تخلص من الإعياء الصباحي .. والمزاج المتكدر
د.محمد عبد الكريم الشوبكي - صحيفة الأي الاردنية- من الطبيعي ان يشعر الانسان بالإرهاق والإعياء اثناء النهار من خلال العمل , او بعد جهد نفسي او جسدي شاق فذلك رد فعل طبيعي , إما ان تكون في حالة من الإعياء الصباحي المتكرر او اليومي بعد النوم وليست لديك أمراض عضوية ( كاضطراب الغدد الصماء , او فقر الدم , او الالتهابات الفيروسية , او أمراض القلب , او نقص الفيتامينات , وارتفاع سكر الدم , والروماتيزم , او الأورام الخفية .....الخ , فذلك أمر اعتلالي نفسي اجتماعي فان اكثر من ( 50 % ) من الحالات سببها اضطرابات نفسية خاصة الكابة , والقلق المزمن, والضغوطات النفسية الاجتماعية و العملية اليومية حسب الدراسات .
ونعني بالإعياء الصباحي تدني الدافعية والشعور بالخمول والكسل ومن ثم سيطرة المزاج المتكدر الذي قد يمتد لساعات حتى يعود النشاط تدريجيا , وهي واسعة الانتشار و بتصاعد حسب الإحصائيات الطبية , وتصل نسبتها اكثر من 20% .
فالشخص في حال الإعياء الصباحي يشعر بتدني شديد في الحماس , والطاقة , والدافعية حتى لتناوله وجبة الفطور, او حلق ذقنه , او الذهاب الى المدرسة او الجامعة , او قيادة مركبته للذهاب للعمل ...الخ , رغم محاولته جاهدا الخروج من هذه المعاناة الا انها تسيطر عليه لفترة زمنية تصل أحيانا لعدة ساعات .
ونمط الإعياء الذي يعانيه الشخص مهم في تحديد الأسباب , فمثلا الإعياء المتصف باليقظة الصباحية بارتياح ولكن حين بدأ مزاولة أي نشاط تصاب بالإرهاق اشارة الى خلل عضوي خاصة نقص هرمون الغدة الدرقية , وفي حال الاستيقاظ بخمول وقلة النشاط تمتد لساعات طويلة في النهار اشارة الى الإصابة بمرض نفسي كالاكتئاب .
وإذا كانت هذه الحالة مستمرة لعدة اشهر تصبح مرضا نفسيا يعرف بالإعياء النفسي المزمن
« Chronic Fatigue Syndrome « .
ومن الأسباب الرئيسية الاخرى اضطراب طبيعة العمل , كالعمل الذي يتطلب مجهودا نفسيا او عضليا شاقا , و العمل الليلي التناوبي , البيئة العملية التي تمتاز بالتكدر , والتسلط , وتدني المرونة والتفاهم بين العاملين او مع المسئولين في العمل .
واضطراب النواحي الاجتماعية في العمل مثل العمل وحيداً , او قلة فرص الاحتكاك الاجتماعي مع العاملين الاخرين , والعمل الروتيني , والصراعات بين العاملين او الموظفين , وغياب امان الحقوق العمالية , عدم الرضى بالوضع الوظيفي , و غياب الادارة المرنة و نظام الحوافز و المكافئات النفسية و الاقتصادية والسلم الوظيفي .
ولنمط الحياة غير الصحية دور هام كمسبب لحالات الإعياء مثل النوم النهاري الطويل و السهر , واضطرابات النوم , احتساء الكحول والمخدرات , قلة الرياضة المنتظمة اليومية , الغذاء غير الصحي والبدانة , وهذا النمط الغير الصحي غالبا ما يصاحب الامراض النفسية مثل الاكتئاب , والقلق بانواعه المختلفة .
و للضغوطات الاقتصادية والاجتماعية دور هام في الإعياء خاصة الفقر , والبطالة , و العنوسة , و عدم القدرة على تحقيق الطموحات المالية والاجتماعية والأكاديمية , و متطلبات الحياة المنزلية والزوجية , والاضطرابات الجنسية .
وهذه عدة نصائح طبية للتخفيف من هذه المعاناة او ازالتها حسب الشدة والنوع :
حدد الساعة التي تنام وتستيقظ بغض النظر لديك واجبات ام لا .
وخذ قسطا جيد من النوم الليلي وتجنب السهر ( والنوم النهاري لأكثر من نصف ساعة ) وتهيئة الجو المنزلي دون ازعاج , وحرارة معتدلة .
وأقبل على تناول الوجبات الغذائية الصحية , وشرب المياه اثناء النهار وتجنب الاكل والشرب قبل النوم وحافظ على التمرين الرياضي اليومي المنتظم .
واشغل وقتك اثناء الليل بامور تؤدي الى الراحة النفسية مثل الاستماع للموسيقى , الصلاة , القراءة , الكتابة , ....الخ , لانها تزيل الضغوطات النفسية , وتحسن من النوم . وحاول دائما تنظيم العمل النهاري , وتجنب الاجهاد , ونظم العلاقات والزيارات الاجتماعية بحيث تكون معتدلة .
وحاول ازالة الضغوطات النفسية ونمطية السلوك الاجتماعي والعملي (كأن تأخذ اجازة او القيام برحلة) .
وتجنب احتساء المواد التي تحتوي الكفائين مثل القهوة , والكولا والبيبسي , وكذلك الكحول والتدخين . وابتعد عن المهدئات المنومة , والتزم بما يصفه لك طبيبك المختص , واذا كنت تعاني من الشعور بالكابة راجع اختصاصيا في الامراض النفسية .
ومن الاخطاء الشائعة الاقبال على احتساء القهوة والتدخين صباحا بكثرة للتخلص من الاعياء حيث وجد انها على العكس تماما تزيد من شدة الإعياء كما أكدته الابحاث العلمية .