عَنْ أبِي هُريرةَ - رضى الله عنْه -
عَنِ النّبِّي صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ قال:
" يَدْخُلُ الجَنَّةَ أقْوَامٌ أفئِدَتِهِم مِثلَ أفئدةِ الطّيرِ"
أخرجه مسلم.
فَؤادُ الطّيرِ رُغمَ صِغَرِ حَجمِهِ إلا أنَّهُ يَحمِلُ بَينَ طَيّاتِهِ
مَعَانٍ كثيرةٍ فَهُم أصْحَابُ القُلُوبِ الرقِيقةِ
لِذا بَشّرَنا حبيبنا المصطفى صلوات ربى وسلامهِ عليه
أنّ من يحْمِلُ بَين أحْشَائِه قلبًا كــ قلب الطّيرِ
فى رِقّتها ولِينها
فى خُشُوعِها وخُضُوعِها
فى خَوفِها وخَشيتها
فى تَقْوَاها وإنابتها
فى تَوَكُّلِها على بارئها
فإنّهُ من أهلِ الجنّةِ
============================
فالحكمةُ من حديثِنا الجليل
أن نَْحِوى بِدَاخِلنا قلبًا رقِيقًا لينًا وَرِعًا
سَريعَ التأثُرِ بالموعظة
سَريعَ الإستجَابَةِ لِنداء الحقِّ
مُتافَعِلٌ مع من حَوله
مُهتمٌ بِمشَاعِرهم فَرَحًا وحُزنًا
يَحمِلُ همَّهُم .. يُحاولُ مُساعدتهم .. يَمدَّ يَدِ العَونِ لهُم
يُحْسِنُ إليهِم ... يَدْعُو لَهُم
مُتَوكِّلٌ عَلى الله
وقد قال الله عزّ وجلّ عن أصْحَابِ القُلُوبِ الرقِيقةِ
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَاذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) الأنفال
============================
أنّ لِكُلِ شئٍ ضوابط
وضابط القلب الرقيق ؛
أن يكونَ ليّنًا مِن غَيرِ ضَعَفٍ
قويًّا مِن غَير عُنفٍ
وَاثِقًا مِن غَيرِ غُرُورٍ
أن يُحِبَ ويكْره ويُعطى ويمْنع لله عزّ وجلّ
والخُلاصة :
أن يكونَ صاحِبَ تَصْرُّفَاتٍ مُتزِنةٍ ..
دُونَ إفْراطٍ ولا تفْرِيطٍ
=======================
وكَيفَ لِى بِقلبٍ ليّنٍ رقِيقٍ كــ قلبِ طَيرٍ صغيرٍ جميلٍ ؟!
والجوابُ
يَسِير إذا أخْلصنا النّيّةَ للهِ
فــ بجلسةٍ مع مُصْحَفَكِ
وكثّرةُ ذِكْرٍ
وصَدَقةُ سِرٍ
وجَلسَةُ عِلْمٍ
وإطْعامُ فقيرٍ
وكَفالةُ يَتيمٍ
وبذلُ مَعْرُوفٍ
ونَافِلَةٌ فِى جُنحِ ليلٍ
وكثّرةُ دُعَاءٍ
وبِرُّ والدينِ
وبغيـــــــــــرها من أفعال الخَيرِ ... يَرِقُّ قَلْبُكِ .. ويَصيرُ كــ فؤادِ طير