقا ميسرا تنفذ منه إلي منصة النجاح. ولا يقتصر نجاح المرأة وتفوقها على الرجل في مجالات البزنيس وإدارة الأعمال فقط بل وفي الأعمال الإبداعية أيضاً؛ فقد أكدت دراسة مصرية حديثة أن المخرجات الصحفيات العربيات هن الأكثر قدرة على الإبداع مقارنة بنظرائهن من الرجال . إلا أن وجود المخرجة الفنية في الصحف العربية بشكل عام ضئيل جدا لا يتجاوز30 % بالمقارنة بالذكور, ويرجع السبب في ذلك إلي طبيعة العمل بالصحف العربية, حيث يكون العمل بالقسم الفني عادة في الفترة المسائية مما يتنافى مع طبيعة ووضع ومسئوليات المرأة كزوجة في المجتمعات الشرقية. وقد أرجعت الدراسة السبب في انخفاض هذه النسبة في الصحف العربية بالمقارنة بالصحف الاجنبية, إلي مساحة الحرية المتاحة للمخرجات الصحفيات بالدول الأوروبية مقارنة بما هو متاح للمخرجات الصحفيات بالمنطقة العربية . هذا ومن جانب آخر فإن بعض النساء يفضلن أن يكون مديرهن رجلاً تلاشياً للغيرة النساء، ويقول الدكتور" طارق عكاشة" أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس: إن الإدارات التي تضم رجالا فقط أو رجالا ونساء يكون العمل فيها أكثر يسرا من الإدارات التي يقتصر العمل فيها علي السيدات وذلك لعدة أسباب:أولا: إن للمرأة أكثر من دور في الحياة فهي زوجة وأم وامرأة عاملة, وقد تتولد الغيرة من المحيطان بها إذا نجحت في كل هذه الأدوار ووصلت إلى منصب رئيسة, خاصة إذا كانت هناك امرأة لها نفس الظروف ولكنها لم تستطع أن تنجح في عملها. ثانيا: جري العرف أن يكون الرئيس في جميع المؤسسات والهيئات من الرجال علي مدار سنوات عديدة, كذلك نجد أن أشهر وأهم الكتاب والمفكرين والمهندسين والأطباء من الرجال ويضيف: أيضا لأن النساء لم يدخلن مجال العمل إلا في العقود الأخيرة. لذلك فالمجتمع لا يتقبل بسهولة أن تكون المرأة رئيسة في العمل, كما أن النساء لم تتح لهن الفرصة في الفترات السابقة لإثبات كفاءتهن ومقدرتهن علي الإدارة والإنجاز والتعامل مع المواقف والخبرات المختلفة.