عرفه أكثر الأيام بركة وصيامه لغير الحاج سنه
تاريخ النشر: الجمعة 04 نوفمبر 2011
نحن اليوم على أبواب عيد كريم، هو عيد الأضحى المبارك، العيد الذي يجتمع فيه المسلمون على صعيد واحد، في أشرف بقاع الأرض وأقدسها، يهللون ويكبرون، ويرفعون أصواتهم بالتلبية والدعاء، وتمتلئ قلوبهم بالأمن والإيمان والرخاء، وإن كان قد فاتنا شرف المثول بين يدي الله في بيته الحرام، وإن كنا قد حرمنا ثواب العيد الأكبر، في منى والمزدلفة وعرفات، فإن لسان حال كل واحد منا يقول الآن : يا ليتني كنت معهم ، فأفوز فوزاً عظيماً ، وأنال خيراً كثيراً.
ومن الجدير بالذكر أن يوم السبت الموافق التاسع من شهر ذي الحجة يوافق يوم عرفة، كما أن عيد الأضحى المبارك يكون في اليوم التالي وهو يوم الأحد الموافق العاشر من شهر ذي الحجة، حيث يؤدي المسلمون صلاة العيد وينحرون الأضاحي ويصلون الأرحام .
وبهذه المناسبة فإننا نتقدم من أبناء الأمتين العربية والإسلامية بأصدق التهاني والتبريكات بحلول عيد الأضحى المبارك، سائلين المولى عز وجل أن يجعله عيد خير وبركة على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وأن يأتي العيد القادم وقد جمع الله شملنا وتوحدت كلمتنا، وتحررت مقدساتنا
إنه سميع قريب.
يوم عرفة
يوم عرفة خير يوم طلعت فيه الشمس، وأكثر الأيام خيراً وبركة، فهناك في عرفات، ينتظم عقد الحجيج، ويجتمع شملهم، على اختلاف ألسنتهم وألوانهم، وبعد ديارهم، متجردين من الدنيا وزينتها، كأنهم ملائكة أطهار، فيتجلى عليهم الحق سبحانه وتعالى، فيسمع دعاءهم، ويجيب سؤالهم.
ويحقق آمالهم، ويغفر ذنوبهم، ويباهي بهم ملائكته فيقول : (انظروا إلى عبادي جاءوني شعثاً غبرًا ضاحين، جاءوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي، فلم ير يوم أكثر عتقاً من النار من يوم عرفة) (1)، وفي يوم عرفة أتم الله نعمته على الإنسانية، فقد روى الإمام ابن كثير في تفسيره قال: (جاء رجل من اليهود إلى عمر بن الخطاب، فقال: يا أمير المؤمنين، إنكم تقرؤون آية في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت، لاتخذنا ذلك اليوم عيداً، قال: وأي آية؟ قال: قوله {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} فقال عمر : والله إني لأعلم اليوم الذي نزلت على رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، والساعة التي نزلت فيها على رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: عشية عرفة في يوم جمعة )